نظمت دار الفنون للثقافة بطرابلس، مساء السبت، ندوة حوارية علمية لمناقشة تداعيات ما بعد «إعصار دانيال»، أدارها الباحث عبدالمنعم اسبيطة تحت عنوان «الدار مش خالية والناس بأهلها».

«نحن نحتاج العقل لا العاطفة» بهذه الكلمات استهل المهندس خليفة المهدوي كلمته، وأضاف أن العلم لايحتاج لمقدمات، واللقاءات العلمية لا يجب أن تكون روتينية، بل ينبغي ترجمتها واقعاً، لذا يأتي هذا الاجتماع لإيجاد طريق لتفادي الوقوع في كارثة جماعية كما شاهدنا في فيضانات درنة والجبل الأخضر، واستنهاضا للخبرات المحلية»ـ وقارن بين ما حدث بزلزال المرج في ستينات القرن الماضي حيث تولت الفرق الأجنبية معالجة الأضرار، فيما «تتوافر لدينا أمام كارثة درنة كوادر ليبية في مختلف التخصصات وجب الاستفادة منها».

- «المثقف الليبي وتحديات المرحلة الراهنة».. ندوة في دار الفنون بطرابلس السبت
- فيضانات «درنة» عبر مئة عام (صور)
- تأجيل مؤتمر إعادة إعمار درنة

وتأسف المهدوي على كم الدراسات والبحوث المحلية والدولية في مجال خصائص التربة وجغرافيا الجبل الأخضر وطبيعته قائلا «إننا جميعاً لم نحترم الطبيعة، بل واعتدينا عليها، هل الطبيعة خلقت وادي درنة، أم المدينة صنعت الوادي، أم سياسة الأمر الواقع فرضت نفسها عند تطوير المدينة؟».

وأكد المهدوي أن القصور وُجد منذ الجيل الأول من التخطيط واستمر إلى الجيل الثاني، منوهاً على ضرورة تلافي القصور قبل دخول الجيل الثالث.

جبريل: ثمن باهظ دفعته درنة
وتناول المهندس عدنان جبريل معطيات ما جرى قبل وأثناء وما بعد كارثة درنة، واصفاً ذلك بالثمن الباهظ الذي دفعته درنة والجبل جراء نصف قرن من التهميش والفوضى والفساد وسوء الإدارة إضافة إلى المحاصصة الجهوية والقبلية.

وأردف جبريل أنه كان على درنة ابنة الوادي وجارته أن تتحمل العبء الأكبر من المحنة، وسيكون على أبناءها تحمل الصدمة وتجاوزها بالصبر حتى التعافي من تبعتها، و«يبقى العزاء الوحيد لهم فزعة الليبيين من مختلف المدن والقرى في هبّة جسّدت اسمى معايير القيم الوطنية». 

سبل تنسيق جهود الدعم والإغاثة
وناقشت الندوة بعض النقاط التي جاء أهمها في سبل تنسيق جهود الدعم والإغاثة، وتدابير معالجة نواتج الكارثة وآثارها على السكان وأهالي الضحايا وأولويات البنية التحتية.
كما ناقش الحضور موضوع إعادة إعمار درنة ومدن الجبل الأخضر المتضررة، على ضوء المخططات العمرانية للجيل الثالث، وتأثير واقع نواتج السيول عليها والضوابط والمعايير لإعادة الإعمار، وآليات حشد وتوظيف الجهود والموارد البشرية والتقنية المحلية والدولية لمرحلة ما بعد الكارثة. 

وفي ختام الندوة نوّه اسبيطة أن الملتقى يمهّد لمؤتمر موسع يُعقد في درنة أواخر نوفمبر، ولقاءات أخرى يعدها و يشارك فيها خبراء من درنة ومدن الجبل الأخضر المتضررة.

جانب من الحضور بدار الفنون للثقافة بطرابلس خلال الندوة العلمية، في 30 سبتمبر 2023 (بوابة الوسط)

جانب من الحضور بدار الفنون للثقافة بطرابلس خلال الندوة العلمية، في 30 سبتمبر 2023 (بوابة الوسط)