شدد نائب رئيس المجلس الرئاسي، عبدالله اللافي، على ضرورة تحصين ليبيا من التدخل الأجنبي، وذلك عبر استثمار التقارب بين الأطراف التي كانت متباعدة، داعيا إلى تجاوز الماضي وتمكين الليبيين من اختيار سلطتهم عبر الانتخابات المؤسسة على دستور.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في احتفال مدينة الزاوية بالذكرى الـ11 لثورة 17 فبراير 2011، بحضور رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، وعدد من الوزراء والمسؤولين والقيادات العسكرية والأمنية والاجتماعية.

اللافي: المجلس الرئاسي سيعلن قريبا عن مشروعات لإنجاح المصالحة في ليبيا
وبارك اللافي كلمته بالمناسبة، التي نشرها مكتبه الإعلامي، «تقارب الليبيين بعد سنوات من الاقتتال والقطيعة والتي ظننا أنها ستذهب ببلادنا للانقسام»، معتبرا أن شجاعة الليبيين «حالت دون هذه المخططات العبثية» و«مهدت الطريق أمام مصالحة وطنية شاملة، تشرع في رأب الصدع ولم الشمل».

وأكد اللافي أن المجلس الرئاسي خاض في سبيل إنجاح المصالحة «جولات لإقرار تشريعات وإنجاز مشروعات تمكن من تحقيق أهدافها»، منوها بأنه سيعلن عن تلك المشروعات قريبا.

- اللافي والدبيبة يشاركان في الاحتفال بالذكرى الـ11 لثورة فبراير بالزاوية
- الدبيبة في التهنئة بذكرى الثورة: ليبيا لن تكون إلا واحدة
- المشري يهنئ الليبيين بذكرى الثورة: ما من طريق لإنهاء المرحلة الانتقالية إلا بدستور دائم للبلاد
- المنفي في ذكرى ثورة فبراير: قد نختلف حول الماضي لكن علينا الاتفاق حول المستقبل

وقال اللافي «إننا اليوم نشهد تقاربا بين الأطراف التي كانت قد تباعدت، وعلينا استثمار تقاربها، في تحصين بلادنا من التدخل الأجنبي، الذي لم يأت لبلادنا بخير»، مؤكدا أن الحلول التي يرتضيها الليبيون بينهم «ستكون هي الأقرب للقبول والأحرى بالنجاح».

اللافي يدعو للتنازل وقبول الآخر لصناعة السلام في ليبيا
ودعا اللافي إلى تجاوز الماضي وطرق أبواب المستقبل المشرعة بالأمل ليحيا الليبيون وأبناؤهم «في مودة ووئام» ويعملون سوية للنهوض ببلادهم ويمهدون «لأجيال قادمة طريقا للتقدم والازدهار»، مشددا على أن ذلك «لن يتأتى إلا بمشاركة الليبيين في اختيار سلطتهم عبر انتخابات حرة ونزيهة، مؤسسة على دستور مستفتى عليه، يقره الليبيون بتوافق سياسي واسع، ويهيئ لبيئة آمنة ومناخ إيجابي تنجح فيه الاستحقاقات الوطنية».

وأضاف نائب رئيس المجلس الرئاسي في كلمته بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة فبراير بمدينة الزاوية أن تحقيق ذلك «يحتاج تنازلات وقبول أحدنا بالآخر، وعدم التوقف عند الصغائر، والتشبث بالمصالح الشخصية»، وقال في ختام كلمته «إن السلام يصنعه الأقوياء، ويحافظ عليه المخلصين لبلادهم، والليبيون أهل السلام لأنهم أقوياء ومخلصين».

وبدأت الاحتفالات الشعبية بالذكرى الحادية عشرة لثورة السابع عشر من فبراير 2011، مساء أمس الأربعاء في عدد من المدن والمناطق الليبية، فيما تأجل الاحتفال الرسمي المزمع إقامته بميدان الشهداء وسط طرابلس إلى غد الجمعة بسبب الأحوال الجوية بحسب اللجنة المنظمة للاحتفال.