Atwasat

تفاؤل عمر.. امرأة سودانية «حامل» أبعدتها تونس وأنقذتها دورية ليبية

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 09 أغسطس 2023, 01:04 مساء
WTV_Frequency

اضطرت الشابة تفاؤل عمر أن تسير رفقة زوجها وهي حامل حوالي أربع ساعات في الصحراء قبل أن تنقذهما دورية حدودية ليبية، بعد أن طُردت من تونس في مشهد يعكس مأساة مئات المهاجرين المتحدر معظمهم من دول أفريقيا جنوب الصحراء والعالقين في مناطق حدودية بين تونس وليبيا.

وأوضح تقرير أعدته قناة «فرانسا 24» و«رويترز» أن الممرضة، ذات الـ26 عامًا، واحدة من 350 مهاجرًا ما زالوا عالقين في رأس جدير وهي منطقة ساحلية تبعد 35 كيلومترًا تقريبًا عن العسة، وفق المنظمة الدولية للهجرة. وتتهم الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية تونس بالقيام بعمليات طرد جماعي للمهاجرين إلى مناطق حدودية «نائية ومهجورة» قرب ليبيا والجزائر، فيما تنفي تونس ذلك.

شعور مروّع عندما تمشي في مكانٍ ناءٍ
تحت شمس الصحراء الحارقة، بدت الممرضة السودانية تفاؤل عمر منهكة بعد سيرها نحو أربع ساعات في الصحراء رفقة زوجها، تقول وهي تذرف الدمع إن السلطات التونسية ألقت القبض عليها رفقة 14 مهاجرًا آخرين إلى جانبها وألقت بهم في المنطقة الحدودية مع ليبيا، وهو اتهام تنفيه تونس.

قالت تفاؤل، التي تنتظر مولودًا جديدًا، «إن مجموعة من الرجال والنساء من السودان والسنغال وغانا ومالي ساروا لأربع ساعات قبل أن تعثر عليهم دورية حدودية ليبية في نهاية الأسبوع وتقدم لهم الماء والطعام».

وتحدثت عن مخاوفها وأنها تخشى أن تؤثر محنتها في الصحراء على جنينها، وقالت إنه «شعور مروّع عندما تمشي في مكانٍ ناءٍ».

يتهم المهاجرون وحرس الحدود الليبي والمنظمات الحقوقية، تونس بطرد المهاجرين عبر الحدود إلى مناطق جرداء في البرية بعيدًا عن البلدات والقرى في ذروة الصيف في إطار حملة مستمرة منذ شهور، وأفادت ليبيا بالعثور على جثث مهاجرين هلكوا في الصحراء.

- لحل مشكلة الهجرة.. الاتحاد التونسي للشغل يقترح اتفاقاً ثلاثياً مع ليبيا والجزائر
تقرير دولي: 50% من قوارب الهجرة في المتوسط اعترضها خفر السواحل الليبي
مشكلة الهجرة غير الشرعية في ندوة بمجمع ليبيا للدراسات المتقدمة

وزارة الداخلية النونسية تنفي اتهامات المهاجرين
نفت وزارة الداخلية التونسية إلقاء المهاجرين في الصحراء ووصف الرئيس قيس سعيّد التقارير بأنها معلومات مضللة تهدف إلى تشويه سمعة بلاده.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية فاكر بوزغاية عن روايات المهاجرين إن تونس ترفض كل الاتهامات بطرد المهاجرين الأفارقة.

ولدى سؤاله عن كيفية وصول الذين تقطعت بهم السبل إلى الصحراء، قال «سيجري السماح بدخول من تنطبق عليهم شروط الدخول القانوني إلى تونس»، مضيفًا أن «تونس ليست مسؤولة عما يحدث خارج حدودها» دون الخوض في التفاصيل، وأشار بوزغاية إلى عمل الهلال الأحمر التونسي في مساعدة المهاجرين على الحدود، وفق تقرير قناة «فرانسا 24» و«رويترز».

 «الوضع على الحدود معقد للغاية»
 قالت تفاؤل عمر إنها وزوجها ياسين آدم كانا يعيشان في جرجيس، وهي بلدة في جنوب تونس بالقرب من الحدود مع ليبيا، ويدخران ما سيدفعانه للمهربين لنقلهما إلى إيطاليا. وأضافت أن الشرطة اعتقلتهما الأسبوع الماضي واقتادتهما إلى الحدود.

فر الزوجان من منزلهما في الخرطوم بسبب الحرب التي اندلعت هناك فجأة في أبريل حيث أدى إطلاق قذائف في منطقتهما إلى مقتل والد عمر. سافر الزوجان إلى تشاد ثم الجزائر قبل الوصول إلى تونس، على حد قولهما.

قالت تفاؤل وياسين وغيرهما ممن عثرت عليهم الدورية الليبية، إن الشرطة قبضت عليهم مع مهاجرين آخرين وإن أفراد الشرطة ضربوا الرجال وأخذوا هواتف كل من في مجموعتهم وتركوهم في الصحراء، ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من رواياتهم عما حدث قبل العثور عليهم.

وقالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة إنها ووكالات أخرى تابعة للمنظمة الدولية قدمت مساعدات غذائية وطبية لنحو 300 فرد في منشأة حكومية في العسة بليبيا، بالقرب من المكان الذي عُثر عليهم فيه.

وقال جياكومو ترينزي من المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا «الوضع على الحدود معقد للغاية. يبدو أن هناك نحو 350 مهاجرًا ما زالوا عالقين في رأس جدير» وهي منطقة ساحلية تبعد 35 كيلومترًا تقريبًا عن العسة.

وفي الشهر الماضي، قالت المنظمة الدولية للهجرة ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، إنهما تشعران بالقلق الشديد بشأن سلامة مئات المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء في تونس الذين نُقلوا إلى مناطق حدودية «نائية ومهجورة» أو جرى الدفع بهم عبر الحدود.

مكافحة تهريب البشر
وأشار التقرير الذي أعدته قناة «فرانسا 24» و«رويترز» إلى ورود أنباء عن عمليات طرد عبر الحدود الصحراوية لأول مرة في أوائل يوليو بعد مواجهات بين السكان المحليين والمهاجرين في مدينة صفاقس الساحلية، وهي نقطة انطلاق رئيسية لرحلات غير مشروعة إلى إيطاليا على متن قوارب صغيرة متهالكة.

حاول آلاف المهاجرين الذين كانوا يعيشون في تونس المغادرة إلى أوروبا هذا العام بعد أن أعلن الرئيس سعيّد عن حملة ضدهم في فبراير، قائلاً إن وجودهم جزء من مؤامرة لتغيير التركيبة السكانية لتونس.

وأدت تلك الحملة، التي ندد بها الاتحاد الأفريقي وبما أسماه «لهجة عنصرية»، إلى موجة من الهجمات على المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء.

وتصاعدت حركة الهجرة عبر شمال أفريقيا والبحر المتوسط ​​إلى أوروبا هذا العام ولا تظهر أي بوادر تدل على تباطؤها، حيث جرى الإبلاغ عن المزيد من محاولات المغادرة وحوادث تحطم السفن المميتة.

وعلى الرغم من الانتقادات الموجهة لنهج تونس، قال الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي إنه سيمنح البلاد أكثر من 100 مليون يورو للمساعدة في مكافحة تهريب البشر وتحسين إدارة الحدود، وتنتقد جماعات حقوقية الاتحاد الأوروبي لدعمه لإجراءات الهجرة في ليبيا، حيث تسيطر الفصائل المسلحة على مراكز إيواء المهاجرين، التي وثقت منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش جرائم تعذيب فيها. وتنفي الحكومة الليبية وجود تعذيب في هذه المراكز.

قالت تفاؤل ومجموعتها، إنهم تلقوا الماء والطعام من أفراد حرس الحدود الليبيين، من اللواء 19 التابع لوزارة الدفاع التابعة لحكومة طرابلس، وعندما عثرت عليهم الدورية، كانوا مستلقين على الأرض، وقد تشققت شفاههم التي تحول لونها إلى الرمادي، فيما غطوا رءوسهم بأوشحة لتخفيف لهيب الشمس والرياح القوية المحملة بالرمال والتراب.

فيما قال حرس الحدود إنهم سيُنقلون إلى منشأة حكومية في العسة. وقال ترينزي إن المهاجرين الذين تتعامل معهم منظمته لن يجري إرسالهم إلى مراكز الإيواء.

وقال كوفي موسى (23 عاما) وزوجته بليسنق دافيد (20 عاما) ضمن مجموعة تفاؤل عمر، إنهما وصلا تونس قبل ثلاثة أشهر عبر الجزائر، وقالت بليسنق إنها حامل أيضًا. وكانا يأملان في السفر إلى أوروبا لكنهما لم يتمكنا من جمع الأموال اللازمة للقيام بالرحلة، وقال موسى «أشعر بالإحباط. لقد فقدت الأمل. أريد فقط العودة إلى غانا. طردوني أنا وزوجتي وتركونا نسير في الصحراء في مواجهة ظروف مروعة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«الهلال الأحمر» تعلن إخراج عائلات عالقة في الزاوية
«الهلال الأحمر» تعلن إخراج عائلات عالقة في الزاوية
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الموازية (السبت 18 مايو 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الدينار في السوق الموازية (السبت ...
الناطق باسم الإسعاف والطوارئ: اشتباكات الزاوية لا تزال مستمرة
الناطق باسم الإسعاف والطوارئ: اشتباكات الزاوية لا تزال مستمرة
بين معضلة الانتخابات وأزمة الهجرة والنفوذ الروسي.. مراقبون يحللون الوضع في ليبيا
بين معضلة الانتخابات وأزمة الهجرة والنفوذ الروسي.. مراقبون يحللون...
الصحة: 5 إجراءات لمساعدة المصابين والمواطنين في مواقع الاشتباكات بالزاوية
الصحة: 5 إجراءات لمساعدة المصابين والمواطنين في مواقع الاشتباكات ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم