أقام مكتب الثقافة غدامس، الثلاثاء، في صالونه الثقافي السابع بقاعة عروس البحر بفندق هارون، حفل توقيع مجموعة إصدارات تحتفي بالتاريخ والتراث الغدامسي وهي رواية «المارشال في مهبط غدامس» للكاتب أبوزيد أبوزيد، وكتابا «الخرافة في الأدب الغدامسي» و«الطريق إلى غدامس» للأديب الصديق البخاري، وللكاتب إبراهيم الإمام رواية «حجر غدامس» ومجموعته القصصية «جمهورية العسل».
وأشار الكاتب يونس الفنادي في تناوله لرواية «المارشال» أنها ليست تسجيلًا تاريخيًا مجردًا؛ بل استقت فيوض خيال واسعة بعثت فيها الكثير من الإمتاع والتشويق، كما صيغت بلغة سردية منفتحة على مفردات اللغتين الغدامسية القديمة، والإيطالية ودخلت الفصحى لتجسر بين الضفتين وتعطي للمشهدية دلالتها ورمزيتها.
وذكر الفنادي في وقفات نقدية تعرف بما رصده البخاري عبر مطبوعه «الخرافة في الأدب الغدامسي» أنه يترجم الغيرة على نفائس الموروث اللامادي الذي تكتنز به جوهرة الصحراء بغية توثيقه وحفظه.
وأردف على لسان المؤلف الحاجة إلى ضرورات التدوين أيضًا بسبب بقائه في خانة الإرث الشفوي، لذا وجب تسجيل ما أمكن من شذراته.
وتطرق إلى إصدارات أخرى للبخاري منها كتابه «القادوس: ساعة غدامس المائية» يوثق خلاله توزيع مياه الري في مدينة غدامس، ومؤلفه «الطريق إلى غدامس» يبرز فيه معالم المدينة وتراثها.
وتناول الفنادي بشكل عام إسهامات الروائي إبراهيم الإمام في التعريف بالبنية التاريخية لمدينته غدامس عبر منجزه السردي المتواصل، ففي رواية «الشاغة» يتحدث عن الطريقة التي واجه بها أهالي المدينة قبل أربعة قرون أطماع «باي تونس» الذي كان يرغب في ضمها لنفوده، إلى جانب إسقاطاته عن الحرب الأهلية بليبيا في مجموعته القصصية «آلام وآمال»، ويتواصل الإمام مع القارئ في مجموعته «جمهورية العسل»، وأعماله «بوابة الصحراء» و«سلطان الماء».
الهوية الغدامسية
أشاد باقتفائه لعناصر الهوية الغدامسية في كتابه «المثلث» مسجلا محاولاته للبحث عن تفسيرات لرسومات المثلثات وخطوطه.
وتحدث الإمام إلى «بوابة الوسط» على هامش حفل توقيع إصداراته أن روايته حجر غدامس تدور في ثلاث فترات، الأولى زمن قدوم الرحالة الأوروبيين لغدامس بهدف اكتشافها والوصول عبرها لأفريقيا، وأثناء ذلك يتم العثور على حجر منقوش يرجع عمره إلى ثلاثة آلاف سنة.
ويدخل الزمن الثاني في أحداث الحرب العالمية الثانية ومحاولة أحد المغامرين العثور على الحجر الأثري، فيما يقع الزمن الثالث في وقتنا الحاضر شاهدًا على صراع بين أبناء المدينة وغرباء عنها حول الحجر النفيس. وأوضح أن «جمهورية العسل» تضم عشرين قصة قصيرة تتناول قضايا في الشأن العام.
وكرم مكتب الثقافة غدامس على هامش الحفل كلًا من مدير إدارة الكتاب والنشر محمود اللبلاب، والمخرج الصحفي مصطفى الأطيوش، والقائدة الكشفية منجية فناني، ومدير فندق هارون السياحي أحمد هارون، وذلك تقديرًا لجهودهم في مجال العمل الثقافي.
تعليقات