لقاء الأشقاء المنتظر، غدًا الجمعة على ملعب الشاذلي زويتن في العاصمة التونسية، بذهاب دوري أبطال أفريقيا لدور الـ16، يجمع بين الأهليين الليبي والمصري، وهي مباراة يترقبها عشاق الناديين العريقين، وعلى الرغم من صعوبة التوقع والحسم، فإن المعطيات الأولية تعطي الناديين الحظوظ نفسها، وربما بعض المؤشرات تشير إلى أن أهلي بنغازي لن يكون سهلاً.

أهلي بنغازي لديه إمكانية قوية قد تطيح نادي القرن في القارة السمراء، على الرغم من أنه حامل اللقب وصاحب الأرقام القاسية، لكن بطل الكرة المصرية يمر بظروف صعبة في الفترة الأخيرة، بعد التأهل بصعوبة أمام الفريق التنزاني يانغ أفريكانز، بركلات الترجيح، فضلاً عن تراجع نتائجه بشكل كبير، على الصعيد المحلي، بعد هزيمته الأخيرة أمام فريق الداخلية، وهي الخسارة الرابعة في الدوري المصري، لكن تظل جماهيره لديها اعتقاد بأن النادي الأهلي المصري في المواجهات الأفريقية سيظهر بشكل آخر.

من وجهة نظري، هذه المرة ستكون المهمة في غاية الصعوبة؛ نظرًا للمنافس، وطموحه، وآمال جماهيره العريضة في الوطن، ليبيا، وكون أهلي بنغازي حقق انتصارات رائعة في الدوري المحلي، في مرحلة الذهاب، وكان بطلها واستحق الصدارة بجدارة كذلك في المشوار الأفريقي، يسير أهلي بنغازي بشكل مشرف للغاية، بعد غياب طويل عن البطولة القارية، وهو النادي الذي يحمل اسم صاحب المشوار الطويل والتاريخ البطولي العريق، سواء على الصعيد المحلي في ليبيا، لما يمتلكه من تاريخ مَجِيد وغالٍ لدى كل ليبي، أو على الصعيد القاري، وهو ليس مجرد نادٍ، بل هو وطن داخل نادٍ له من الذكريات والبطولات والأمجاد الكثير، على الصعيدين الرياضي والسياسي، أسهم بصورة كبيرة في تأسيس الرياضة في ليبيا.

أهلي بنغازي لديه إمكانية قوية قد تطيح نادي القرن في القارة السمراء

أمام هذا التاريخ الطويل والعريق، لم يكن غريبًا أن يجذب هذا الصرح الرياضي العملاق أنظار المواهب الكروية في ليبيا وخارجها، لكونه شرَّف الانتساب لهذا الكيان، وهو ما ينعكس في الفترة الحالية على الأداء الفني، لما يضمه الفريق الليبي من مواهب وقدرات؛ فمن النواحي الفنية، نرى فرصته كبيرة في تحقيق المفاجأة في إقصاء حامل اللقب، وهو يملك عدة عناصر من لاعبين مميزين، أمثال إدوارد سادومبا، وهو هداف في غاية التميز، والنجم الليبي أحمد الزوي والنجم المصري صانع الألعاب أحمد عيد عبدالملك، ونجوم منتخب ليبيا الفائز ببطولة الأمم الأفريقية في جنوب أفريقيا، أمثال الشاعري والعمامي، وتبقى القيادة الفنية المميزة للمدير الفني المصري الرائع طارق العشري، الذي يعرف الأهلي المصري جيدًا، وهي نقطة قوة لأهلي بنغازي، قد تحسم الفوز في مجموع المباراتين؛ لأن الأمور لن تُحسم من بلاد قرطاج، بل ستمتد إلى أرض الكنانة مصر.

أما الأسلوب التكتيكي والانضباط داخل الملعب، فسيكون لهما دور في الوصول إلى دوري المجموعات، وأتصور أن قيادة طارق العشري أفضل بكثير من قيادة محمد يوسف، لولا تسلح النادي الأهلي المصري بخبرات تحقيق الفوز في مثل هذه المواجهات، إذًا هذه المعطيات ستعطي كلا الفريقين عناصر التفوق، وستكون ملحمة كروية رائعة بينهما، وسط أجواء من المحبة والأخوة، بين ناديين كبيرين في الوطن العربي والقارة السمراء، على خلفية العلاقات القوية التي تربط بين الشعبين والبلدين (ليبيا ومصر) على مدار التاريخ الطويل، ويبقى الفائز الحقيقي من أجواء المحبة هو جمهور أهلي بنغازي والأهلي المصري.