تسلمت السفارة الليبية في باريس اليوم الخميس قطعة أثرية مستردة من فرنسا، وذلك في احتفالية رفيعة المستوى جرت بمقر السفارة حضرها المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا بول سولير وعدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين، مشيرة إلى أن القطعة المستردة تسلمتها مصلحة الآثار وفق ما نشرته عبر صفحتها على «فيسبوك».
وقالت السفارة الليبية في باريس إن القطعة الأثرية التي جرى استلامها من الحكومة الفرنسية تعود «لجذع تمثال جنائزي رخامي.. يؤرخ بالفترة الهلنستية (البلطمية) ويبلغ ارتفاعه 56 سم»، مشيرة إلى أنه سرق «من مقابر مدينة شحات شرق ليبيا، وهو يحمل الرقم (413) وجرى ضبطه من قبل سلطة الجمارك الفرنسية خلال العام 2016».
مراسم تسليم القطعة الأثرية
ونشرت السفارة الليبية في باريس صورًا للقطعة المستردة ومراسم التسليم التي حضرها إلى جانب المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى ليبيا بول سولير، كل من نائب المدعي العام بمحكمة باريس، ونائب رئيس الشرطة القضائية، ورئيس مكتب مكافحة الاتجار بالممتلكات الثقافية، ورئيس دائرة المتاحف بباريس، ومحافظ متحف اللوفر، وعميد السفراء العرب والأفارقة سفير جيبوتي، وعدد من الخبراء والمختصين، وأعضاء البعثة الليبية في باريس، ومندوب ليبيا لدى منظمة اليونسكو صالح عقاب.
- مصدر لـ«بوابة الوسط»: فرنسا تسلم ليبيا قطعة أثرية نادرة تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد
وأكدت السفارة أن هذه العملية تأتي في إطار جهود الدولة الليبية وحكومة الوحدة الوطنية الموقتة «المتواصلة لاستعادة الآثار الليبية المهربة بالخارج، والدور الذي تضطلع به وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالتنسيق مع مصلحة الآثار الليبية في هذا المجال، واستمرارًا للجهود التي تقوم بها السفارة مع السلطات الفرنسية المختصة لاسترداد القطع الأثرية الليبية والتي خرجت من البلاد بطريقة غير شرعية».
رمزية استعادة القطعة الأثرية
وألقى سفير ليبيا لدى فرنسا خالد كاجيجي كلمة خلال الاحتفالية رحب فيها بالحضور، وتوجه بالشكر إلى الجهات التي شاركت في عملية استرداد ونقل الآثار المسروقة من ليبيا، مؤكدًا أن «لهذا الاسترداد رمزيته الخاصة، كونه انتصارًا للحضارة على التخلف».
وأضاف كاجيجي أن استعادة القطعة الأثرية «تكلل بالنجاح بعد جهود بذلتها عدة أطراف لسنوات، كان دافعها إدراكهم للقيمة الإنسانية الحضارية لهذه الآثار، واستكمالًا لمسيرة التعاون المشترك في شأن حفظ وصون التراث الليبي الذي تضرر خلال السنوات الأخيرة»، معربًا عن تطلعه إلى «المزيد من التعاون والتنسيق الدائم في مجال مكافحة تهريب الآثار وحماية التراث الإنساني والحضاري».
كما أعربت السفارة الليبية في باريس عن شكرها للسلطات الفرنسية المعنية والجهود المبذولة من قبلها، وما أبدته من تعاون متميز معها لاستعادة القطعة الأثرية الليبية «الجذع الرخامي» وإعادتها إلى أرض الوطن، متطلعة إلى المزيد من التعاون والتنسيق الدائم في مجال مكافحة تهريب الآثار وحماية التراث الإنساني والحضاري.
تعليقات