Atwasat

قرأت لك: كلمات ربي وآياته في القرآن والكون (3-5)

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 21 مارس 2024, 12:03 مساء
WTV_Frequency

في كتابه «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون» يتتبع عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة د. أحمد فؤاد باشا مفردات وردت في القرآن الكريم بشرح معانيها وأمثلة على الاستخدامات المختلفة لها.

«بوابة الوسط» في هذا الشهر الكريم، ترصد عددا من الكلمات وتفسير معانيها واستخداماتها، وأماكن ورودها في آيات التنزيل الحكيم، حسب ما دونه مجمع اللغة العربية بالقاهرة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».

أَبَابِيل
يري أكثر اللغويين أن كلمة "أبابيل" جمع لا مفرد له، ويجئ في موضع التكثير، ويري آخرون أن مفردها "إبالة" (بتشديد الباء وتخفيفها)، أو إبَّوْل، أو إبِّيل. وقد وردت هذه الكلمة مرة واحدة، وصفًا للطير التي أرسلها الله على أصحاب الفيل الذين قصدوا الاعتداء على البيت الحرام، وذلك في قوله تعالى: {وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ} (سورة الفيل: 3). أي أرسل عليهم أفواجًا وجماعات متتابعة من الطير، جاءت من نواحٍ شتى، وأحاطت بهم من كل ناحية.

ويرتبط بكلمة "أبابيل" ذكر حيوان "الفيل" في سورة باسمه في القرآن الكريم، منسوبًا إلى أصحابه الذين هم "أصحاب الفيل"، والمقصود بهم جنود الجيش الذي أعدَّه أمير اليمن "أبرهة الحبشي" للهجوم على بلاد العرب في شبه الجزيرة العربية قبيل الإسلام.

- قرأت لك: «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون» لعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة «أحمد فؤاد» (1ـ 5) 
- قرأت لك: «كلمات ربي وآياته في القرآن والكون» (2 ـ 5)

وقد استخدمت الأفيال في هذا الجيش بدلاً من الدواب الأخرى في حمل الجنود ومئونتهم وعتادهم الحربي. ومن المرجّح أن الأعراب في جاهليتهم لم يكونوا على بينة تامة من أمر تلك الحيوانات الضخمة التي لا تعيش في الصحراء، بل في الغابات والأدغال، ولذلك فقد أدركهم الرعب والفزع، مما أتاح لهذا القائد الحبشي أن يتغلغل في بلادهم بجيشه العملاق ويغزو "مكة المكرمة"، ولكن الله – سبحانه وتعالى – كان لهم بالمرصاد، فأهلك هذا الجيش بمعجزة من عنده. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)} (سورة الفيل: 1-5).

والمشهور أن النبي محمدًا – صلى الله عليه وسلم – ولد عام الفيل. والمعروف أن الفيل هو أضخم الحيوانات الأرضية (البرّيّة) التي تعيش في العصر الحاضر، إذ يبلغ ارتفاعه عن سطح الأرض ما يقرب من ثلاثة أمتار أو يزيد، كما أن جسمه وأرجله واضحة الضخامة عند مقارنته بالحيوانات الأخرى.

وتعيش الأفيال عادة في قطعان صغيرة العدد، وأحيانًا توجد منها قطعان تحتوي على عدد كبير، وهي تتجول عادة في الغابات الاستوائية بالقرب من مصادر الماء.

كما أنها تتحاشى أشعة الشمس الساطعة، وخصوصًا عند ارتفاع الحرارة. وهي تلجأ عندئذ إلى الأجزاء الظليلة من الغابة، حيث تحتمي هناك بفروع الأشجار المتشابكة وقاية لها من القيظ الشديد.

وتتغذى الأفيال على العشب وأوراق الأشجار وفروعها اللينة، وأيضًا على بعض الثمار وخصوصًا ثمار الموز، وذلك لأن الأفيال تعتبر من فصيلة "آكلات العشب"، كالأبقار والأغنام والجمال وغيرها من الدواب والأنعام. ونظرًا لتلك الطبيعة الغذائية فقد تحوّرت أسنانها بشكل واضح لتتلاءم مع تلك الطبيعة، فالأنياب صغيرة جدًا أو لا توجد على الإطلاق، والضروس كبيرة الحجم، ولكل منها سطح طاحن مزوّد بنتوءات عرضية حادة كالسكين تستخدم في تقطيع الأعشاب وهرْسها.

أما الأسنان المميزة للفيل، والتي يطلق عليها اسم "سنّ الفيل"، فهي عبارة عن القواطع العليا، ويوجد منها زوج واحد يمتد أمام الرأس بشكل واضح، وهي طويلة جدًا ومخروطية الشكل ولها انحناء يسير، كما أنها لا تتوقف عن النمو على الإطلاق، حيث يستمر نموّها طول حياة الفيل، فكلما كبر الفيل في العمر ازداد "سن الفيل" طولاً وغلا ثمنه. ويتكون سن الفيل من العاج المصمت، ولا تغطيه طبقة "المينا" إلا عند نهايته الأمامية، ويصل طوله في "الفيل الإفريقى" إلى ما يقرب من عشرة أقدام، ويزن حوالي مائة وعشرين رطلاً.

ولما كانت الأفيال من الحيوانات الثديية، كالأبقار والأغنام وغيرها، فإن الأنثي تحمل وتلد صغارها مثل بقية تلك الحيوانات الولودة، وتحمل الأنثي عادة جنينًا واحدًا في كل مرة، ونادرًا ما يحدث ولادة اثنين من التوائم، وتتراوح فترة الحمل بين 600 و 630 يومًا، وهي أطول فترة حمل في عالم الحيوان على الإطلاق.

ولا يوجد من الأفيال في الوقت الحاضر سوي نوعين اثنين فقط هما: الفيل الأفريقي الذي يعيش في الغابات الإفريقية الممتدة جنوب الصحراء الكبرى، والفيل الهندي الذي يسكن غابات الهند وبورما وشبه جزيرة الملايو، وغيرها من البلاد الأسيوية. ويتراوح عمر الفيل بين 45 و 60 سنة.

ونظرًا للتناقص المستمر لأعداد الفيلة والقضاء على مواطنها الطبيعية، لجأ دعاة الحفاظ على التنوع البيولوجي وموارد البيئة إلى تخصيص محميّات شاسعة تحيا الفيلة وتتكاثر فيها وهي آمنة.

 الخرطوم
الأفيال قصيرة العنق، ولكن الله عوَّضها عن ذلك بالخرطوم الذي ينشأ من الشفة العليا والأنف.
والخرطوم في اللغة: الأنف أو مقدَّم الأنف. وقد وردت الكلمة في القرآن الكريم مرة واحدة في الآية التي تتوعد صاحب الأخلاق الخبيثة، وهي قوله تعالى: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ} (سورة القلم: 16)، أي أن الله يسمه في الآخرة بسمة على خرطومه، وهو أنفه، يُعرف بها كفره وانحطاط قدره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: كلمات ربي وآياته في القرآن والكون، كتاب د. أحمد فؤاد باشا عضو مجمع اللغة العربية، القاهرة، ط 1، 2014

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
ألبوم «مرا» للتونسية آمال المثلوثي.. نسوي بالكامل
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
الفنانة الانطباعية ماري كاسات
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
السينما السودانية تلفت الأنظار إلى الحرب المنسية
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة الاستعمار
المتاحف الفرنسية تبحث في أصول قطع أثرية أفريقية نُهبت خلال مرحلة ...
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
إطلاق اسم الفنان الجزائري إيدير على حديقة في باريس (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم