Atwasat

«المجلس الأطلسي» يناقش خمس تداعيات للحرب على غزة

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الأربعاء 05 يونيو 2024, 02:10 مساء
WTV_Frequency

ناقش المجلس الأطلسي  تداعيات خمسة للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من ثمانية أشهر، وأبرزها تراجع شعبية الولايات المتحدة في المنطقة بدرجة كبيرة مقابل صعود شعبية قوى مثل الصين وإيران والهند، إضافة إلى الضرر الكبير الذي لحق بالعلامات التجارية الأميركية في بلدان المنطقة جراء حملات المقاطعة الشعبية.

وفصل تقرير نشره المجلس الأطلسي، الثلاثاء، أبرز تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وأولها الضرر الواسع الذي لحق بسمعة الولايات المتحدة في دول منطقة الشرق الأوسط، إذ بلغ السخط الشعبي في المنطقة تجاه الولايات المتحدة أعلى مستوياته بسبب دعم واشنطن غير المحدود للاحتلال الإسرائيلي.

تراجع شعبية الولايات المتحدة
وتحدث التقرير عن «مستوى مثير للقلق من الغضب تجاه السياسة الأميركية، التي يُنظر إليها على أنها غير أخلاقية وتضر بقدرة المنطقة على التنمية الاقتصادية».

وأشار إلى استطلاع للرأي أجراه موقع «ألمونيتور»، ومقره الولايات المتحدة، في مصر والعراق وتونس وتركيا. وجد أن 44% ممن شاركوا يفضلون الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، و33% يفضلون الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بينما أعرب 21% فقط من المشاركين عن تفضيلهم لسياسات الرئيس الأميركي، جو بايدن.

وتظهر تلك النتائج، حسب تقرير «المجلس الأطلسي»، أن «الولايات المتحدة تفشل في كسب عقول وقلوب شعوب المنطقة، على الرغم من مزاياها العديدة».

وقال: «الحرب على غزة ليست العامل الوحيد الذي يدفع النظرة السلبية للولايات المتحدة. انفجار هذه القضية على الساحة يضخم من جديد المخاوف الموجودة مسبقًا فيما يتعلق بالنفاق الأميركي الواضح، والكراهية للإسلام، والقسوة فيما يتعلق بوفيات العرب».

استمرار المقاطعة الشعبية للعلامات التجارية الأميركية
وثانيًا: لفت التقرير إلى الضرر الكبير الذي لحق بالعلامات التجارية الأميركية جراء حملات المقاطعة الشعبية التي شهدها عديد من بلدان المنطقة.

ولفت بشكل خاص إلى تراجع مبيعات علامة «ستاربكس» التجارية بشكل حاد بسبب حملات المقاطعة، وهو ما دفع مجموعة «الشايع» التجارية، مالكة العلامة التجارية في المنطقة، إلى تسريح 4% من موظفيها، البالغ عددهم 50 ألفًا بسبب تراجع المبيعات. كما تراجعت أرباح «ستاربكس» بنسبة 15% في الربع الثاني من العام 2024، وأرجع الرئيس التنفيذي للشركة ذلك إلى «ربط العلامة التجارية بالحرب على غزة».

- ليبيا.. حملات شعبية لمقاطعة منتجات الدول الداعمة الاحتلال الإسرائيلي
- الخسائر الاقتصادية تجبر الاحتلال الإسرائيلي على سحب بعض قواته من قطاع غزة
- هجوم بـ«مسيّرة» على قاعدة تضم قوات أميركية في العراق

كما أبلغت مجموعة «أميركانا»، المشغلة لمطاعم مثل «كنتاكي» و«هارديز» وغيرهما عن خسائر بلغت 48% في الربع الأول من العام بسبب حملات المقاطعة.

تضاؤل قدرة الاحتلال على جذب الاستثمارات المباشرة
وثالثًا أشار تقرير المجلس الأطلسي إلى تداعيات الحرب على اقتصاد الاحتلال الإسرائيلي، مع استدعاء أكثر من 360 ألف من جنود الاحتياط للخدمة، مرجحًا مزيدًا من الصعوبات الاقتصادية مع استمرار الحرب.

كما توقع أن تؤثر الحرب على نشاط الشركات الناشئة، مضيفًا: «تشتهر إسرائيل بكونها بلد الشركات الناشئة. فهي تضم أكبر عدد من الشركات الناشئة في العالم بالنسبة لعدد السكان. وعلى الرغم من قدرتها على جذب الاستثمارات، انخفض تمويل الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا بنسبة 56% في 2023، ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه».

وقال: «مخاطر السمعة والمكاسب المالية المرتبطة بإسرائيل زادت بشكل كبير. وقد شهدت الشركات المتعددة الجنسيات الضرر الذي يمكن أن تسببه المقاطعة، كما أنها تشعر بالقلق بشأن اشتعال حركات عمالية داخلية».

كما تنامى القلق في مجتمع الأعمال الدولي بشأن تداعيات الحرب على الوضع الأمني الداخلي، وتأثير ذلك على الموظفين والعمال وقدرتهم على القيام بوظائفهم، مع احتمالات إغلاق المجال الجوي واضطراب سلاسل التوريد واتساع رقعة العنف وغيرها من التحديات.

تنامي شعبية القوى المنافسة للولايات المتحدة
ورابعًا، تحدث التقرير عن اتجاه دول منطقة الشرق الأوسط إلى تعزيز الروابط مع قوى دولية أخرى تعتبر منافسة للولايات المتحدة، وأبرزها الصين والهند وإيران وروسيا، بسبب تراجع مصداقية الولايات المتحدة.

وقال: «تفضل بعض الدول مثل الإمارات والسعودية إقامة علاقات مستقرة مع إيران والمجموعات التي تدعمها حتى لا تنفجر التوترات إلى صراع واسع يعرقل مساعي التنمية الاقتصادية».

غير أن الولايات المتحدة هي الوحيدة القادرة على توفير الضمانات الأمنية التي تحتاجها دول المنطقة، وهو ما برز جليًا في الرد المشترك المنسق بين الولايات المتحدة وفرنسا والأردن وبريطانيا على الهجوم الإيراني الأخير على «إسرائيل»، حسب التقرير.

وعلى الرغم من ذلك، من المرجح أن تحافظ حكومات الأردن والمملكة السعودية والإمارات والبحرين وقطر على علاقات أمنية وثيقة مع الولايات المتحدة، بينما تسعى أيضًا إلى بناء علاقات مستقرة مع إيران ومواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية مع الصين.

تزايد احتمالات وقوع هجمات إرهابية
وخامسًا، أشار التقرير إلى التداعيات الأمنية للحرب وأبرزها تزايد احتمالات شن هجمات إرهابية، أو ما يعرف بهجمات «الذئاب المنفردة»، على المصالح والسفارات والشركات الأميركية في المنطقة.

وأظهر استطلاع أخير للرأي أجرى في 16 دولة عربية أن 51% من المشاركين يرون السياسات الأميركية هي التهديد الأكبر للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ارتفاعا من 39% في العام 2022.

ومع استمرار الحرب على غزة، تستغل المجموعات المتشددة التطورات في المنطقة من أجل تجنيد مزيد من المقاتلين. وشهدت المنطقة أكثر من 150 هجومًا على القوات الأميركية منذ منتصف أكتوبر الماضي، إضافة إلى سلسلة من جرائم قتل في فرنسا وبلجيكا نفذها موالون لتنظيم «داعش».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
كندا تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وتطالب مواطنيها بمغادرة طهران
كندا تصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية وتطالب مواطنيها ...
حماس: جريمة تدمير «إسرائيل» معبر رفح لن تغير من واقعه
حماس: جريمة تدمير «إسرائيل» معبر رفح لن تغير من واقعه
قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات وأحياء في القدس والضفة الغربية
قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات وأحياء في القدس والضفة الغربية
عيد الأضحى.. 3 أيام غيرت تفاصيل حياة الضفة الغربية
عيد الأضحى.. 3 أيام غيرت تفاصيل حياة الضفة الغربية
أطباء بلا حدود: السودان يشهد «إحدى أسوأ أزمات العالم» في العقود الأخيرة
أطباء بلا حدود: السودان يشهد «إحدى أسوأ أزمات العالم» في العقود ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم