انتقدت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، الثلاثاء، فرض السلطات الليبية عددًا من «القيود» على المرأة، آخرها فرض جهاز الأمن الداخلي، في مايو الماضي على الليبيات المسافرات دون مرافق ذكر، ملء استمارة توضح أسباب السفر، وإعطاء تفاصيل عن الرحلات السابقة.

وسلطت المنظمة الحقوقية غير الحكومية في تقرير نُشر مساء الثلاثاء، الضوء على «قيود منع المرأة من التنقل داخل بلدها أو السفر إلى الخارج بحرية دون إذن من وليّ أمرها».

وحسب تقرير «محاصرة: القيود على سفر المرأة من المحيط إلى الخليج»، الصادر في 103 صفحات، فقد وجدت المنظمة، أنه من الناحية القانونية، لا يُطلب من النساء في ليبيا الحصول على إذن من أولياء أمورهن أو أزواجهن من أجل الحصول على جواز سفر.

«قيود» على سفر الليبيات دون مرافق
كما لا يُطلب من المرأة الليبية قانونيًا الحصول على إذن ولي الأمر للسفر إلى الخارج، ومع ذلك، في «تشديد واضح للقيود» في مايو الماضي، بدأ جهاز الأمن الداخلي التابع لحكومة الوحدة الوطنية الموقتة، في مطالبة الليبيات المسافرات دون مرافقة ذكر، لإكمال نموذج يوضح أسباب السفر وسبب سفرهن بمفردهن مع إعطاء تفاصيل الرحلات السابقة.

- حقوقيون وشخصيات عامة يرفضون فرض حكومة الدبيبة قيودًا على سفر المرأة ويطلبون إلغاءها فورًا
- في ذكرى إخفاء سرقيوة واغتيال البركاوي.. منبر المرأة الليبية يدين تطبيع إسكات أصوات النساء
 - أمام مجلس الأمن.. مديرة مركز «وشم» تطالب باستراتيجية وطنية للمرأة الليبية
- خلال استطلاع «حالة النساء» في ليبيا.. مقررة أممية تكشف عن عراقيل من حكومة الدبيبة والقيادة العامة

وقد ظل هذا الإجراء ساري المفعول رغم معارضة الجماعات المدنية، فوفقًا لمنصة المرأة الليبية من أجل السلام «لم تستطع عديد النساء الليبيات بمن فيهن مسؤولات في أجهزة الدولة السفر؛ لأنهن لم يكن لهن مرافقة من الذكور ولم يرغبن في الكشف عن أسباب سفرهن».

محاولات سابقة لفرض «قيود» على سفر الليبيات
وأفاد التقرير بأنه في السنوات السابقة، أبلغت بعض النساء «هيومن رايتس ووتش»، أنهن «أوقفن في بعض الأحيان من قبل عناصر الجماعات المسلحة أو مسؤولي المطار إذا كن يسافرن بمفردهن، واستفسرن عن سبب سفرهن إلى الخارج أو طلب منهن رؤية إذن أزواجهن بالسفر».

وحسب المنظمة، فقد قامت الجماعات المسلحة والمسؤولون والمؤسسات بمحاولات في السنوات الماضية لفرض قيود على سفر النساء إلى الخارج تحت وصاية الذكور. ففي 2014، دعت دار الإفتاء في طرابلس إلى اصطحاب المرأة مع ولي أمرها إذا رغبت في السفر إلى الخارج، لكن الفتوى لم تصبح قانونًا قط.

من جهة أخرى، لا يبدو أن هناك أية ضوابط تلزم المرأة الليبية بالحصول على إذن والد طفلها للتقدم بطلب للحصول على جواز سفر طفلها. وإذا أراد الأب إضافة المولود الجديد إلى جواز سفره، فعليه أن تكون والدة الطفل حاضرة في المكتب لتوقيع الإقرار للموافقة عليه أو تقديم إقرار موافقة الأم المصدّق من كاتب العدل، وفق المنظمة الدولية.