دعا أهالي عدد من الشباب المصريين الذين قضوا في مدينة درنة، السلطات المصرية والليبية ومنظمات الإغاثة الدولية، إلى التعاون للعثور على جثامين أبنائهم من تحت الأنقاض.

وقال أهالي من قرية الميمون التابعة لمحافظة بني سويف إنهم علموا بوفاة أبنائهم نتيجة العاصفة «دانيال» التي ضربت شرق ليبيا منذ الأحد الماضي، إلا أن جثامينهم لم يجر العثور عليها بعد.

وذهب الشباب المصري إلى ليبيا وبخاصة مناطق: طبرق والبيضاء وشحات وسوسة ودرنة بحثًا عن الرزق في سوق الخضروات والفواكه ومجال الإعمار، غير أن بعضهم فقد حياته نتيجة العاصفة المدمرة منذ الأحد الماضي، ولم يجد أهاليهم جثامينهم لدفنها حتى الآن.

رمضان شهد انهيار مبنى من 6 أدوار.. ونجا بمعجزة 
مستجمعًا قواه، استدعى الشاب رمضان صلاح (25 عامًا) تفاصيل الكارثة التي أودت بحياة عدد من زملائه، قائلًا إلى «بوابة الوسط»: «كنا في مبنى قديم قرب عمارة الأوقاف في درنة، وفوجئنا بالإعصار.. اعتقدنا أنها مجرد أمطار في البداية، قبل أن تشتد وتضرب الدور السادس ويسقط المبنى كاملًا.. وتنهار المباني أمامنا، ومنها المبنى الذي كنا واقفين على سطحه».

ويضيف: «كان من لطف الله بي أن أمسكت بسيخ حديد لجدار انهار حتى دفعتني المياه لمنطقة آمنة، بينما لم يتمكن آخرون من ذلك». وتابع أن هناك نحو 20 مفقودًا من زملائه، أغلبهم تأكدت وفاته.

- بالأسماء.. انتشال جثامين 145 مصريًا جراء العاصفة «دانيال» في درنة
- وصول جثامين 74 مصريا من ضحايا «دانيال» إلى بني سويف
- منظمة الهجرة: 30 ألف نازح في درنة جراء «دانيال».. و6 آلاف بالبيضاء وبنغازي والمخيلي

أصيب الشاب الذي يعمل في محل للخضروات والفواكه في قدمه نتيجة اصطدامها بأسياخ الحديد، لكنه يحمد الله كثيرًا على النجاة بعد أن رأى الموت الذي غيَّب أصدقاءه في الغربة.

ومن بين الشباب المفقودين: علاء حلمي فرحات ومحمد محمود حسين وأحمد محمد الحلبي وعلاء مختار، بجانب العشرات من الأسماء غيرهم، وأغلبهم من مركزي الواسطى وببا في محافظة بني سويف، حسبما قال الشاب رمضان صلاح. 

نقل جثامين 145 مصريًا من طبرق 
وأعلن المجلس البلدي طبرق، أمس الثلاثاء، نقل جثامين 145 مصريًا إلى مركز طبرق الطبي لقوا حتفهم جراء السيول التي ضربت مدينة درنة.

ولا تزال أعداد ضحايا الكارثة التي شهدتها مدن شرق ليبيا في تزايد، مع استمرار جهود البحث والإنقاد عن المفقودين جراء عاصفة «دانيال»، التي أودت بحياة العشرات، وشردت الآلاف وغمرت مناطق بأسرها، حتى أصبحت درنة «مدينة منكوبة».

وأسفرت الفيضانات والسيول التي اجتاحت مدينة درنة وحدها عن مقتل أكثر من 2300 شخص، وحوالي 7000 جريح، وأكثر من 5000 آخرين في عداد المفقودين.

آثار دمار خلفتها العاصفة «دانيال» في مدينة درنة (الإنترنت)