Atwasat

في الذكرى المئوية.. قصة طفل اكتشف مقبرة توت عنخ آمون

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 06 نوفمبر 2022, 02:25 مساء
WTV_Frequency

في الرابع من نوفمبر العام 1922، تعثر صبي بحجر، مما قاد فريقًا برئاسة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر لاكتشاف مقبرة الفرعون توت عنخ آمون بوادي الملوك بالأقصر (جنوب مصر).

وفيما يحتفل العالم بمرور مئة عام على الكشف عن مقبرة الملك الطفل، ترتفع أصوات للمطالبة بخروج مساهمات المصريين في هذه الإنجازات إلى العلن. وتعكس المطالب رغبة المصريين في استعادة تراث بلدهم واسترجاع كنوز من آثارهم يعتبرون أن الغرب «سرقها»، وفق «فرانس برس».

- أكواب القهوة ترسم توت عنخ آمون

ويقول رئيس بعثة التنقيب المصرية في القرنة (جنوب) عبد الحميد درملي إن المصريين «تحملوا عبء الشغل كله، لم يكن هناك أجنبي يعمل بيده»، وتابع: «دوننا (المصريين)، لما حصلت اكتشافات. العامل المصري الذي نقب له اسم كان ينبغي كتابته، ولكنه نسي على الفور».

في الاتجاه نفسه، تقول الباحثة المتخصصة في التراث المصري هبة عبد الجواد: «كأن أحدًا لم يحاول فهم مصر القديمة» قبل شامبليون في العام 1822.

 علم المصريات 
وتوضح أستاذة المصريات في جامعة دورهام البريطانية، كريستينا ريغز، أن علم المصريات الذي نشأ في الحقبة الاستعمارية «خلق تفاوتات هيكلية» لا تزال «أصداؤها موجودة حتى اليوم»، وفق «فرانس برس»، مشيرة إلى أن المصري الواقف في الظل إلى جوار كارتر في الصورة الشهيرة قد يكون «حسين أبو عوض أو حسين أحمد سعيد»، وهما رجلان كانا لعقود من أعمدة فريق كارتر إلى جانب أحمد جريجر وجاد حسن.

وتبين أستاذة التاريخ: «قبع المصريون في الظل مجهولين وغير مرئيين في رواية تاريخهم». اسم واحد ظهر، هو اسم آل عبد الرسول.

في البداية، تم تداول اسم حسين عبدالرسول الذي يُعتقد أنه اكتشف بالصدفة، بينما كان لا يزال طفلًا، مقبرة توت عنخ آمون على الضفة الغربية لنهر النيل في الرابع من نوفمبر 1922 داخل جبانة أصبحت اليوم الأقصر، في منطقة القرنة.

روايات مختلفة
وتتعدد الروايات حول هذا الاكتشاف: تعثرت قدماه فوقها أو تعثرت معزته عندها أو انقلبت منه قلة (إناء من الفخار كان يستخدم لتبريد المياه) فكشفت الماء عن وجود حجر.

وبحسب الأسطورة المحلية، اكتشف اثنان من أجداده أحمد ومحمد في العام 1871، المومياوات الخمسين التي عثر عليها في الدير البحري ومن بينها مومياء رمسيس الثاني.

حفيد أحد أقرباء حسين عبد الرسول ويدعي سيد، انفجر ضاحكًا عندما سمع هذه الروايات. وقال مازحًا: «أقوى اثنتين عندنا ينبغي تسليط الضوء عليهما هما المعزة والقلة»، ثم تساءل: «هل هذا منطقي؟».

واعتبر أن المشكلة تكمن في أن «أناسًا آخرين كتبوا (التاريخ)، ونحن لم نكتب».

أطفال أو لصوص مقابر
وتشير كريستينا ريغز إلى أنه في كل مرة نُسب فيها اكتشاف إلى المصريين، كان الفضل يعود إما إلى «أطفال أو لصوص مقابر»، إن لم تكن «حيواناتهم».

أما هبة عبد الجواد فتشير إلى أن «علم الحفائر وعلم الآثار في الأساس يقومان على علم الجغرافيا وخصوصًا معرفة بطبقات الأرض المختلفة التي يمكن من خلالها تحليل ما إذا كان هناك شيء أم لا، وهذا ما يعرفه الفلاح المصري كونه يحتك بشكل يومي مع التربة والأرض في الزراعة».

لهذا انتقلت عمليات التنقيب من جيل إلى جيل في القرنة، حيث يعيش آل عبد الرسول، وإلى قفط في شمال الأقصر التي تم تدريب سكانها على البحث عن الآثار في العام 1880 على يد البريطاني وليام فلندرز بيتري. وكان الجد الأكبر لمصطفى عبده صادق من بين هؤلاء.

في مطلع القرن العشرين، استقر الرجل على بعد 600 كيلومتر شمال قفط للتنقيب في جبانة سقارة بالقرب من أهرامات الجيزة.

وساعد مع أولاده وأحفاده على مدى قرن من الزمن في الكشف عن عشرات المقابر، بحسب ما روى لـ«فرانس برس» الحفيد وهو نفسه عالم آثار معروف.

وقال إن أسرته لم تأخذ حقها، رافعًا صور أجداده الذين لا يظهر اسم أي منهم في كتب التاريخ اليوم.

في مطلع القرن العشرين، وعلى خلفية الروح الوطنية المتصاعدة، أصبح التراث الفرعوني أداة لتقوية الحس الوطني. وتحولت الحرب الثقافية إلى معركة سياسية.

 اكتشاف مقبرة «الملك الطفل»
في العام 1922 الذي شهد اكتشاف مقبرة «الملك الطفل» في وادي الملوك، غنت المطربة الأشهر آنذاك منيرة المهدية «إحنا ولاد توت عنخ آمون».

في العام نفسه، وبعد حملات متكررة نددت بهيمنة الأجانب على التراث الوطني، تمكنت القاهرة من وضع حد لنظام التقسيم الذي كان ساريًا خلال الحقبة الاستعمارية ويقضي بأن يحصل الغربيون على نصف ما يتم اكتشافه من آثار مقابل تمويلهم عمليات التنقيب.

غير أن مصر القديمة فُصِلت نتيجة ذلك عن مصر الحديثة، وبات يُنظر إلى «الحضارة المصرية القديمة على أنها حضارة ملك العالم بأسره، ولكن هذا العالم كان متمركزًا في الغرب»، بحسب ما تقول هبة عبد الجواد.

وبقي توت عنخ آمون في مصر، ولكن «أرشيف عملية التنقيب» الضروري لأي نشر أكاديمي وعلمي ذهب إلى كارتر واعتبر من مقتنياته الخاصة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جاستن وهيلي بيبر ينتظران طفلاً
جاستن وهيلي بيبر ينتظران طفلاً
انطلاق الدورة 33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب بمشاركة ليبية
انطلاق الدورة 33 من معرض الدوحة الدولي للكتاب بمشاركة ليبية
يعتبرها علم الأعصاب مستحيلة.. فنانة ترسم 10 لوحات بيديها وقدميها في وقت واحد
يعتبرها علم الأعصاب مستحيلة.. فنانة ترسم 10 لوحات بيديها وقدميها ...
اختتام المؤتمر الدولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم
اختتام المؤتمر الدولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم
مهرجان «كان» تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي «هوليوود الجديدة»
مهرجان «كان» تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي «هوليوود الجديدة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم