دخل المتظاهرون اللبنانيون، اليوم الإثنين، الأسبوع الثالث على التوالي في تحركهم ضد الطبقة السياسية التي يتهمونها بالفساد ويحملونها مسؤولية التدهور الاقتصادي في البلاد؛ بينما غلبت هتافات رحيل الرئيس اللبناني ميشال عون، وقطع الطرق على المشهد.

وقام بعض المتظاهرين بإغلاق طرق رئيسية للضغط أكثر على السلطات. ومنذ ساعات الصباح الأولى، توجه عشرات الشبان والشابات إلى وسط العاصمة بيروت وعمدوا إلى إغلاق جسر الرينغ الرئيسي بجلوسهم في منتصف الطريق، فيما أغلق آخرون الطريق الدولي بين بيروت وصيدا (جنوب) بالحجارة والرمل، وفق «فرانس برس».

إغلاق الطرق حدث أيضًا في مناطق عدة في شمال وجنوب لبنان. كما أغلقت مدارس عدة أبوابها مجددًا، بعد أسبوعين من انقطاع الطلاب عن المدارس نتيجة حالة العصيان في الشارع ضد السلطات.

وأطلق المتظاهرون على احتجاجهم يوم أمس «أحد الضغط»، وخرجوا بأعداد حاشدة في مناطق لبنانية عدة من بيروت إلى طرابلس شمالاً وصيدا وصور جنوبًا. ورددوا في وسط بيروت «ارحل»، في هتاف موجه إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، كما علقوا لافتات «مستمرون لإسقاط رئيس الجمهورية ومجلس النواب».

ووقعت تظاهرات الأحد بعد ساعات على تظاهرة مؤيدة للنظام الحاكم دعا إليها «التيار الوطني الحر»، الذي يتزعمه الرئيس عون، أمام القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت، ولاقت هذه التظاهرات الداعمة انتقادات واسعة من قبل المحتجين ضد السلطات.

وتحت ضغط الشارع، أعلن رئيس الوزراء سعد الحريري في الـ29 من أكتوبر الماضي استقالة حكومته التي دخلت في مرحلة تصريف الأعمال حتى يتم تشكيل حكومة جديدة.

ومنذ الاستقالة، لم يبدأ رئيس الجمهورية ميشال عون الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة، التي يطالب المتظاهرون بأن تكون حكومة اختصاصيين من خارج الطبقة السياسية الراهنة، ثم إجراء انتخابات نيابية مبكرة وإقرار قوانين لاستعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد.