استقبلت دار الفنون، أمس الجمعة، أمسية حوارية احتفاءً بصدور كتاب «ترميم» الذي يضم مجموعة قصص لأقلام شابة، وقام بتحرير مادته أميرة شيخ الركب.
صدر الكتاب عن دار الفرجاني، وبإشراف وتنظيم ورعاية منظمة فاصلة للثقافة والفنون، بمنحة من مؤسسة آريتي للثقافة والفنون.
وشهدت الحوارية تبادل وجهات النظر بين أجيال مختلفة في الكتابة واستماع المواهب إلى ملاحظات القراء ونخبة من الكتاب المخضرمين في مجال النقد والسرد.
جيل يشبهنا ولا يشبهنا
وتحدث الكاتبة عزة المقهور عن الملمح العام للقصص والإشارات النفسية التي تصمنتها هذه النصوص حيث ذكرت في تقديمها للإصدار: «ابتسمت وضحكت وحزنت وشعرت بهذا الجيل الذي يكتب عنا.. الجيل الذي يشبهنا ولا يشبهنا».
ورغم قسوة الظروف التي عصفت بالبلاد من تهجير وحرب وتدمير، تصف عزة قدرة هذا الجيل ومحاولته إبداعيا التعبير عن تلك الأحداث وارتداداتها فيما ظل متمسكا بأهداب الأمل.
- احتفاء بـ10 سنوات على انطلاق «بوابة الوسط».. دار الفنون تحتضن معرضًا للكاريكاتير (صور)
- بالصور.. اللمة الطيبة تحتفل بالذكرى الـ31 لتأسيس دار الفنون
- «المثقف الليبي وتحديات المرحلة الراهنة».. ندوة في دار الفنون بطرابلس السبت
وتوقفت المقهور عند بعض عناوين قصص المجموعة والاقتراب من عوالمها وتحليل مفرداتها والفكرة التي أراد الكاتب أو الكاتبة إيصالها، إضافة إلى حديث المواهب عن تجربتها في الكتابة وخلفيات عناوينهم القصصية وظروف استعداداها للمشاركة في مشروع «ترميم»، منهم الكاتب مصطفى بوزيد في قصة «زهرة تشرين»، والكاتبة جود الفويرس في قصة «شهيقة ملعونة»، وحليمة القرواش في «خائف وخفيف».
تجارب جمالية ولونية
(ترميم) ضم أيضا كٌتّابًا صدرت لهم روايات، واختاروا المشاركة بالقصة كنوع من التغيير في التكنيك الكتابي وكذا تبادل الأفكار والتجاور السردي مع جيل المواهب، كالروائية كوثر الجهمي التي شاركت بقصص «منظومة القهر الوطني، وأمي لا والدتي، وضيف إجباري» والروائي شكري الميدي ايجي في قصة «انسياب».
وتخلل كتاب «ترميم» مجموعة من اللوحات البصرية في مجال الفوتوغراف والكوميكس والحروفيات للفنانين محمد بلحاج، ومحمد الخروبي، وأسامة بلحاج، وعدنان القرقني، وندى حريب، ووائل الرعوبي، وفاطمة الهوني، وملاك العبار، وتركية بن سعود، والتي مثلت روافد جمالية ولونية تجسد حالة من حالات التقاط الأنفاس بين القصة واللوحة كنص فني مكتمل.
ضرورة الإصلاح والتنوير
ومن جانبه تطرق الكاتب حسين المزداوي في مداخلته إلى مسألة الكتابة بالفصحى والعامية في العمل الإبداعي، وذلك على خلفية سؤال الكتابة بالعامية التي طرحته قصة «سعيد مش سعيد» للكاتب فارس بني شيبان، وهو سؤال موجود منذ الخمسينات بحسب تعبير المزداوي حيث طرح في مصر ولبنان وغيرها، متوقفا في تساؤله عن جدوى الكتابة بالعامية من عدمها. مضيفا أن إدخال العامية في العمل الإبداعي ينبغي وضعها في الحوار الذي يعكس البيئة الثقافية للشخوص ويقدمها بصورتها الواقعية بعيدا عن اللغة الفخمة.
ويرى الكاتب منصور بو شناف أن توجه القصص بشكل واقعي لتشريح المجتمع يعكس حالة الوعي للكتاب، وبالمقارنة لو رجعنا إلى الأدب الأوروبي ما بعد الحرب سنجد فيه كتابات فردية بعيدة عن الواقع بينما في قصص ترميم مثلا نلحظ النظرة الإيجابية أو الطموح الإيجابي نحو المجتمع كضرورة الإصلاح والتنوير وغير ذلك، على عكس الأجيال السابقة في المشهد الليبي التي تعاني في كتاباتها من التذمر وفقدان الأمل.
وأضاف بو شناف أن غالبية الأعمال لكونها مرآة للواقع الليبي وجب على المتخصصين في مجال الاقتصاد والسياسة والأدب دراستها وتحليلها.
تعليقات