Atwasat

خبراء يحددون لـ«بوابة الوسط» شروط إنجاح المصالحة الوطنية

سبها - بوابة الوسط: رمضان كرنفودة الخميس 11 يناير 2024, 01:56 صباحا
WTV_Frequency

تباينت آراء خبراء ومتابعين للشأن العام حول فرص نجاح جهود الاتحاد الأفريقي لتحقيق مصالحة وطنية في ليبيا، فبينما يرى فريق أن الأسباب التي تقود لهذا الهدف لا تزال غائبة، يبدو فريق آخر أكثر تفاؤلاً إزاء الوساطة الأفريقية، وقدرتها على تذليل العقبات أمام وفاق ليبي.

في ديسمبر الماضي، حدد الاجتماع العادي الثالث للجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع للمصالحة الوطنية في مدينة سبها مدينة سرت مقرا لانعقاد المؤتمر في 28 أبريل المقبل، فضلا عن تحديد آلية تشكيل اللجنة التحضيرية لتنظيم المؤتمر، وتحديد اختصاصاتها ونظامها الداخلي.

وفي 21 يوليو الماضي، استضافت العاصمة الكونغولية (برازافيل) باكورة أعمال اللجنة التحضيرية، بحضور ليبي وإقليمي واسع، قبل أن تتحول أعمالها إلى داخل ليبيا بمشاركة الأطراف السياسية والاجتماعية كافة. في حين يظل التساؤلاً قائمًا حول فرص نجاح هذه الجهود.

الفاخري: هذه القواعد الأساسية لإنجاح المصالحة
الأستاذ الجامعي الدكتور عبدالكبير الفاخري يرى أن المصالحة تحتاج إلى دولة قوية، لتحقيقها وتوفير متطلباتها، وبالتالي يؤكد أن توحيد مؤسسات الدولة واحتكار السلاح في يديها وتطبيق القانون على الجميع شروط تسبق المصالحة بين الليبيين.

ويعتقد الفاخري، في تصريحات إلى «بوابة الوسط»، أن للمصالحة قواعد أساسية لإنجازها، أهمها الاعتراف بالأخطاء، والصفح والإنصاف، والتعويض العادل مع عدم الإفلات من العقاب.

ويضيف أن المسؤولية الوطنية تتطلب من جميع الليبيين الجلوس على طاولة الحوار دون تهميش أو إقصاء أو تصنيف، ومن ثمّ يستفاد منها في وضع ميثاق اجتماعي يمنع اندلاع الحروب الأهلية أو النزاعات المسلحة، والاعتماد على القضاء لحل الخلافات.

لذلك، يستبعد الفاخري نجاح جهود الاتحاد الأفريقي في هذا السياق، معتبرا أنهم «يضعون العربة أمام الحصان»، ومختتما أن المصالحة تأتي في مرحلة لاحقة بعد توحيد المؤسسات العسكرية والأمنية، وإجراء انتخابات تفرز سلطة شرعية.

- سرت تحتضن المؤتمر الجامع للمصالحة في أبريل المقبل
- في ظل غياب الاستقرار الأمني واستمرار النزاع السياسي.. إلى أين وصل مشروع المصالحة الليبية؟
- كيف أسهمت أصول رئيس النيجر المخلوع في مشروع المصالحة الليبي؟
- شاهد في «وسط الخبر»: هل تعيد أفريقيا سيف القذافي من نافذة المصالحة؟

الكاديكي: انعدام الثقة وتغييب الشارع يُفشلان مشروع المصالحة
الأمر نفسه يؤيده أستاذ العلوم السياسية محمود الكاديكي، الذي يعتبر انعدام الثقة بين الأطراف الليبية يُفضي إلى نقض أي جهود لإقرار مبدأ المصالحة بين الأطراف المتنازعة أولاً، والمواطنين بشكل عام.

ويشير الكاديكي، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، إلى غياب الضغط الشعبي المفترض على الأطراف المتنازعة، لدفعهم نحو مصالحة وطنية جامعة، مرجعا السبب في ذلك إلى «غياب الشارع أو تغييبه» من خلال إلقائه «في مستنقع البحث عن الحاجات الأساسية مثل المأكل والمشرب والأمان»، فضلاً عن افتعال الأزمات كنقص السيولة، والغاز، والوقود، وقطع الكهرباء، والتغييب القسري للنشطاء.

عبدالكبير: التدخل الخارجي يعيق المصالحة
ينضم الناشط السياسي وسام عبدالكبير للفريق المتشائم إزاء فرص نجاح جهود المصالحة، حيث قال إنها تحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية لإنجاحها.

ويدلل عبدالكبير على رأيه، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، بأن كل مؤسسة سيادية أو مجموعة ممثلة للفرقاء السياسيين تستخدم ملف المصالحة ورقة للابتزاز السياسي، وتحقيق مصالح شخصية، وبالتالي فهو يرى أن الاتحاد الأفريقي أو أي طرف إقليمي ودولي «لن يقدم الكثير في ملف المصالحة»، بل يذهب إلى القول إن «تدخل أطراف خارجية يزيد من تعقيد ملف المصالحة الشائك».

ويقتنع الناشط السياسي بأن ملف المصالحة يجب أن يدار تحت مظلة وطنية، وبمشروع سياسي واقتصادي واجتماعي متكامل، يكون أساسا لبناء ليبيا الجديدة بدستور دائم، وتوزيع عادل للإيرادات.

اجدال: المبادرة الأممية السبيل الوحيد
الناشط المدني سنوسي اجدال يرى أن الاتحاد الأفريقي غير قادر على إحداث دفعة لمشروع المصالحة في ليبيا، مدللاً على ذلك بأن 75% ‎من ميزانية الاتحاد تعتمد على الدعم الخارجي.

ويذهب اجدال، في تصريحات إلى «بوابة الوسط»، إلى أن حل الأزمة يحتاج إلى مبادرة الأمم المتحدة، لوضع قاعدة دستورية تقود البلاد إلى بر الأمان من خلال تشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة، متابعا: «المصالحة تحتاج إلى جهود وطنية تُخرجها من التدخلات الخارجية والتبعية».

ويشير إلى ضرورة معالجة ملف جبر الضرر، وتنفيذ العدالة ورد المظالم، وتحقيق الأمن، وتوحيد المؤسسات، وتوافر ثقافة التسامح والتصالح، داعيا إلى تأسيس لجان مصالحة من الشباب والنساء، لتحسين قدراتهم في المشاركة، وتدريبهم على مهارات الوساطة وبناء السلام.

حتيتة: الأسس القانونية الصحيحة تضمن تحقيق المصالحة
وعلى الرغم من النظرة التشاؤمية السابقة، لا يزال فريق من الخبراء يعتقد أن فرصة المصالحة الوطنية قائمة، لذلك يرى القانوني الليبي صالح حتيتة إمكانية تحقيق المصالحة الوطنية في حال توافَّر الأسس القانونية الصحيحة التي تضمن حقوق الضحايا، وآلية واضحة لحلحلة الملفات المعقدة.

وعلى الرغم من ذلك، يعتقد حتيتة، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، أن العقبات التي تعترض طريق المصالحة تتمثل في عدم وجود دستور لتحقيق التداول السلمي على السلطة، بالإضافة إلى وجود ملفات مفتوحة لجرائم لم يجر تداولها أمام المحاكم، ومعاقبة مرتكبيها، فضلاً عن عدم وجود قانون للعدالة الانتقالية يضمن حقوق والتزامات كل أطراف النزاع.

بكاكو: أثق في صدق الدور الأفريقي
أما الأستاذ الجامعي مسعود بكاكو فيبدو أكثر المتفائلين بفرص نجاح المصالحة الوطنية برعاية الاتحاد الأفريقي، نظرا للخلفية التاريخية التي تربط الاتحاد الأفريقي بالدولة الليبية.

ويثق بكاكو، في حديث إلى «بوابة الوسط»، في صدق الدور الأفريقي لمعالجة صادقة وعادلة وجذرية للأزمة السياسية في ليبيا، نظرا لأن مصلحة أفريقيا أن تستعيد ليبيا عافيتها؛ ما يعطي قوة للاتحاد الأفريقي الذي نجح في دعم مشروع المصالحة في جنوب أفريقيا ورواندا.

عبدالسلام: المصالحة بين المتنازعين على السلطة فقط
ما بين الفريقين السابقين يقف الصحفي إدريس عبدالسلام موقفا مختلفا، إذ يعتبر المصالحة المفترضة بين أطراف معينة، وليس كل الليبيين، لأنهم ليسوا طرفا في الصراعات على السلطة.

وبينما يشير إلى فشل كل المحاولات الاجتماعية في السابق لتحقيق وفاق بين الأطراف المتنازعة، يعتقد عبدالسلام، في تصريح إلى «بوابة الوسط»، أن ثمة خيارين للمصالحة: الأول يعتمد على الجهود الاجتماعية، التي لم تنجح في السابق، والخيار الثاني هو الذهاب لمشروع المصالحة بعد الانتخابات من خلال سلطة شرعية قوية، تُجبر الأطراف على الاحتكام للعدالة. وبناء على ذلك، يرى أهمية أن يلعب الاتحاد الأفريقي دورا في إجراء الانتخابات.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«هنا ليبيا» يتابع: نقص فصائل الدم في البيضاء.. ومؤتمر عن العدوى بسبها
«هنا ليبيا» يتابع: نقص فصائل الدم في البيضاء.. ومؤتمر عن العدوى ...
الهجرة وخروج المرتزقة في مشاورات العقوري والقنصل اليوناني
الهجرة وخروج المرتزقة في مشاورات العقوري والقنصل اليوناني
«المالية» تستحوذ على 45% من إجمالي المرتبات .. تليها الشؤون الاجتماعية و«الداخلية»
«المالية» تستحوذ على 45% من إجمالي المرتبات .. تليها الشؤون ...
توقيف 3 أجانب تورطوا في إخفاء جثة بطرابلس
توقيف 3 أجانب تورطوا في إخفاء جثة بطرابلس
وفد مصري يعاين فرص إجراء جراحات القلب المفتوح في بنغازي
وفد مصري يعاين فرص إجراء جراحات القلب المفتوح في بنغازي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم