هددت جماعة نيجرية متمردة معادية للمجلس العسكري الحاكم، ومستقرة عند الحدود الليبية، بتفجير منشآت في البلاد، مما استدعى استنفار السلطات في نيامي، لتعزيز حماية المنشآت النفطية والكهربائية ومستودعات الوقود في العاصمة.

وفي مواجهة التهديد بالتخريب من «جبهة التحرير الوطني» المتمردة، التي يتزعمها «محمود صلاح»، ناقش المجلس الإقليمي، في اجتماع حول أمن العاصمة والمناطق المحيطة بها، تعزيز اليقظة وتأمين بعض المرافق في نيامي، بحسب ما أوردته قناة الساحل الحكومية، السبت.

نشأت جبهة التحرير المتمردة في أغسطس 2023 على الحدود الليبية بعد شهر من الإطاحة بالرئيس محمد بازوم بانقلاب، خرج منه النظام الحاكم. وأعلن محمود صلاح أنه حمل السلاح ضد المؤسسة العسكرية الحاكمة، للمطالبة بـ «الإفراج» عن محمد بازوم، المحتجز في مقر إقامته في نيامي، واستعادة الشرعية الدستورية.

وهدد صلاح بتفجير المنشآت، ولا سيما النفطية في منطقة أغاديم (شمال شرق البلاد)، حيث توجد آبار الذهب الأسود، وحتى الآن لم تنفذ الحركة تهديداتها.

وقاد صلاح جبهة متمردة أخرى في الفترة من 2019 إلى 2022 بحجة محاربة الفساد والحكم السيئ في عهد محمدو إيسوفو، وخليفته محمد بازوم، المنتخب في العام 2021. وبعد أن ألقى سلاحه، استقبله محمد بازوم في قصر الرئاسة.

من هو محمود صلاح قائد التمرد في النيجر؟
ينحدر صلاح المثير للجدل من إثنية التبو، التي تتوزع أماكن استيطانها على الحدود بين ليبيا والنيجر وتشاد والسودان، وهو ما يثير مخاوف هذه الدول من عودة نشاط حركات مسلحة، يمتد نشاطها إلى خارج حدود النيجر، خاصة أن السودان وليبيا وتشاد تعيش حروبا داخلية، يتداخل فيها التعاون بين حركات التمرد ذات الطابع الإثني العابرة للمناطق الحدودية، وأحيانًا تنسيقها المباشر أو غير المباشر مع بعض الحركات الإرهابية، وجماعات الإجرام المنظَّم العابر للحدود.

من جهته، أعلن المجلس الإقليمي، الذي يضم كبار المسؤولين في قوات الدفاع والأمن بالنيجر، مراقبة توزيع الوقود من قِبل محطات الخدمة على الأفراد، وكذلك على الشركات، كإجراء جرى اتخاذه لقطع مصادر التمويل عن الجماعات الجهادية المسلحة.

ويريد المجلس أيضا تنفيذ رقابة صارمة على تدفق المواد الغذائية إلى المناطق المصنفة في الخانة الحمراء من قِبل المنظمات والهيئات غير الحكومية.

«مقاومة من أجل الجمهورية» في النيجر
وإلى جانب حركة محمود صلاح، أسس ريسا آغ بولا، وزير السياحة والصناعات الحرفية الزعيم السابق لمتمردي الطوارق، ما يسمى «مجلس المقاومة من أجل الجمهورية»، مع إعلان جاهزيته لاستعادة النظام الدستوري في النيجر عبر فوهة البندقية.

- المجلس العسكري الحاكم بالنيجر ينفتح على حكومة الدبيبة
- الاتحاد الأوروبي يُنهي مهمته العسكرية في النيجر قبل 30 يونيو
- النيجر تدعو الدبيبة للتباحث في ملفات مشتركة

كما تنشط «الجبهة الوطنية من أجل العدالة» بقيادة النقيب محمد توري وحل، وهو الآخر كان مقربا من بازوم.

وساد سكون بين هذه الحركات منذ الانقلاب الأخير في النيجر، لكنها عادت فجأة بعمليات عسكرية، لتطالب بإطلاق الرئيس المخلوع.