حذرت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية مما وصفته بـ«فوضى مدمرة» في تونس إذا استمر الخلل والمشاكل السياسية القائمة، لأنها ستؤثر حتمًا على الاقتصاد وتحول تونس إلى مركز جديد للإرهاب بشمال أفريقيا.
وأضافت أمس الإثنين أن الحكومية التونسية تواجه ما سمته «تهديدًا ثلاثيًا» بسبب الإرهاب والأزمة الاقتصادية والخلل السياسي، مشددة على خطر استمرار الأزمة السياسية، لأنها ستؤدي حتمًا لمزيد من الاضطرابات وتفتح الباب أمام مزيد من الهجمات الإرهابية.
ورأت «فورين أفيرز» أن الإرهاب والأزمة الاقتصادية يمكن التغلب عليهما مع معالجة الخلل السياسي بالدولة، لكن استمرار المشاكل السياسية سيتحول سريعًا إلى «فوضى مدمرة»، مضيفة: «الاضطرابات السياسية تبعد الاستثمارات الأجنبية، والإرهاب يدمر السياحة مما ينعكس سلبًا على الاقتصاد».
وفي حالة حدوث ذلك، توقعت الجريدة زيادة موجات المهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا، وظهور قاعدة جديدة للإرهاب في منطقة شمال أفريقيا، إلى جانب ليبيا.
وتطرقت المجلة الأميركية إلى الأوضاع الاقتصادية داخل تونس، وقالت إن الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها كانت نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية وليست المطالبة بالديمقراطية. وأضافت أن الأوضاع الاقتصادية مثيرة للقلق، مع ارتفاع نسب البطالة والتضخم إلى مستويات أكبر بكثير من قبل ثورة 2011.
وأوضحت المجلة أن معدلات النمو ما زالت مخيبة للآمال، مع تراجع السياحة، مصدر الدخل الأول، نحو 20% عقب الهجمات الإرهابية التي ضربت متحف «باردو» وفندق بولاية سوسة الساحلية، ووصول نسب البطالة إلى 15%، وفي المناطق الفقيرة قد تصل إلى 37%.
وطالبت المجلة الاتحاد الأوروبي تسريع مفاوضات عقد شراكة للتجارة الحرة مع تونس وعقد اتفاقات لتسهيل التجارة والاستثمار بين الطرفين، إلى جانب المساعدات المالية وضمانات القروض من الولايات المتحدة.
تعليقات