قالت وكالة الأنباء الإيطالية «نوفا»، اليوم الثلاثاء، إن إيطاليا وليبيا قد توقعان أربع أو خمس اتفاقات لمناسبة زيارة رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة، عبدالحميد الدبيبة، للعاصمة الإيطالية روما، غدًا الأربعاء.

وأشارت «نوفا» إلى احتمال توقيع مذكرة تفاهم تعنى بالأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية ليس فقط عن طريق البحر؛ ولكن أيضًا برًا في الصحراء الكبرى.

إضافة إلى توقيع اتفاقية أخرى تتعلق بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهو قطاع «لا تزال فيه ليبيا متأخرة إلى حد ما» ويمكن أن تشهد تقدمًا بفضل التعاون بين المؤسسة الوطنية الليبية للنفط وشركة «إيني» الإيطالية، فيما قد تحدث مفاجآت من قطاع البنية التحتية وخاصة من ربط الإنترنت، وفق الوكالة الإيطالية.

برنامج زيارة الدبيبة
وحسب «نوفا»، فلا يزال برنامج زيارة الدبيبة قيد الإعداد، لكن الوفد الليبي الذي سيضم عديد الوزراء من الحكومة الليبية، سوف يتولى تقييم ملفات مختلفة أخرى ذات اهتمام مشترك، وفي مقدمتها بناء «الطريق السريع للسلام» الذي يوحد شرق وغرب ليبيا.

«الطريق السريع للسلام»، هو مشروع للبنية التحتية جرى الاتفاق عليه بالفعل في معاهدة «الصداقة والشراكة والتعاون» الشهيرة التي وقعتها إيطاليا وليبيا في بنغازي في 30 أغسطس 2008.

وأشارت الوكالة إلى مناقشة الزيارة ملف احتمال إعادة فتح خطوط جوية بين إيطاليا وليبيا والذي يرتبط بدوره بإعادة إعمار المطار الدولي جنوب طرابلس من قبل كونسورتيوم «إينيس» الإيطالي.

مذكرة تفاهم مع إيطاليا بشأن الهجرة
وفيما يتعلق بقضية الهجرة، فقد نصت مسودة مذكرة تفاهم بين وزارتي الداخلية الإيطالية والليبية، تلقتها «نوفا» من مصادر ليبية، في مادتها الأولى على «تبادل المعلومات والخبرات في مجال مكافحة الإتجار بالبشر»، فضلا عن استمرار تدريب ضباط خفر السواحل الليبيين وفق «آلية يجري الاتفاق عليها لاحقًا».

«نوفا»: الدبيبة يزور إيطاليا الأربعاء
«الخارجية» تهنئ إيطاليا بيوم الجمهورية
ليبيا بلد العبور الأول.. الداخلية الإيطالية: وصول أكثر من 50 ألف مهاجر منذ بداية العام
تاياني: وضع صعب لارتفاع موجات الهجرة غير الشرعية من تونس وليبيا
شاهد.. الدبيبة يستقبل رئيسة الحكومة الإيطالية
ميلوني: نتمنى وجود برامج ملموسة لإجراء الانتخابات في أسرع وقت.. وأرقام الهجرة زادت 50%

كما يتضمن مشروع المذكرة، الذي لا يزال قيد التفاوض والمراجعة، «استمرار تسليم السفن والمعدات البحرية إلى ليبيا»، فضلًا عن «إجراء تدريبات مشتركة في البحر وتقديم الدعم الفني واللوجستي لقيادة خفر السواحل الليبي» بما في ذلك «طائرات دون طيار ومعدات اتصال لاسلكي وكاميرات وأجهزة تتبع».

وتنص مسودة الاتفاقية أيضًا على «مراجعة الإجراءات الأمنية الخاصة لحماية الحدود الجنوبية لليبيا، ومراقبة الطرق الصحراوية التي يسلكها المهاجرون غير الشرعيين إلى المدن الساحلية».

نصوص مذكرة التفاهم الخاصة بالهجرة
وقالت «نوفا» إن مسودة مذكرة التفاهم بشأن الهجرة تُلزم في مادتها الثانية، «الطرفين بإطلاق مبادرات تعاونية، وفقًا للاتفاقات التي جرى التوصل إليها بين البلدين، (..) للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين، وكذلك توفير الوسائل اللازمة لعمليات الإنقاذ في البحر، وإعادة الرفات إلى الوطن ودعم المؤسسات العاملة في هذا المجال».

وفي المادة الثالثة من المسودة، تعهد الجانب الإيطالي «بمواصلة تقديم الدعم الفني والتكنولوجي لقوات الأمن الليبية المسؤولة عن مكافحة الهجرة غير الشرعية». فيما تعهد الجانب الليبي في المادة الرابعة «استخدام المعدات والمواد التي يوفرها الإيطاليون حصريًا من قبل الهيئات لمكافحة الهجرة غير الشرعية حسب الاتفاق».

ونصت المادة الخامسة على أن يلتزم الجانبان بتنفيذ «برنامج تدريبي لمكافحة الجريمة بكافة أشكالها»، أما المادة السادسة فتتطلب مجموعة عمل مشتركة لمتابعة جميع القضايا المتفق عليها، وعقد اجتماعات على أساس التناوب كل ستة أشهر.

ويتعهد الطرفان، في المادة السابعة، بحل أي خلافات مستقبلية عبر القنوات الرسمية، فيما تنص المادة الثامنة من المشروع على أن «هذا البروتوكول قابل للتطبيق وفقًا للقوانين الإيطالية والليبية والدولية».

وأخيرًا، تنص المادة التاسعة على أن البروتوكول «يدخل حيز التنفيذ في تاريخ التوقيع عليه، وتكون مدته ثلاث سنوات، ويمكن تمديده تلقائيًا لنفس الفترة (3 سنوات) في حالة عدم وجود اعتراض من أحد الأطراف».

وصول أكثر من 22 ألف مهاجر من ليبيا إلى إيطاليا
وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023، احتل الطريق الليبي المرتبة الثانية بعد تونس، حيث وصل 22662 مهاجرًا غير شرعي إلى إيطاليا في 1 يونيو، أي ضعف 10986 مهاجرًا وصلوا في الفترة نفسها من العام 2022.

جاء أكثر من نصف الوافدين الجدد من ليبيا من المنطقة الشرقية. ومن القوارب التي أبحرت من الساحل الليبي لطرابلس، وصل 8923 مهاجرًا منذ بداية العام، بينما وصل 13506 مهاجرين من المنطقة الشرقية.