يشارك المؤلف الليبي إبراهيم عبدالجليل الإمام بعدة مؤلفات في معرض القاهرة الدولي الدورة الـ55 الذي تُقام فعالياته هذه الأيام، ومنها آخر رواياته «نبش في ذاكرة الماضي» الحائزة المركز الأول في مسابقة أحمد إبراهيم الفقيه في نسختها الثانية، والتي يشرف عليه موقع بلد الطيوب.

وتعرض للباحث والروائي في فعاليات المهرجان الثقافي الكبير، إضافة إلى روايات «أرض السافلة» و«نقطة انطلاق» وروايات أخرى صادرة عن دار نشر المكتبة العربية، رواية لليافعين تحت عنوان «يوميات رجل محظوظ»، وبعض الروايات المترجمة الأخرى.

والإمام هو ابن مدينة غدامس، كاتب وقاص وروائي وباحث تاريخي، حاصل على دبلوم تقنية الطيران المدني والأرصاد الجوية، وله مشروع ثقافي واعد بعنوان «غسوف».

فكرة ألبوم «ألبوم ليبيا» تؤرخ بشكلٍ ما للبلاد
وشارك في مشروع «ألبوم ليبيا» الذي تُشرف عليه مؤسسة «آريتي للثقافة والفنون»، مع نخبة من الكتاب والصحفيين والفنانين، الذين يخلّدون من خلاله أبرز ذكرياتهم بالكلمة والصورة.

نقتطف من مشاركته قوله: «دفقات جديدة من الماء تنساب من وسط النبع في هدوء، تنتشر على كامل السطح الأزرق في حلقات، يتدفق ما فاض منه إلى الواحة من خلال قنوات الصرف ليعم خيره أركان الواحة الخمسة، ما سر هذه القنوات؟ ما سر كونها خمساً؟. تقول أمي نقلاً عن أمها، وأكدت ذلك جدتي لأبي، إن أسلاف الواحة لا يصنعون شيئاً عبثاً، لكل شيء سبب، تؤكد جدتي: عدم معرفتك للسبب لا ينفي وجوده؛ للأسلاف أسرارهم التي لم يبوحوا بها لأحد».

- إبراهيم الإمام: «نبش في ذاكرة الماضي» رؤية للأجيال الجديدة
- صور تخلد ذاكرة الوطن.. انطلاق معرض «ألبوم ليبيا» في بنغازي
- الكاتب الليبي إبراهيم الإمام يشارك بمعرض القاهرة

وعن تجربته في «ألبوم ليبيا» يقول في تصريح إلى «بوابة الوسط»: «سعدت كثيرا لاختياري للمساهمة في ألبوم ليبيا الذي ضم كوكبة كبيرة ورائعة ومميزة من كتاب ومثقفي ليبيا».

ويؤكد أن فكرة المشروع «رائدة، ومختلفة، ومميزة، ومثيرة، حفزتني للبحث عن فكرة مختلفة ومميزة ومثيرة لي للمشاركة بها حتى لا أكون نسخة مكررة لأي من المشاركين الذين كنت أجهل عددهم وأسماءهم قبل صدور الألبوم في حُلته الجميلة».

ويضيف «أرى أن فكرة الألبوم تؤرخ بشكلٍ ما لبلادنا ليبيا بعيون مثقفيها الذين اختارهم القائمون على الفكرة من كل أرجاء البلاد، فسيفساء جميلة لبلادنا الكبيرة والشاسعة».

ويتابع إبراهيم الإمام «لمست شيئًا من أثره على أهل بيتي بعد اطلاعهم على ما باح به الكتاب والمثقفون من ذكرياتهم المختلفة، لا ريب أن يجمعنا مجددا في ألبوم من الصور والبوح كما جمعتنا أرض هذا الوطن».

غسّوف للخدمات الإعلامية
عن مشروعه الثقافي «غسّوف للخدمات الإعلامية» يشرح الفكرة قائلا: «غسوف حلم قديم كان يراودني دائما، الغرض منه الاستقلالية أولا، وأن أنشر ما يروق لي، لا ما يرغب به الآخرون».

ويتابع «لدي مشروع تراثي متمثل في تحقيق مخطوطات قديمة من إرث أسلافنا، سيتيح لي غسوف براحًا واسعًا للخروج به إلى النور، كما سأعمل على نشر الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراة والدراسات التاريخية عن مدينتي، الكثير منها لا يرى النور».

ويؤكد أن من أهداف «غسوف»: «هدفنا الأول ثقافي علمي بحثي .. صحيح أن الأمر يحتاج لتمويل كبير لتحقيق مثل هذه الطموحات لكننا في غسوف سنسعى للوصول لهدفنا ولسنا على عجلة من أمرنا، كما أنه من أهداف غسوف إنتاج بعض الوثائقيات القصيرة ربما يمكننا من خلالها تمويل باقي الأفكار، تلك خطواتنا الأولى والتي ستعقبها خطوات أكبر وأكثر جرأة، فقط ليحالفنا التوفيق ولا يعاندنا الحظ».

بسالة غدامس في مواجهة  رمضان باي
تحصلت رواية «نبش في ذاكرة الماضي» على المركز الأول أحمد إبراهيم الفقيه، يقول الإمام عنها إنها «رواية تؤرخ لحادثة عظيمة حدثت في مدينتنا غدامس قبل أربعة قرون عندما هاجمها رمضان باي بحملة كبيرة للاستيلاء عليها ومقاومة الأهالي ببسالة ووقوفهم في وجهه وردهم لحملته خائبة»

ويستدرك الروائي والباحث حدسثه بالقول: «كتبت عن هذه الحملة قبل هذه الرواية رواية قصيرة لليافعين تحت عنوان (الشاغة)، وكذلك كتبتها نصًا مسرحيًا لتجسّد على مسارح المدارس في غدامس تحت عنوان (أبطال حول غسوف)، غايتي من ذلك هو بث الروح الوطنية وروح التكاثف والتعاضد في الملمّات، فقد كانت بلادنا تمرّ بظروف صعبة مماثلة لظروف تلك الحملة فكانت الرواية إسقاطًا على واقعنا، ورغبة مني أن نسير على نهجهم الذي كان سببًا في نصرهم وقهرهم لعدوهم».

ومن أجواء رواية «نبش في ذاكرة الماضي»
«قرّر رجال الواحة عدم الرضوخ والخضوع لهذا الباغي.. فكان لابد من المواجهة.. 

- موقف كهذا يتطلب قوة.

- قيل حينها إنه لم يكن هناك خيار غير المواجهة.. استعدّوا لها على قدم وساق.. في ذلك الوقت بالذات تقدّم لخطبتها أربعة شباب من مختلف عشائر الواحة.. اشترطت عليهم شرطًا غريبًا على فتاةٍ صغيرةٍ في مثل سنها.

-  ماذا كان شرطها؟

- اشترطت أنها لن توافق على الزواج إلا على من يبلي بلاءً حسناً في الحرب المقبلة.

- لابد أن زوجها الحالي هو من أبلى حسناً في تلك الحرب ففاز برضاها.

-  كلا .. استشهدوا جميعاً في تلك الحرب.

- الأربعة؟

- نعم.

-  يبدو أن مبروكة كانت تمثل لهم شيئاً عظيماً.

-   كانوا يرون في مبروكة الواحة.. فقدموا أرواحهم لها».

وختم إبراهيم الإمام حديثه إلى أمنياته أن يقدم من خلال أعماله الأدبية، ومن خلال مشروع غسوف خدمة إعلامية وثقافية مميزة، قد لا نكون الأفضل لكننا نسعى لأن نكون كذلك».

مؤلفات الروائي إبراهيم الإمام.

مؤلفات الروائي إبراهيم الإمام.

مؤلفات الروائي إبراهيم الإمام.

مؤلفات الروائي إبراهيم الإمام.

مؤلفات الروائي إبراهيم الإمام.