Atwasat

نصيحة أميركية بنهج متنوع وأشد قوة للجيل التالي من نزع السلاح في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 11 يناير 2024, 09:06 مساء
WTV_Frequency

اعتبرت مجلة «منبر الدفاع الأفريقي» الصادرة عن القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة إدماج المجموعات المسلحة في ليبيا حجر الزاوية لنشر السلام والاستقرار الاقتصادي وهي العملية التي قالت إنها توقفت منذ العام 2015.

وسلطت النشرة الأميركية الضوء على عدم إحراز أي تقدم يُذكر في جمع الأطراف الليبية تحت سقف واحد منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في العام 2020 بعدما حث الممثل الخاص للأمين العام رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عبدالله باتيلي في أواخر نوفمبر الفصائل المتناحرة في البلاد على اختيار ممثلين لحضور اجتماع يهدف إلى التوصل إلى تسوية لإجراء الانتخابات.

وكان هذا آخر نداء للجمع بين القيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر وحكومة «الوحدة الوطنية الموقتة» برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وهي الحكومة المعترف بها دوليا ويقع مقرها في العاصمة طرابلس.

برامج تشجع الجماعات المسلحة إلى إلقاء أسلحتهم
وأوضحت النشرة في عددها الأخير أنه في ظل تعثر جهود إجراء الانتخابات يركز بعض المحللين على البرامج التي من شأنها أن تشجع عناصر الجماعات المسلحة على إلقاء أسلحتهم والعودة إلى رحاب المجتمع المدني.

وتُعرف هذه العملية بمصطلح «التسريح ونزع السلاح وإعادة الإدماج» وتسعى أيضًا إلى مساندة المقاتلين السابقين، ويكون ذلك أحيانا بإعادة إدماجهم في الحياة المدنية. وكانت هذه الجهود متوقفة في ليبيا في الغالب منذ العام 2015.

وحسب تحليل أجراه زميل الأبحاث الأول في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية «تشاتام هاوس» تيم إيتون بعد أن نشر بحثًا مؤخرًا بعنوان «الجهات الأمنية في مصراتة والزاوية والزنتان»، فإنه من الأهمية الإلمام بالأوضاع المعقدة في ليبيا للنجاح في تنفيذ برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج.

- البعثة الأممية: اجتماع في تونس لفريق نزع السلاح وإعادة الإدماج بحضور مسؤولين من الشرق والغرب
- مجموعة العمل المعنية بنزع السلاح تشيد بجهود الأعيان في خفض التصعيد بطرابلس
- بدعم فرنسي.. افتتاح مركز لتعزيز ثقافة نزع السلاح وإدماج المقاتلين بسوق العمل في طرابلس
- البعثة الأممية تسأل الليبيين: «من أين ينبغي البدء في تنظيم حيازة الأسلحة؟»
- مجلس الأمن يدعو للتخطيط لنزع السلاح وإعادة إدماج الجماعات المسلحة في ليبيا

ووفق التقرير الأميركي فقد قاتلت جماعات مسلحة من المدن الثلاث ضد نظام معمر القذافي في العام 2011، ولكن اختلفت الجبهات التي تحالفت معها في الصراعات التي نشبت في العام 2014 والحرب من أجل السيطرة على طرابلس التي انتهت في العام 2020.

انقسامات مصراتة والزاوية والزنتان
وانحازت قوات مصراتة والزاوية إلى حكومة الوفاق الوطني السابقة في معركة طرابلس، في حين انحاز فريق من قوات الزنتان إلى حكومة الوفاق الوطني، وانحاز فريق آخر إلى قوات حفتر.

وذكر إيتون أن مسلحين من المدن الثلاث دخلوا أجهزة الدولة عن طريق وزارتي الدفاع والداخلية وأقاموا علاقات مباشرة مع المجلس الرئاسي وجهاز المخابرات الليبية. وتوصل إلى أن المشاركين في قطاع الأمن الرسمي غير معروفين دائمًا، ويسعى الكثير من المسلحين إلى الاستفادة من مناصبهم. وكتب يقول: «يمكن اعتبار بعض العناصر داخل قطاع الأمن في الزاوية أنها تعمل كعصابات الجريمة المنظمة، ويُنظر إلى بعضها على أنها باتت موحدة وكأنها إمبراطوريات صغيرة فاسدة».

وتحدثت مجلة «منبر الدفاع الأفريقي» عن اشتباه في تورط عناصر في فصائل رئيسية في الزاوية بتهريب الوقود والمخدرات والأسلحة، وكذلك تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر.

وتنشط بعض فصائل مصراتة خارج المدينة وتسيطر على الطرق المؤدية إلى مداخلها الرئيسية ومينائها، وتتربح من ذلك. وقال بعض الأشخاص لإيتون إن الجماعات المسلحة المسؤولة عن الميناء تستفيد من مناصبها بتسهيل الإفراج عن البضائع مقابل مبالغ من أصحاب الأعمال.

وكما هي الحال في مصراتة، تسعى الجماعات المسلحة في الزنتان إلى الحصول على مبالغ من الدولة نظير مساندتها في حملاتها العسكرية، وقام تجار تربطهم علاقات متينة بالجماعات المسلحة بإمدادها بالوقود والمواد الغذائية في فترة انتشارها.

ويقول إيتون «يُنظر إلى هذه العلاقة على أنها من القوة بأنها (أي الجماعة المسلحة) كثيرًا ما تأخذ السلع بالدين على أساس أنها ستدفع ثمنها عندما تتسلم أموالًا من الدولة».

الوقت المناسب لبدء عملية نزع السلاح والتسريح
وذكر أن هذا هو الوقت المناسب لبدء عملية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، وسلط الضوء على تحقيق قدر من التقدم في هذا الصدد.

وكُلفت وزارة العمل بوضع برنامج لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج، في حين يستكشف المجتمع الدولي خيارات ما قبل نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج. وتُعرف الأمم المتحدة عملية ما قبل نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج على أنها «إجراء انتقالي على المستوى المحلي لنشر الاستقرار، يستهدف من يستحقون المشاركة في برنامج وطني لنزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج».

وطالب إيتون باتباع نهج أكثر تنوعًا وأشد قوة من «الجيل التالي من نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج». والجيل التالي من عمليات نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج عبارة عن عملية سياسية تتوقف على الظروف والأوضاع المحلية، وتبدأ عادة قبل إبرام اتفاقيات السلام.

ولكن ليس في ليبيا برنامج لإصلاح قطاع الأمن، وهذا يحد من التدابير التي يمكن اتخاذها من حيث نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج. وختم إيتون: «فبدونه تظل معايير ومتطلبات برنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج الوطني غير واضحة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مؤسسة النفط تطلق المرحلة الأولى من حملة زراعة مليون شجرة
مؤسسة النفط تطلق المرحلة الأولى من حملة زراعة مليون شجرة
أكثر من 439 ألف تلميذ وتلميذة يؤدون امتحانات الفترة الثالثة للصفين الرابع والخامس
أكثر من 439 ألف تلميذ وتلميذة يؤدون امتحانات الفترة الثالثة ...
«هنا ليبيا»: استثمار نفطى صيني في طبرق.. وتواصل إعمار درنة
«هنا ليبيا»: استثمار نفطى صيني في طبرق.. وتواصل إعمار درنة
«استئناف العملية السياسية» محور محادثات تكالة والسفير الفرنسي
«استئناف العملية السياسية» محور محادثات تكالة والسفير الفرنسي
عقيلة يطالب البرلمان العربي بتوجيه رسالة لمجلس الأمن بشأن غزة (فيديو)
عقيلة يطالب البرلمان العربي بتوجيه رسالة لمجلس الأمن بشأن غزة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم