كشف تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، الصادر اليوم الجمعة، عن ملامح خطة وضعتها عائلة قائد «القيادة العامة»، المشير خليفة حفتر، لتعزيز السيطرة على «العمليات العسكرية والمالية والإستراتيجية للجيش الليبي»، فضلا عن الحياة الاجتماعية والاقتصادية في شرق ليبيا. 

وحسب التقرير، الذي حصلت «بوابة الوسط» على نسخة منه، ويغطي الفترة من 25 أبريل 2022 إلى 17 يوليو 2023، فإنه في «أعقاب المحاولة الفاشلة للسيطرة على العاصمة طرابلس بالعام 2019، دشنت عائلة حفتر خطة، لتعزيز السيطرة على العمليات العسكرية والمالية والإستراتيجية للجيش الليبي». 

وقال الخبراء: «هذه السيطرة الفعالة التي يمارسها حفتر وأبناؤه، ولا سيما الأصغر العميد صدام حفتر، على وحدات الجيش الرئيسية والمؤسسات المالية والهيئات السياسية قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة خلال الفترة المشمولة بالتقرير»، مشيرين إلى سيطرة عائلة حفتر على معظم الحياة الاجتماعية والاقتصادية في شرق ليبيا.

تفاصيل خطة السيطرة على الجيش
ويرصد التقرير الأممي تفاصيل سيطرة حفتر على الجيش، المتمثلة في تولى العميد خالد حفتر، ثاني أكبر أبناء خليفة حفتر، قيادة اللواء «106»، مع كتيبة «166» والكتيبة «155» تحت قيادة أيوب بوسيف الفرجاني، صهر خليفة حفتر، وباسم البوعيشي، ابن عم خليفة حفتر. 

ويخلص التقرير إلى أن «تلك المناصب لم تؤد فحسب إلى تعزيز قبضة عائلة حفتر على الجيش، بل تستهدف أيضا الحد من أي صعود محتمل لشخصية عسكرية خارج دائرة حفتر داخل صفوف الجيش». 

- «تقرير الخبراء»: صعود صدام يعكس كيفية تعزيز عائلة حفتر قبضتها على الجيش
- «تقرير الخبراء»: المجموعات المسلحة في ليبيا تنتهك القوانين الإنسانية.. وبعضها تتربح من الاتجار بالبشر
- تقرير الخبراء الأممين: المجموعات المسلحة استغلت الوضع الراهن في ليبيا لزيادة
- صدور التقرير النهائي لفريق الخبراء الأممي بشأن ليبيا

ويشير إلى أن أحدث مثال على هذه الإستراتيجية ظهر في الثالث من مايو الماضي عندما أصدر حفتر أمرا بوضع اللواء «115» تحت قيادة اللواء «106»، مما وضع الآمر عبدالفتاح الناظوري، نجل رئيس أركان قوات «القيادة العامة»، الفريق عبدالرازق الناظوري، مباشرة تحت إشراف خالد حفتر. وحاول عبدالرازق الناظوري معارضة هذه الخطوة، وحشد الدعم القبلي دون جدوى، وفق الخبراء الأمميين.

وحسب التقرير، فإنه في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة قوات «القيادة العامة»، مثل طبرق، احتفظت القبائل المحلية بمستوى من الحكم الذاتي والنفوذ لتحدي سلطة «القيادة العامة». مع ذلك، لا توجد حاليا قوة عسكرية كبيرة تعمل خارج السيطرة المباشرة للدائرة الداخلية لحفتر في شرق البلاد. وخلال الفترة التي شملها التقرير، يلفت فريق الخبراء إلى أن كتيبة «طارق بن زياد»، بقيادة صدام حفتر، كانت نشطة للغاية. 

تعزيز نفوذ عائلة حفتر داخل مجلس النواب
وأشار التقرير الأممي إلى عمل بلقاسم حفتر على تعزيز نفوذ عائلة حفتر داخل مجلس النواب، والحكومة المكلفة من المجلس. ويلفت التقرير إلى أنه مارس ضغوطا من أجل هيمنة أكبر لعائلته على المؤسسات السياسية في شرق البلاد. 

ويقول التقرير: «عائلة حفتر عملت على بناء شبكة محسوبية منحتهم القدرة على السيطرة مباشرة على التحركات العسكرية بشكل سريع، والقطاع العام، وعملية صنع القرار السياسي، وهذا يعني أن لها نفوذا مباشرا على العملية السياسية الوطنية، التي لا يمكن لها أن تمضي قدما دون موافقة منهم».