طالب وزير الخارجية المصري نبيل فهمي المجتمع الدولي بتضافر الجهود من أجل المساعدة في حل الأزمة الليبية المتصاعدة، من خلال الاتفاق على مجموعة من المبادئ الأساسية التي يتعيَّن أنْ تحكم العملية السياسية في ليبيا تستند إلى نبذ العنف والإرهاب وتمكين الحكومة من فرض سيطرتها وتحقيق المصالحة.

وأشار فهمي خلال لقائه، مستشار الأمن القومي البريطاني كيم داروك، الذي تناول عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك في مقدِّمتها قضية الإرهاب، وعدد من القضايا الإقليمية أبرزها الأوضاع في ليبيا، وتطورات الأزمة السورية، فضلاً عن الأوضاع في القارة الأفريقية.

تنسيق دولي
وتناول اللقاء ظاهرتي الإرهاب والتطرُّف في المنطقة والعالم وخطورتهما على جهود تحقيق الاستقرار والتنمية، ومسار التحقيقات التي يجريها الجانب البريطاني في هذا الشأن. كما تم تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في ليبيا، حيث تم الاتفاق على أهمية التنسيق بين المبعوثين الإقليميين والدوليين، كالجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من ممثلي الدول المؤثِّرة في الشأن الليبي، من خلال تضافر الجهود للتوصل لحل لتلك الأزمة من خلال الاتفاق على مجموعة من المبادئ الأساسية التي يتعيَّن أن تحكم العملية السياسية في ليبيا تستند إلى نبذ العنف والإرهاب وتمكين الحكومة من فرض سيطرتها وتحقيق المصالحة.

قلق متزايد
وأشار الوزير فهمي إلى القلق المصري المتزايد إزاء تصاعد العنف والتطرف هناك، وضرورة التصدي للإرهاب ونبذ العنف وجمع السلاح، وتدريب عناصر الشرطة والجيش الليبيين لفرض الأمن والنظام العام، فضلاً عن أهمية الوقوف إلى جانب إرادة الشعب الليبي والحفاظ على وحدة ترابه الوطني.

كما شدَّد الوزير فهمي على ضرورة التنسيق الكامل من جانب الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي مع دول الجوار الجغرافي لليبيا باعتبار أن الأخيرة لها الدور الرئيسي في تحقيق الاستقرار هناك بالتعاون مع السلطات الليبية، وفي ضوء التهديد المباشر الذي تشكِّله تلك الأزمة على أمن دول الجوار الجغرافي لليبيا ومن بينها مصر.

الأزمة السورية
وفيما يتعلَّق بتطوُّرات ملف الأزمة السورية، أعرب الوزير فهمي عن القلق المصري من سيطرة مجموعات على مناطق بعينها على الأراضي السورية مما يهدِّد وحدة الأراضي السورية، مشددًا على ضرورة العمل على مواجهة مخاطر ظواهر التطرُّف والمذهبية وتقسيم سورية على أسس عرقية، مشيرًا إلى أنه لا حل عسكري لهذه الأزمة، وأنه من الضروري تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لتفعيل الحل السياسي الذي يحقِّق التطلُّعات المشروعة للشعب السوري نحو إقامة نظام ديمقراطي حقيقي تعدُّدي يحفظ لسورية وحدتها.

وتطرَّق اللقاء بين فهمي وداروك إلى الأوضاع في القارة الأفريقية، خاصة قضية الأمن المائي، حيث جدَّد فهمي أهمية التفاوض الجاد للتوصل إلى حلول للمشاكل القائمة تُحقِّق المكاسب للجميع ودون الإضرار بمصالح أي طرف.