نفت المفوضية الأوروبية مساعدتها شبكات تهريب المهاجرين في ليبيا، وذلك ردًا على اتهامات وُجهت إليها في أعقاب انقلاب مركب يقل مهاجرين قبالة سواحل اليونان، بعد انطلاقه من طبرق، مما أسفر عن مقتل العشرات.
وقال الناطق باسم المفوضية الأوروبية، إريك مارمر، في تصريحات صحفية مساء أمس الجمعة: «لا نقدم أي مساعدة لمهربي المهاجرين في ليبيا. نحن نحارب شبكات التهريب»، كما نقل موقع «إي يو أوبزرفر».
تأتي تلك التصريحات في الوقت الذي يكثف فيه الاتحاد الأوروبي التعاون والتنسيق مع السلطات الليبية، لمكافحة المهربين وشبكات تهريب المهاجرين إلى أوروبا.
أبحر من ليبيا.. ارتفاع حصيلة قتلى زورق المهاجرين المنكوب قبالة اليونان
تمديد مهلة «يوبام»
في سياق متصل، يتزايد الضغط داخل «الأوروبي»، حسبما كشفت وثائق داخلية اطلع عليها موقع «إي يو أوبزرفر»، لتمديد التفويض الممنوح لمهمة «يوبام» العاملة في ليبيا لمراقبة الحدود عامين إضافيين.
ويشمل ذلك تعزيز قدرات السلطات الليبية ذات الصلة، والوكالات المعنية بإدارة الحدود الليبية.
توقيف تسعة مصريين يشتبه بأنهم مهربون بعد مأساة المهاجرين في اليونان
اتهامات أممية بمساعدة شبكات التهريب
تأتي تصريحات الناطق باسم المفوضية الأوروبية على الرغم من تقرير خاص للأمم المتحدة، صدر بداية هذا العام، اتهم «مسؤولين رفيعي المستوى في خفر السواحل الليبي، ومسؤولي مكافحة الهجرة غير الشرعية» بالتعاون مع مهربي المهاجرين.
التقرير الأممي نفسه لفت إلى أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء قدموا دعما ماليا وتقنيا ولوجستيا، بشكل مباشر وغير مباشر، لخفر السواحل الليبي وجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتم استخدامه في إطار اعتراض وتوقيف المهاجرين.
كما وثق التقرير جرائم ضد الإنسانية تورطت بها على الأرجح «عناصر من جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية ومسؤولون ليبيون»، لم يسمهم التقرير.
في وقت سابق من العام الجاري، سلم مفوض الاتحاد الأوروبي لسياسة الجوار والتوسع، أوليفييه فارهيلي، سفن الدورية إلى خفر السواحل الليبي، معلنا حزمة بـ800 مليون يورو، لوقف الهجرة عبر شمال أفريقيا.
وتتضمن خطة عمل المفوضية الأوروبية بشأن وسط البحر الأبيض المتوسط، التي تم إعلانها نوفمبر الماضي، منع المهاجرين من الفرار من تونس ومصر وليبيا.
الحرب على شبكات التهريب
وقد أعلنت المفوضية الأوروبية العام 2015 الحرب على شبكات تهريب المهاجرين في ليبيا وشمال أفريقيا.
وبعد مرور سبعة أعوام تقريبًا، تطالب وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة بتصرف عاجل وحازم، لمنع مزيد من الوفيات في البحر المتوسط.
وقال فيديريكو صودا، من المنظمة الدولية للهجرة، في تصريحات سابقة: «من الواضح أن النهج الحالي للبحر الأبيض المتوسط غير عملي. عام بعد عام، لا يزال هو أخطر طريق للهجرة في العالم مع أعلى معدل وفيات».
ووثقت المنظمة الدولية للهجرة 441 وفاة مهاجر وسط البحر الأبيض المتوسط في الربع الأول من العام 2023، وهو الربع الأول الأكثر دموية على الإطلاق منذ العام 2017.
تعليقات