Atwasat

الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة بالصور

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 05 أبريل 2024, 09:50 صباحا
WTV_Frequency

تواصل «الوسط» في جولة أخرى عن طرابلس رصد ما وثقه الكتاب والباحثون عن العاصمة طرابلس، وهذه المرة نستعرض ما وثقه الباحث يوسف الخوجة في كتابه «طرابلس تتحدث عن نفسها»، الصادر عن جهاز إدارة المدينة القديمة.

في هذ الكتاب، وعبر 422 صفحة، يبحر الخوجة في دروب وأزقة ومعالم طرابلس القديمة، ويحاول أن يقدم سيرة المكان وتاريخه، أو كما أشار الباحث مصطفى حقية في تقديمه للكتاب «مادة نقية تساعد على استمرار الذاكرة التاريخية، والنأي بها عن التشويه والتضليل».

حنفيات وأبراج وأسواق
الخوجة يبدأ رحلته بالحديث عن تاريخ الآبار والحنفيات مثل حنفيات السور الغربي الواقعة في منطقة باب الجديد، حيث أنشئت هذه الحنفيات خلال العهد العثماني الثاني (1835- 1911)، وهي مياه منقولة من بئر أبو مليانة عبر مواسير حتى تصل إلى المدينة القديمة. 

ويشير الخوجة إلى أن سكان طرابلس كانوا ينقلون هذه المياه عبر جرار و«سطول» إلى بيوتهم. وقد أنشئت عدة حنفيات أخرى خارج سور المدينة، منها «الحنفية العثمانية» في باب الخندق، و«الحنفية العثمانية» في سوق الثلاثاء القديم. كذلك «حنفية سوق الخبزة» بميدان الشهداء. وقد أزيلت جميعها لأسباب مختلفة، منها دخول مواسير المياه كل البيوت، وتوسيع بعض شوارع المدينة والميادين.

وعن الأبراج والأسواق، يصلنا الخوجة بسيرة «السور الجنوب الشرقي» للمدينة القديمة الذي أنشئ في أواخر عهد الدولة الأموية العام 132 هـ على يد عبدالرحمن بن حبيب، والي أفريقيا، واُستكمل البناء في عهد هرثمة بن الأعين العام 180 هـ، وتعرض السور لهدم أجزاء منه في أثناء الاحتلال الإسباني (1510-1530).

وفي العهد العثماني الأول (1551- 1711)، اهتم درغوت باشا بإعادة بناء أجزاء كبيرة من الأسوار. وعند احتلال ليبيا من الإيطاليين (1911- 1943)، هدمت أسوار المدينة العام 1916، ولم يبق منها سوى السور الغربي، وجزء صغير جدا من السور الجنوب الشرقي، الذي يمتد من دار البارود حتى باب الحرية.

ينتقل بنا الخوجة في توثيقه إلى حكاية السور الغربي، وهو من أهم الآثار القديمة الباقية في مدينة طرابلس، ويمتد من سيدي الهدار بالجهة المطلة على البحر إلى بابي الجديد وزناتة، الذي لا يزال جزء منه قائما حتى الآن. 

وقد فُتح باب في هذا السور، سمي «باب الفلة»، الذي يؤدي إلى شارعي الحارة الكبيرة والأكواش، ثم قوس ماركوس أوريليوس في باب البحر، ومن السور الغربي إلى سور «الكردون» الذي بناه الإيطاليون حول المدينة، لصد هجمات المجاهدين، حيث يمتد هذا السور من باب تاجوراء مرورا بالهاني ورأس حسن وشارع الزاوية وباب العزيزية حتى باب قرقارش.

وبعد الاستقلال 1952، أخذ العمران يدب بالمدينة، وأخذت هذه الأسوار تتلاشى، ولم يبق إلا أجزاء بسيطة منها في منطقة الهاني.

تصميمات هندسية واستحكامات دفاعية
وعن الأبراج، يطل الخوجة من برج «أبوليلة»، موضحا أنه عُرف بـ«البرج الفرنساوي»، لنصب الفرنسيين مدافعهم عليه، ومضيفا أن الوالي أحمد باشا القرمانلي أسس البرج خلال الفترة من 1711 إلى 1745 على جزيرة صغيرة جدا، ليكون أحد الاستحكامات الدفاعية البحرية. وقد أجريت عليه تحسينات عدة خلال فترات تاريخية متعاقبة، منها تعديلات العام 1889، حيث صار على هيئة استحكام كبير، فسمي «الطابية العثمانية». وخلال الحرب العالمية الثانية، اُستغل لنصب وسائل الدفاع الجوية على المدينة.

- للاطلاع على العدد المزدوج «437-438» من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

من جهة أخرى، يعرفنا الكتاب على برج الساعة المشيد عند مدخل سوق الترك، والتقائه بسوق القصدارة، وهو من أعمال علي رضا الجزائري، والي طرابلس، حيث شيد البرج خلال الفترة من 1866 إلى 1870، وصمم المبنى بشكل فني أنيق، ويتميز بمفردات معمارية وفنية غاية في الإتقان، وغالبية الحجارة المستعملة في بنائه من الحجر المالطي، والساعة الموجودة أعلاه من أعمال الوالي نامق باشا 1898، وهي ساعة كبيرة ذات ناقوس كبير، تسمع دقاته عن بُعد، وجرى تغييرها أكثر من مرة، وتعطلت فترات طويلة، وأعيدت للعمل سنة 2009.

وإلى جانب برج، يأتي ذكر «برج المجزرة» المقابل لزنقة الريح في منتصف الطريق بين القلعة والميناء، الذي سمي بهذا الاسم لوقوعه بجوار مجزرة المدينة، وهو من إنشاء العهد العثماني الأول، وجدد يوسف باشا بناءه العام 1801، لذلك عرف بـ«برج الباشا». كما يوجد أيضا برج زناتة، الواقع في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، الذي أنشئ على مدخل باب زناتة، وجرى فتحه في سور المدينة العام 1709.

ومن المعالم المهمة التي وثقها المؤلف قلعة «السراي الحمراء»، الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة، ويرجع تكوينها الحالي إلى فترة ما بعد القرن الرابع عشر الميلادي. وبينما يعتقد البعض، بحسب ما ذكره الخوجة، أنها بُنيت على قصر روماني، يعتقد آخرون أن أصل المبنى كان حماما أو معبدا، وهي من أفخم المباني التاريخية التي تثير اهتمام كل زائر.

ويذكر الباحث سبب تسميتها «السراي الحمراء» لكونها كانت تطلى بلون يقارب الحمرة، ومن أهم منشآتها الردهة القرمانلية ذات الطابع المعماري، والمسجد العتيق الذي كان في السابق كنيسة. كما كانت مركزا للحكم خلال العهود المتعاقبة حتى فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا العام 1911، وكان الباشوات يصكون فيها النقود من الذهب والفضة والنحاس، ويصهرون المدافع القديمة، لذلك زودت بأبراج لتعزز من قدراتها الدفاعية مثل «برج القديس جورج - برج القديسة باربرا - برج القديس جاكومو - برج دار البارود» الذي بناه درغوث باشا، والي طرابلس، (1553- 1565).

حمامات وفنادق وأسماء
يطالعنا الكتاب أيضا بأسماء الحمامات التي عرفتها المدينة مثل «الحمام الكبير» الراجع تاريخ بنائه إلى القرن السابع عشر الميلادي، وهو أحد العمائر التي أنشأها عثمان باشا الساقزلي خلال فترة حكمه (1649-1672). كذلك حمام القلعة، وعُرف أيضا بـ«حمام القرقني» نسبة إلى الشيخ علي القرقني، وجرى إنشاؤه في العهد العثماني الثاني، بالإضافة إلى «حمام درغوث».

وعن الفنادق، يأتي ذكر فندق «إكسليسيور» الواقع في شارع البلدية، ويرجع إلى فترة الاحتلال الايطالي. وقد صمم على الطراز المعماري الإيطالي، وعُرف أيضا باسم «فندق بن بيلا»، نظرا لإقامة الزعيم الجزائري بن بيلا فيه، وذلك في أثناء زيارته ليبيا العام 1955. ويوجد أيضا فندق «الخوجة» في زنقة جامع الدرج، الذي أنشئ خلال العهد العثماني الثاني، وجرى تجديده 1914، ومنه إلى فندق «الزهر» الواقع في سوق المشير، وكذلك فندق «العدلوني» الكائن بزقاق الفنيدقة في المدينة القديمة، وعُرف بفندق «قرجي»، لأنه بحسب وصف المؤلف كان من أملاك عائلة قرجي، وهو أحد الفنادق التي أنشئت في العهد العثماني الأول.

ولا ننسى الفندق الكبير المطل على شارع الفتح، الذي شيد على مرحلتين: الأولى كانت 1925، وذلك لغرض إقامة موسيليني فيه عند زيارته ليبيا، ومع مطلع ثلاثينات القرن الماضي أضيف له دور ثالث، وفي سبعينات القرن الماضي جرت إزالته، وأعيد بناؤه بحجم أكبر، وطراز جمع بين الأصالة والمعاصرة.

الباحث يوسف الخوجة. (أرشيفية: الإنترنت)
الباحث يوسف الخوجة. (أرشيفية: الإنترنت)
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة
الخوجة يرصد أسواق وأبراج وحمامات العاصمة القديمة

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا المساعدات (فيديو)
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا...
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
«غسوف.. غدامس القديمة» يشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي الدولي
«غسوف.. غدامس القديمة» يشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ...
مأساة غزة تهيمن على «عنابة للفيلم المتوسطي» (فيديو)
مأساة غزة تهيمن على «عنابة للفيلم المتوسطي» (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم