نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون، الخميس، ببيت محمود بي، حفل توقيع وجلسة حوارية مع الفنان والناقد التشكيلي عدنان معيتيق لمناقشة كتابه «رياحين» الصادر أخيرا عن مكتبة الشعب بمصراته.

وعرف الفنان أحمد الغماري، الذي تولى إدارة حلقة النقاش، بسيرة الفنان وكتابه الذي جاء تكريما لتجربة جده الشاعر محمد عبدالله معيتيق حيث شهدت سنة 1971 صدور ديوانه «رياحين».

- «الليبية للآداب» تناقش كتاب زاقوب عن عمر مسعود
- صدور «رياحين» معيتيق عن التشكيل العربي المعاصر

وأضاف في سياق حديثه أن الإصدار يتناول تجربة 36 فنانا عربيا مختلفة الاتجاهات والمدارس، مشيرا إلى ما ذكره الفنان التونسي خليل قويعة في تصديره للكتاب، بأن «رياحين» تجربة في النظر والقراءة تتقصى مساراتها أربعة أبواب واضحة المعالم، وهي القيم الجمالية والروحية، وإحياء شذرات من الذاكرة المنسية، وفيما يتعلق بموضوع الوطن وكذا تجليات اليومي والتراث الثقافي المحلي.

نموذج ملهم
ووجه الغماري جملة من التساؤلات المعنية بخلفيات تأليف الكتاب والأفكار والموضوعات المطروحة فيه، وأجاب معيتيق بأن تجربته في الكتابة كانت سنة 2006 بتناوله لأعمال الفنانين علي العباني، وعمر جهان، وعلي زويك، إذ شكلت له نافذة على صعيدين الإطلالة على منجزهم اللوني والاستفادة من وجهة نظرهم بخصوص فضاء التشكيل الليبي بشكل عام، موضحا أن «رياحين» هو حصيلة كتابية لمجموعة من المقالات المنشورة في صحف عربية ومحلية، حاول فيها الإلمام بغالبية التجارب التشكيلية العربية.

وأوضح أن الكتابة عن الفن التشكيلي تمثل له تجربة مضافة لرؤيته كفنان، في استيعابه لأعمال الآخرين بالنظر والقراءة والكتابة عنها، ووجد في الفن السوداني مثلا نموذجا مهما من حيث ثراء الأساليب والألوان والأفكار ويعد تجربة ملهمة لكل فنان، إلا أنها لم تحظَ باهتمام على المستوى العربي، بالرغم من وصول أعمال فنانين سودانيين لدور عرض عالمية.

معايير نقدية
وحول المعايير التي يعتمدها في الكتابة النقدية، أشار معيتيق إلى أنه لا توجد مقاييس مرتبة أو تصنيف محدد للاتجاه إلى تجربة دون الأخرى، فالمسألة لها ارتباط بعناصر مشتركة موجودة في أكثر من عمل، يتم تبيانها واستنطاق حيثياتها، فهو مثلا توقف عند أنماط فنية موجودة في المدرسة الكلاسيكية والحديثة وغيرها، عدا أن الاختيار يخضع أيضا لذائقة الفنان، وإذا ما أدركنا أهمية الإلمام بالمدارس وتاريخها بالنسبة للناقد فيبقى تضمين أحاسيسه نحو اللوحة وانطباعاته المرتكز الرئيس.

وباستكمال حديثه عن الخطوط العامة لموضوع الكتاب والتوضيحات، التي أثارتها أسئلة الغماري، فتح المجال لأسئلة الحاضرين التي تطرقت لتجربة الفنان المزاوجة بين الرسم والنقد التشكيلي، وما يتعلق بأزمة النقد التشكيلي في ليبيا والعالم العربي وغيرها من الملاحظات، التي أشار إليها كل من الكتّاب جمعة عتيقة، وأحمد بللو، وحسين المزداوي، ومنصور بوشناف، وعبد الحكيم المالكي، وغيرهم من جمهور الحضور.

واختُتمت الأمسية بحفل توقيع، أهدى فيه الفنان كتابه «رياحين » ممهورا بتوقيعه إلى نخبة من الأصدقاء والكتاب والصحفيين.

الفنان أحمد الغماري مدير الأمسية (تصوير: مهند سليمان)

حفل توقيع وجلسة حوارية مع الفنان عدنان معيتيق لمناقشة كتابه «رياحين» (تصوير: مهند سليمان)

حفل توقيع وجلسة حوارية مع الفنان عدنان معيتيق لمناقشة كتابه «رياحين» (تصوير: مهند سليمان)

حفل توقيع وجلسة حوارية مع الفنان عدنان معيتيق لمناقشة كتابه «رياحين» (تصوير: مهند سليمان)