Atwasat

قرأت لك: «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون» (5 ـ 5)

القاهرة - بوابة الوسط السبت 23 مارس 2024, 03:49 مساء
WTV_Frequency

(كلمات ربي وآياته في القرآن والكون)

{آيَة}:
الآية: العلامة والأمارة؛ والعِبْرة؛ والآية من القرآن الكريم: جملة أو جُمل أُثِر الوقف في نهايتها. والآية: المعجزة. والجمع: آي، وآيات. وقد ورد لفظ آية في القرآن الكريم مفردًا: 86 مرة، ومثنًّى: مرة واحدة، ومجموعًا على آيات 295 مرة. ولم يرد الجمع على آي في القرآن الكريم.

ولم ترد كلمة آية ومشتقاتها في القرآن الكريم بمعنى واحد، وإنما جاءت بمعانٍ متعددة، وإن كانت بعض المعاجم قد ردتها جميعًا إلى معنى عام واحد، هو معنى العلامة الواضحة والدليل.

والقرآن الكريم ينظر إلى الكون وكل ما فيه وما وراءه من مخلوقات لا نهاية لها، باعتبار أن ذلك كله صادر عن قدرة الله الذي أبرز الأشياء في الوجود، على غير مثال سبق، أو من مادة، أو في زمان أو مكان، وإنما كل ذلك فعله الإبداعي الأصيل الذي لا يعرف أحدٌ كُنْهه ولا كيفيته؛ لأن أحدًا لم يشهد خلق السماوات والأرض، ولا يمكنه أن يتصور نوع الفعل الإلهي. قال تعالى: {مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا } (سورة الكهف: 51).

ومن أدلة القرآن على وجود الله دليل الصُّنْع والإحكام والإتقان، اهتداءً بكلمات الله – تعالى – عما خلق أنه: {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } (سورة النمل: 88).

وقد يذكر القرآن أوَّلًا كثيرًا من آيات الصنع ودلائل القدرة والعناية، على مستوى نظام السماوات والأرض وحياة الإنسان، وفي أثناء ذلك يأمر باستعمال ملكات المعرفة لكي يصل العقل من المقدمات إلى النتيجة، ويحث على استقراء آيات الله الكونية لنرى كيف يبدأ ظهور مخلوقات بالقدرة، لكي لا يشك الإنسان في إمكان النشأة الأخرى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (سورة العنكبوت: 20).

ومن الطبيعي أن تُفهم معاني كلمات الله وتنجلي مع تزايد الحقائق العلمية التي يتوصل إليها العلماء مع مرور القرون. وهذا بعض ما يشير إليه قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (سورة فصلت: 53).
............
{أَثْل}
الأثل واحدته أثلة، وجمعه أُثُول، كتمر وتمور.
والأثل شجر يرتفع عدة أمتار، ويعطي فروعًا خشبية طويلة، وليس له ورق عريض، إنما حراشيف صغيرة. وهو ينمو في الصحارى والأراضي الملحية الرطبة، وغالبًا ما يوجد فى الأودية. وفروع النبات الخضراء الهدبية تحمل على سطوحها الأملاح التي يفرزها النبات.

وينمو الأثل برّيًّا في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وأفغانستان وباكستان والهند. وقد يُزرع مصدّاتٍ للرياح حول المزارع في المناطق الصحراوية لصلابة سوقه وفروعه وتحمله للجفاف.

والأثل والطرفاء نوعان من النباتات، يتبعان جنسًا واحدًا ينتمي إلى الفصيلة الأثلية أو الطرفاوية، وقد ورد ذكرهما في كتب السنَّة المطهرة في مجال استعمال الخشب لصنع منبر رسول الله، وقد وردت كلمة أثل مقترنة بكلمة خمط مرة واحدة في القرآن الكريم فى قوله تعالى: {وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ} (سورة سبأ: 16).

وقد جاء ذلك في سياق الحديث عن قوم سبأ الذين كانوا يسكنون اليمن، وكانوا في أرض مخصبة، وأقاموا سدًّا خزنوا خلفه الماء في الوادي، وكان لهم مورد مائي عظيم، فعاشوا في رخاء وجنات مليئة بالنعمة تفيض عليهم بالرخاء. ولما أعرضوا عن شكر الله، وعن العمل الصالح، والتصرف الحميد فيما أنعم الله عليهم، سلبهم سبب هذا الرخاء، وأرسل السيل الجارف الذي يحمل العَرِم في طريقه، وهي الحجارة لشدة تدفقه، فتحطم السدّ وانساحت المياه فطغت وأغرقت، ثم لم يعد الماء يخزن بعد ذلك، فجفّت الجنان واحترقت، وتبدلت صحراء لا يوجد منها إلا الأشجار البريّة الخشبية: الخمْط والأثل، وهما من النباتات التي تنتج ثمارًا مُرَّة لا يُنتفع بها، وقليل من نبات السِّدْر الذي ينتج النبْق. وهكذا كما أخبر القرآن الكريم: {ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُور} (سورة سبأ: 17).

- قرأت لك: «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون» لعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة «أحمد فؤاد» (1ـ 5) 
- قرأت لك: «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون» (2 ـ 5)
قرأت لك: كلمات ربي وآياته في القرآن والكون (3-5)
قرأت لك: كلمات ربي في القرآن والكون (4 ـ 5)

وإذا كان الأَكْل من الأفعال الحيوية، فإن ورود لفظة الأُكُل، بضم الهمزة، في القرآن الكريم يُعدّ أكثر ألفاظ المادة علاقة بالنبات. وقد فُسِّر الأكُل بأنه الشيء المأكول، وبأنه الثمر الذي يؤكل، وإذا أطلق على الطعم، فهذا لأنه يؤكل، كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ} (سورة الأنعام: 141) وفي قوله سبحانه: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ}(سورة الرعد: 4).

المصدر: «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون»، أ.د.أحمد فؤاد باشا (عضو المجمع)، مجمع اللغة العربية، القاهرة، ط 1، 2014م.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
خبراء يزعمون اكتشاف سر «لعنة» توت عنخ آمون
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
ساعة جيب لأغنى ركاب «تيتانيك» تُباع بمزاد
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا المساعدات (فيديو)
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا...
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم