شكل رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة لجنة للتفاوض مع الشريكين الأجنبيين (توتال وكونوكو فيليبس) لتعديل اتفاق الامتياز والمشاركة في حقول شركة الواحة للنفط، في خطوة مخالفة لما دعا إليه كل من النائب العام وديوان المحاسبة وبرلمانيين ومختصين.

ويأتي قرار الدبيبة بعد أسبوعين من تنحية وزير النفط محمد عون، واستجابة سريعة لمذكرة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة، التي اقترح فيها التفاوض مع شركتي «توتال إنرجي» الفرنسية، و«كونوكو فيليبس» الأميركية، كأحد خيارين بعد أن طالبتا بزيادة هامش ربحهما من 6.5% إلى 13% من حصة الإنتاج التي تعادل 40.83% مع تمديد صلاحية العقود المبرمة مع المؤسسة إلى العام 2046.

خليفة عبدالصادق رئيسا للجنة التفاوض
ونص قرار الدبيبة الذي اطلعت «بوابة الوسط» على نسخة منه، في مادته الأولى على تشكيل لجنة برئاسة خليفة رجب عبدالصادق وكيل عام وزارة النفط والغاز، الذي كلف بمهام وزير النفط، وتضم كلا من مصطفى عبدالله بن عيسى، وفهمي محمد كريم، وخالد خليفة الحربي، ورمضان يخلف بن شعبان، وأكرم عيسى الهادي.

كما نص القرار الذي حمل رقم 20 لسنة 2024، في مادته الثانية، على أن تتولى اللجنة التفاوض مع الشريكين الأجنبيين لتطوير الاكتشافات النفطية في الحقول التي تديرها شركة الواحة للنفط في عقود الامتياز الثلاثة بمنطقة شمال جالو، لتحسين الشروط التي وضعها الشركاء للمشاركة والاتفاق على برنامج زمني للبدء في التطوير وعرض نتائج التفاوض على المجلس الأعلى لشؤون الطاقة والمياه».

يشار إلى أن الاحتياطي المتاح للإنتاج من حقول شركة الواحة للنفط يقدر بنحو 6 مليارات برميل، وفي حدود مستويات الإنتاج الحالي (350 ألف برميل يوميا) يوفر هذا الاحتياطي استمرار الإنتاج طوال 60 عاما. في حين لا يتعدى الاحتياطي المكتشف وغير المطور في حقول الواحة  1.5 مليار برميل.

مذكرة بن قدارة إلى الدبيبة
ويوم الإثنين الماضي (1 أبريل الجاري) انفردت «بوابة الوسط» بنشر تفاصيل المذكرة التي بعث بها بن قدارة إلى الدبيبة وطالب فيها بتوفير استثمارات تتراوح ما بين 15 إلى 20 مليار دولار لتنفيذ خطة زيادة إنتاج حقول شركة الواحة للنفط إلى 850 ألف برميل يوميا، مفضلا العرض الذي قدمته الشركتان بهذا الخصوص.

ـ «توتال» و«كونوكو فيليبس» تطالبان بمضاعفة ربحهما وبن قدارة يقترح التفاوض
ـ خلاف عون - بن قدارة يتجدد.. والسبب شراء معدات لشركة الواحة من الإمارات
«كونوكو فيلبس»: برنامج طموح لزيادة إنتاج شركة الواحة خلال 2024

وبرر بن قدارة تفضيله خيار التفاوض على مقترحات الشريكين بأن الطلب على النفط كمصدر للطاقة سيتناقص تدريحيا من الآن وحتى العام 2050، وذلك التفافا على متطلبات المرحلة الراهنة التي تستوجب الوقف الفوري لأية مفاوضات نفطية، ومخالفا لما دعا إليه كل من ديوان المحاسبة والنيابة العامة وأعضاء في مجلسي النواب والدولة.

تنحية عون واحتجاج نواب مجلس الدولة ونقابة النفط
ويوم الإثنين الأسبق (25 مارس الماضي) قرر رئيس هيئة الرقابة الإدارية عبدالله قادربوه، إيقاف وزير النفط والغاز بحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» محمد عون عن العمل «لدواعي ومقتضيات لمصلحة التحقيق»، دون توضيح لتفاصيل القضية أو المخالفات محل التحقيق، الأمر الذي دعا نحو 53 عضوا في مجلس الدولة ونقابة النفط إلى المطالبة بإلغاء القرار الذي وصفوه بـ«الإجراء المشبوه» و«الظالم»، وأعربوا عن استغرابهم من «سرعة تكليف من يسير أعمال الوزارة بديلا عنه بشكل معد ومرتب مسبقا» من قبل رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة.

واليوم الإثنين هو ثالث إثنين يصادف الكشف عن قرارات تحرث الأرض أمام تمرير صفقة «توتال وكونوكو فيليبس»، فهل ينجح البرلمان والرئاسة والرأي العام في وقف هذا العبث بمقدرات البلاد؟.

صورة من الصفحة الثانية لمذكرة فرحات بن قدارة بشأن مطالب توتال وكونوكو فيليبس لتعديل عقود الامتياز والمشاركة في حقول الواحة للنفط (بوابة الوسط)