Atwasat

«أطباء بلا حدود» تدين ظروف الاحتجاز المروعة للمهاجرين في أبوسليم وعين زارة

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الأربعاء 06 ديسمبر 2023, 04:13 مساء
WTV_Frequency

دانت منظمة «أطباء بلا حدود» ظروف الاحتجاز المروعة التي يتعرض لها المهاجرون غير النظاميين في مراكز الاحتجاز داخل ليبيا، وخصَّت بالذكر مركزي أبوسليم وعين زارة للاحتجاز في العاصمة طرابلس.

وقالت في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء: «يتعرض اللاجئون وطالبو اللجوء والمهاجرون داخل مراكز الاحتجاز في طرابلس إلى الانتهاكات الجنسية والضرب والقتل، والحرمان بشكل منهجي من أبسط الظروف الإنسانية، بما في ذلك الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والصرف الصحي والرعاية الطبية».

ودعت إلى إنهاء فوري للاحتجاز القسري للمهاجرين غير النظاميين في ليبيا، وإطلاق جميع المهاجرين واللاجئين من مراكز الاحتجاز حول البلاد، وتوفير الحماية والملاذ الآمن لهم، وكذلك توفير ممرات قانونية تمكِّنهم من الخروج من ليبيا.

«نشعر بالرعب من ظروف احتجاز المهاجرين»
ووثقت «أطباء بلا حدود»، في تقريرها، الظروف المعيشية والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون داخل مركزي احتجاز أبوسليم وعين زارة خلال العام 2023، حيث يستمر احتجاز آلاف من المهاجرين، بينهم نساء وأطفال، بشكل قسري.

وقالت رئيسة بعثة المنظمة في ليبيا، فيديريكا فرانكو: «ما زلنا نشعر بالرعب مما رأيناه في مراكز احتجاز أبوسليم وعين زارة. يُجرد الناس من إنسانيتهم تمامًا، ويتعرضون كل يوم لظروف ومعاملة قاسية ومهينة».

استخدام العنف كعقاب
ووثقت الفرق التابعة للمنظمة استخدام الحراس العنف الجماعي والعشوائي في مركزي أبوسليم وعين زارة، غالبًا كعقاب على عصيان الأوامر، أو طلب الرعاية الطبية، أو طلب طعام إضافي، أو انتقامًا من الاحتجاجات أو محاولات الهروب.

وفي مركز احتجاز أبوسليم، حيث يُحتجز نساء وأطفال فقط، تحدثت نساء عن «كيفية تعرضهن للتفتيش بالتجريد من الملابس، والتفتيش الجسدي، والضرب، والاعتداء الجنسي، والاغتصاب. وارتكب هذه الانتهاكات الحراس، وكذلك رجال مسلحون في كثير من الأحيان، جرى جلبهم من خارج مركز الاحتجاز».

تقول إحدى السيدات المحتجزات في أبوسليم: «في تلك الليلة، أخذتنا حارسة إلى غرفة أخرى في السجن، حيث كان هناك رجال دون زي رسمي، لكن ربما كانوا حراسًا أو رجال شرطة، حيث جرى الاعتداء علينا».

وأضافت: «حينها قد بدأت بالصراخ. أخرجتني وضربتني بأنبوب، وأعادتني إلى الغرفة الكبيرة مع النساء الأخريات. وهناك قالت لي: سوف تموتين هنا».

تقرير أممي: المهاجرون يعودون إلى بلادهم هربا من الانتهاكات في ليبيا
قلق أممي بشأن الاحتجاز القسري لمهاجرين ولاجئين في ليبيا
محقق بـ«تقصي الحقائق»: الاتحاد الأوروبي «ساعد» و«حرض» على انتهاك حقوق المهاجرين في ليبيا

وفاة مهاجرين بسبب العنف
وفي مركز عين زارة، تحدث رجال محتجزون لفرق «أطباء بلا حدود» عن الانتهاكات التي تعرضوا لها من العمل القسري والاستغلال وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، وكشفوا عن وفاة خمس أشخاص على الأقل بسبب العنف، وغياب الوصول إلى الرعاية الصحية.

ووثقت فرق المنظمة 71 «أعمال عنف» بين شهري يناير ويوليو العام 2023، حيث عالج الأطباء إصابات شملت كسور عظام وجروحًا على الأذرع والأقدام وكدمات بالعين وإصابات أثرت على الرؤية.

كما قال محتجزون إن «العنف كان يقترن بانتظام بأشكال مختلفة من الترهيب والمعاملة المهينة، مثل إلقاء المياه القذرة ومياه الصرف الصحي على النساء والأطفال، ومنع الوجبات كشكل من أشكال العقاب، والإجبار على قضاء أيام دون ضوء».

وتقول رئيسة بعثة «أطباء بلا حدود»: «يوضع مئات الأشخاص في زنزانات مكتظة للغاية لدرجة أنهم يضطرون إلى النوم في وضع الجلوس، مع تسرب مياه الصرف الصحي من خزانات الصرف الصحي الفائضة والمراحيض المسدودة».

وأضافت: «ليس هناك ما يكفي من الطعام، ولا يوجد سوى القليل من الماء للشرب أو الاغتسال. وقد أسهم ذلك، إلى جانب الظروف السيئة، في انتشار الأمراض المعدية مثل الإسهال المائي الحاد والجرب والجدري المائي».

مصادرة مستلزمات الحياة الأساسية
وتحدثت المنظمة عن مصادرة حراس مركزي أبوسليم وعين زارة بشكل منتظم لمواد الإغاثة الأساسية مثل الملابس والفرشات ومستلزمات النظافة والبطانيات والحفاضات وحليب الأطفال.

وفي مركز احتجاز أبوسليم، لاحظت فرق «أطباء بلا حدود» تأثير ظروف الاحتجاز على بشرة الأطفال نتيجة استخدام حفاضات موقتة مصنوعة من المناشف والأكياس البلاستيكية، ومن استخدام الحفاضات لفترة طويلة.

وبالإضافة إلى الظروف المعيشية القاسية والمعاملة اللاإنسانية، يُحرم الأشخاص المحتجزون في أبوسليم وعين زارة بانتظام من الحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة والمساعدات الإنسانية. كما مُنعت فرق «أطباء بلا حدود» من الوصول إلى مركزي الاحتجاز والزنازين الفردية داخل المركزين عشرات المرات.

أثناء تواجد فرق المنظمة في مركز أبوسليم، وثقت أكثر من 62 حادثة تدخل في المساعدات الطبية، بما في ذلك انتهاك السرية الطبية ومصادرة مواد الإغاثة الأساسية.

وفقدت المنظمة إمكانية الوصول إلى مركز احتجاز عين زارة تمامًا في أوائل يوليو، وإلى مركز احتجاز أبو سليم في أغسطس 2023. وكان فقدان الوصول والعراقيل المتكررة لتقديم المساعدة الإنسانية المبدئية عاملًا مساهمًا في قرارنا بإنهاء أنشطتها بشكل نهائي في طرابلس.

وقالت فرانكو: «بعد سبع سنوات من تقديم المساعدة الطبية والإنسانية في طرابلس، فإن الوضع المروع الذي شهدناه في مراكز الاحتجاز الليبية هو انعكاس مباشر لسياسات الهجرة الضارة التي تنتهجها أوروبا والتي تهدف إلى منع الأشخاص من مغادرة ليبيا بأي ثمن وإعادتهم قسرًا إلى بلد ليست آمنة بالنسبة لهم».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مباحثات للكوني ورئيس موريتانيا في غامبيا
مباحثات للكوني ورئيس موريتانيا في غامبيا
حكومة حماد تجهز للمؤتمر الأفريقي - الأوروبي المرتقب حول الهجرة
حكومة حماد تجهز للمؤتمر الأفريقي - الأوروبي المرتقب حول الهجرة
«تغطية خاصة» يناقش واقع وطموح الصحافة الليبية
«تغطية خاصة» يناقش واقع وطموح الصحافة الليبية
حكومة حماد توفد 107 طلاب لدراسة الماجستير والدكتوراه في الداخل
حكومة حماد توفد 107 طلاب لدراسة الماجستير والدكتوراه في الداخل
باتيلي رفقة ستيفاني خوري في زيارة لمجلس الدولة
باتيلي رفقة ستيفاني خوري في زيارة لمجلس الدولة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم