Atwasat

جريدة «الوسط»: هل تُسقط فلسطين حكومة عبد الحميد الدبيبة؟

طرابلس - بوابة الوسط الجمعة 01 سبتمبر 2023, 07:24 صباحا
WTV_Frequency

خلف لقاء وزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية الموقتة نجلاء المنقوش وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في روما ردود فعل شعبية، بلغ بعضها حد المطالبة بإسقاط ليس فقط حكومة عبد الحميد الدبيبة؛ بل جميع الأجسام السياسية القائمة، ومحاسبة «المتورطين» فيما اعتبروها خطوة تطبيعية مع «إسرائيل».

ولا تزال دوافع حكومة الدبيبة تجاه هذه الخطوة مبهمة؛ إذ ما زال مصراً على عدم الظهور والتحدث إلى الشعب معلقاً وموضحاً خلفية لقاء روما، على الرغم من حالة التنصل من مسؤولية لقاء المنقوش بإصدار قرار توقيفها عن العمل، وإحالتها إلى التحقيق.

ولتبرئة نفسه أعلن جهاز الأمن الداخلي، الإثنين، إدراج وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش ضمن قائمة الممنوعين من السفر إلى حين امتثالها للتحقيقات، عقب تداول معلومات عبر وسائل إعلام ومواقع تواصل اجتماعي ليبية تشير إلى دور هذا الجهاز في تمكين المنقوش من مغادرة البلاد.

تظاهرات ضد التطبيع
ولثلاثة أيام متتالية دوَّت هتافات الشارع الليبي المناصرة لقضية فلسطين، وأحرقت أعلام إسرائيل، ورفعت أعلام فلسطين في عدد من أحياء العاصمة طرابلس، كما رفعها متظاهرون في مدن مصراتة، والزاوية، وصبراتة، وصرمان، والزنتان، وغيرها، قبل أن تتدخل قوات تابعة لحكومة الدبيبة وتمنع متظاهرين قدموا من مدينة الزاوية من دخول العاصمة والانضمام إلى المحتجين الذين طالبوا بإسقاط الحكومة.

- للاطلاع على العدد 406 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

ومنذ تعيينها، اتهمت المنقوش بإدارة سياسة خارجية «مستقلة» عن المجلس الرئاسي، والإخلال بصلاحيات المجلس، ما استدعى تدخل الرئيس محمد المنفي في عدد من الوقائع ذات العلاقة.

وبينما كان الرأي العام الليبي ينتظر خروج الدبيبة لمصارحة الشعب بما حدث في روما، فضل الأخير عدم الخروج، والركون إلى الصمت، في محاولة على ما يبدو لامتصاص موجة الاحتجاجات الشعبية، والرهان كما تعوَّد على تراجع حماس المحتجين، ومن ثم تجاوز موجة الغضب بسلام، محاولاً، في الوقت نفسه، قطع الطريق على خصومه لمنعهم من توظيف ما حدث باتجاه الضغط على حكومته بهدف إسقاطها.

توافق «النواب» و«الدولة» ضد حكومة الدبيبة
في هذا السياق كثف رئيس مجلس النواب عقيلة صالح أحد أبرز خصوم الدبيبة تحركاته، وفي اتصال هاتفي برئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح أكد عقيلة وقوف ليبيا مع الشعب الفلسطيني وقضيته، وعقد مجلس النواب جلسة بالخصوص أكد خلالها قراره سحب الثقة من حكومة الدبيبة، معتبراً أن هذه الحكومة «لا تمثل الشعب الليبي»، مطالباً النائب العام بالتحقيق معها، كما دعا إلى تشكيل لجنة من مجلسي النواب والأعلى للدولة للعمل على تشكيل حكومة مصغرة بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة.

ويحظر القانون الليبي رقم 62 الصادر في العام 1957 على أي مواطن ليبي أن يعقد بالذات أو بالواسطة اتفاقاً من أي نوع مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسياتهم أو يعملون لحسابها أو مع من ينوب عنهم.

ورأت عضو المجلس الأعلى للدولة أمينة عمر المحجوب أن لقاء نجلاء المنقوش وزير الخارجية الإسرائيلي يستوجب سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، مؤكدة في تصريح ذي علاقة أنها لا تعتقد أن الوزيرة قامت بهذه الخطوة دون علم الحكومة؛ بل «بالعكس الحكومة لديها اليد الطولى في هذا اللقاء؛ بل قد تكون هي من أسس لهذا اللقاء».

تقارير تنفي عدم علم الدبيبة بلقاء «كوهين - المنقوش»
وكذبت عدة تقارير دعاوى عدم علم الدبيبة بلقاء «المنقوش–كوهين»، ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مسؤولين رفيعين في الحكومة الليبية أن الدبيبة «منح الضوء الأخضر لعقد الاجتماع الشهر الماضي عندما زار روما، وأن مكتب رئيس الوزراء رتب للقاء بالتنسيق مع المنقوش»، وقال المسؤول الثاني: إن «الاجتماع استغرق نحو ساعتين، وأطلعت وزيرة الخارجية الدبيبة على الأمر مباشرة لدى عودتها إلى طرابلس».

- للاطلاع على العدد 406 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

وأضاف المسؤول أن الاجتماع كان مرتبطاً بجهود الوساطة الأميركية الرامية إلى انضمام ليبيا إلى مصفوفة الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.

أزمات خارجية بعد تسريب اللقاء
خارجياً أثار تسريب لقاء روما عدة أزمات، فأدى إلى استياء إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التي كانت تعمل منذ عامين على دفع ليبيا إلى الانضمام إلى اتفاقات أبراهام، ونقلت جريدة «جيروزاليم بوست» العبرية عن مسؤول «كبير» سابق في جهاز الموساد أنّ «الفشل الذريع الذي أحاط بالكشف العلني عن الاجتماعات الإسرائيلية–الليبية، يمكن أن يبطئ تطبيع العلاقات السعودية–الإسرائيلية».

في وقت صرح دبلوماسيان عربيان كبيران إلى موقع «تايمز أوف إسرائيل» بأن مسؤولين في «إسرائيل» كانوا يجرون مباحثات لعقد منتدى النقب في أكتوبر المقبل، لكن كشف إيلي كوهين عن لقائه السري مع المنقوش أضر بالثقة في حكومة بنيامين نتنياهو.

ويبقى السؤال معلقاً: هل كانت خطوة المنقوش منفردة، ولم تتجاوز حدود اللقاء «العارض» كما وصفته في بيان لخارجيتها قبل مغادرتها البلاد؟ أم أن اللقاء كان نتاج ترتيب مسبق بعلم حكومة الدبيبة لأهداف لم تعلن حتى الآن؟ إلا أن محللين كثيرين يعتبرونها خطوة تهدف إلى كسب رضا الإدارة الأميركية عن هذه الحكومة عبر الجسر الإسرائيلي، وهو ما اشتركت في الإشارة إليه صحف إسرائيلية وغربية.

كما يبقى أيضاً انتظار أيلولة موجة الغضب على حكومة الدبيبة، ومدى نجاح خصومها في استثمار الحالة لمواصلة المطالبة بإسقاطها، والذهاب إلى تشكيل حكومة جديدة، وهي المطالبة التي يجري الترويج لها طوال الأشهر الماضية، ويقودها مجلس النواب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
العرفي: مجلس النواب شكّل غرفة لمتابعة مصير الدرسي
العرفي: مجلس النواب شكّل غرفة لمتابعة مصير الدرسي
موقع أميركي: مغامرة إيطاليا لتوسيع نفوذها تصطدم بالطموح الروسي في ليبيا
موقع أميركي: مغامرة إيطاليا لتوسيع نفوذها تصطدم بالطموح الروسي في...
هل يهدد الوجود الروسي المتنامي في ليبيا أمن دول «ناتو»؟
هل يهدد الوجود الروسي المتنامي في ليبيا أمن دول «ناتو»؟
«الهلال الأحمر» تعلن إخراج عائلات عالقة في الزاوية
«الهلال الأحمر» تعلن إخراج عائلات عالقة في الزاوية
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الموازية (السبت 18 مايو 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الموازية (السبت ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم