Atwasat

من بينها ليبيا.. «وثائق أميركية» تكشف خطة «فاغنر» الحركية في أفريقيا

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 24 أبريل 2023, 02:03 صباحا
WTV_Frequency

نقلت جريدة «واشنطن بوست» الأميركية عن وثائق سرية للمخابرات الأميركية أن مجموعة «فاغنر» المرتبطة بروسيا تتحرك بقوة لإنشاء «اتحاد كونفدرالي» من الدول المعادية للغرب في أفريقيا، حيث يقوم المرتزقة الروس بإثارة عدم الاستقرار من خلال قدراتهم شبه العسكرية و«المعلومات المضللة» لدعم حلفاء موسكو.

وتشير الجريدة الأميركية إلى معلومات عن تحركات «فاغنر» في دول أفريقية من بينها ليبيا، في محاولة لتوسيع النفوذ الروسي في أفريقيا، وهو ما اعتبره التقرير مصدر قلق متزايد لمسؤولي المخابرات والجيش الأميركيين، مما دفع واشنطن على مدار العام الماضي لإيجاد طرق لـ«ضرب شبكة (فاغنر) من القواعد وجبهات الأعمال من خلال الضربات والعقوبات والعمليات الإلكترونية»، وفقًا للوثائق.

هل يكون توسع «فاغنر» عالميا نقطة ضعف لروسيا؟
يتابع التقرير: «في الوقت الذي كان فيه زعيم فاغنر، يفغيني بريغوزين، منشغلًا بالجدال الداخلي في الكرملين بشأن تورط المجموعة شبه العسكرية المتعمق في الحرب بأوكرانيا، يصف المسؤولون الأميركيون توسع فاغنر العالمي على أنه نقطة ضعف محتملة».

وتسرد إحدى الوثائق ما يقرب من 12 خيارًا حركيًا، وخيارات أخرى يمكن للمجموعة اتباعها كجزء من جهود تعطيل الولايات المتحدة والحلفاء المنسقة، ولذلك تقترح الملفات تقديم معلومات للقوات الأوكرانية لاغتيال قادة «فاغنر»، وتشير إلى استعداد «الحلفاء الآخرين» لاتخاذ إجراءات مماثلة ضد عقد «فاغنر» في أفريقيا.

- «وثائق أميركية»: «فاغنر» تستخرج موارد كالنفط والذهب من ليبيا
- مؤسس «فاغنر» يتحدث عن الطيارين الأوكرانيين في ليبيا ومالي
- «سي إن إن»: «فاغنر» تسلح قوات الدعم السريع السودانية عبر قواعدها في ليبيا

«وثائق أميركية»: هجوم وحيد ضد «فاغنر» في ليبيا
ومع ذلك، لفت التقرير إلى عدم وجود الكثير مما يشير إلى أن وكالة المخابرات المركزية أو البنتاغون أو الوكالات الأخرى قد تسببت في أكثر من انتكاسات بسيطة لـ«فاغنر» على مدى 6 سنوات اكتسبت خلالها مجموعة المرتزقة موطئ قدم استراتيجي في ثماني دول أفريقية على الأقل، من بين 13 دولة عمل فيها مؤسس الموجودة القريب من بوتين، وفقًا لإحدى الوثائق.

وتقول الجريدة الأميركية إن الضربة العسكرية المباشرة الوحيدة المذكورة في الملفات تشير إلى «هجوم ناجح غير منسوب في ليبيا» والذي «دمر طائرة لوجستية من شركة فاغنر». ولا يوفر المستند مزيدًا من التفاصيل حول العملية أو سبب استهداف تلك الطائرة، وهي جزء من أسطول المجموعة العسكرية، الأكبر بكثير.

كان الهجوم الأميركي الأكثر أهمية على هذه القوات بالقرب من دير الزور في سورية، في فبراير 2018، عندما قتلت الغارات الجوية الأميركية عدة مئات من مقاتلي المجموعة.

بشكل عام، تصور مجموعة الوثائق «فاغنر» كقوة غير مقيدة نسبيًا في إفريقيا، مما يوسع وجودها وطموحاتها في القارة، حتى مع تصاعد الحرب في أوكرانيا. نتيجة لذلك، «من المحتمل أن يزيد بريغوزين من ترسيخ شبكته في بلدان متعددة»، كما خلصت إحدى وثائق المخابرات، «تقوض قدرة كل دولة على قطع العلاقات مع خدماته وتعريض الدول المجاورة لأنشطته المزعزعة للاستقرار».

دور «فاغنر» في دعم أنظمة استبدادية بأفريقيا
ونقلت «واشنطن بوست» عن مدير معهد «صادق» للأبحاث في طرابلس أنس القماطي، قوله إن صعود «فاغنر» ينذر بموجة جديدة من المنافسة بين القوى العظمى في إفريقيا ومعها «عودة الاستبداد».

يشير التقرير في هذا الصدد إلى أن المجموعة يمكنها تقديم خدمات لـ«الديكتاتوريين الأفارقة» من أجل مواجهة «الديمقراطيين»، سواء كان ذلك من خلال التلاعب بأصوات الاقتراع، أو ما إذا كان الأمر يتعلق بـ«محاربة نوع من حركات التمرد كما حدث في جمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب ليبيا».

يتصور التقرير الحوار التالي بين «فاغنر» وأنظمة ديكتاتورية في أفريقيا: «إذا كنت تعاني من محاولة إخراج مواردك ومعادنك من بلدك.. لا يمكننا فقط تقديم تلك الخدمات إليك، ولكننا سنضع الدولارات في البنك الذي تتعامل معه»، لأنهم يديرون هذه الشبكات الضخمة من الشركات الوهمية.

«وثائق أميركية»: «فاغنر» تتعمد تسهيل عدم الاستقرار
يذهب التقرير إلى أبعد من ذهب، حيث يعتقد أن المجموعة المرتبطة بروسيا «تعمل بطموح وسلطة موسعة»، بل تحول نهجها من الاستفادة من الفراغات الأمنية إلى تسهيل عدم الاستقرار عن قصد»، وفقًا لأحد المستندات.

يظهر الوصف على شريحة عليها رموز تشير إلى أنه جرى إعداده للجنرال بالجيش الأميركي، مارك إيه ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، وكبار مستشاريه. تلخص الشروح «أجندة بريغوزين»، مؤسسة المجموعة، مستشهدة بخطط لمواجهة النفوذ الأميركي والفرنسي في بوركينا فاسو وإريتريا وغينيا ومالي ودول أخرى، بالإضافة إلى دعم «فاغنر» المباشر لانقلاب في تشاد من خلال إعداد تدريب عبر الحدود للمتمردين.

وتشير إحدى الوثائق إلى أن فرنسا «أعربت عن استعدادها لضرب فاغنر إذا دعمت (المنظمة شبه العسكرية) انقلابًا في تشاد». في حين تقول «واشنطن بوست» إن مؤسس المجموعة يفغيني بريغوزين لم يرد على طلب للتعليق على الوثائق. لكنه قال في وقت سابق، ردًا على أسئلة حول تشاد، إن أي تلميح إلى أن له دورًا في زعزعة استقرار الحكومة الانتقالية هناك «هراء».

بريغوزين: ندافع عن الشعوب الأفريقية من الجيران غير الموثوق بهم
وقال بريغوزين في تعليقات على تليجرام إن عملياته في إفريقيا «صادقة وعادلة»، مصممة فقط من أجل «الدفاع عن الشعوب الأفريقية، بما في ذلك أولئك المضطهدون من قبل قطاع الطرق والإرهابيين والجيران غير الموثوق بهم».

لكن مدير معهد «صادق» للأبحاث في طرابلس أنس القماطي قال إن تدخل «فاغنر» في ليبيا ساعد في انقسام البلاد وشلها، متابعًا: «ربما يكونون أكثر الفاعلين زعزعة للاستقرار الآن في ليبيا». ورأى تقرير الجريدة الأميركية في عرض بريغوزين يوم الجمعة نفسه كوسيط سلام في السودان، بأنه تأكيد على إحساسه المتزايد بأهميته الذاتية.

وذكّر التقرير بالخلفية التاريخية للصراع الدولي في أفريقيا بعد الحرب الباردة، عندما أشعل الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة حروبًا بالوكالة في القارة، إذ انسحبت روسيا، تاركة الصين لتدخل بعروض البنية التحتية والقروض، دون الضغط الغربي المعتاد للتقدم في مجال حقوق الإنسان أو الديمقراطية.

وساعدت عودة روسيا إلى إفريقيا في السنوات الأخيرة، على إحياء منافسة صاخبة على النفوذ العسكري والسياسي تذكر بالتنافس الاستعماري على الموارد الأفريقية، وهو تسابق قال مسؤول في غينيا الاستوائية إنه يشير إلى أن إفريقيا كانت مثل «فتاة جميلة» مع «العديد من الخاطبين»، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفقا للوثائق.

«وثائق أميركية»: «فاغنر» تستخرج موارد من ليبيا
ويشير التقرير إلى أن «فاغنر» «تستخرج موارد- من بينها الذهب واليورانيوم- في جمهورية أفريقيا الوسطى وليبيا والسودان»، كما أصبحت القارة الأفريقية، باتت سوقًا للأسلحة الروسية وتكنولوجيا الطاقة النووية والعقود الأمنية.

وتشير الوثائق إلى أن روسيا استفادت من نفوذها مع القادة العسكريين السودانيين للاتفاق على استكمال قاعدة بحرية في بورتسودان بحلول نهاية عام 2023.

ومع تكثيف موسكو جهودها الدبلوماسية لمواجهة الانتقادات الموجهة لحربها ضد أوكرانيا، زار وزير الخارجية سيرجي لافروف عدة دول أفريقية هذا العام، بما في ذلك مالي والسودان وجنوب أفريقيا وإسواتيني وأنغولا وإريتريا، وذلك قبل قمة بوتين في يوليو مع القادة الأفارقة في سان بطرسبرج.

في يناير الماضي، صنفت وزارة الخارجية الأميركية «فاغنر» كمنظمة إجرامية عابرة للحدود، مع نمط من «السلوك الإجرامي الخطير الذي يشمل المضايقات العنيفة للصحفيين وعمال الإغاثة وأفراد الأقليات ومضايقة وعرقلة وترهيب قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى، فضلاً عن عمليات اغتصاب وقتل في مالي».

وألمح مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام جيه بيرنز إلى جهود الولايات المتحدة السرية لمكافحة عمليات «فاغنر» في تصريحات عامة في جامعة جورج تاون في فبراير. وقال إن المجموعة «توسع نفوذها في ... مالي وبوركينا فاسو وفي أماكن أخرى».

كيف نجحت «فاغنر» في بناء عداء ضد الغرب في أفريقيا؟
تقول الوثائق إن المجموعة ساعدت الحكومة في جمهورية إفريقيا الوسطى لطرد المتمردين الذين كانوا يهددون العاصمة في عام 2020، ووفرت الأمن للرئيس فوستين أرشانج تواديرا، الذي يعمل مستشاره الأمني الروسي، فيتالي بيرفيلوف، موظفًا في فاغنر، وفقًا لوزارة الخارجية.

وذكرت جريدة لوموند الفرنسية في فبراير أن المسؤولين الأميركيين عرضوا على تواديرا صفقة على هامش القمة الأميركية الإفريقية في ديسمبر للانفصال عن «فاغنر»، مقابل التدريب العسكري الأميركي وزيادة المساعدات الإنسانية.

رداً على ذلك، اقترح برفيلوف حملة تضليل مناهضة لأميركا في وسائل الإعلام في جمهورية إفريقيا الوسطى ووسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا للوثائق، مدعيا أن واشنطن قدمت رشوة لوزراء الحكومة وحاولت نهب الموارد المعدنية لجمهورية إفريقيا الوسطى.

ونقلت «واشنطن بوست» عن محللين قولهم إن روسيا استفادت من العلاقات السوفيتية السابقة مع القادة الأفارقة، لكنها استغلت أيضًا انخراط الولايات المتحدة المتضائل في أفريقيا، لا سيما أثناء رئاسة ترامب، فضلاً عن رد الفعل العنيف المناهض لفرنسا على عمليتها لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل.

وسحبت فرنسا قواتها من مالي في عام 2021، عندما تحركت قوات «فاغنر»، وسحبت في ديسمبر آخر قواتها من جمهورية إفريقيا الوسطى. وفي فبراير أمرت بوركينا فاسو القوات الفرنسية بالمغادرة.

هنا تعلق الجريدة الأميركية بأن روسيا نجحت في تسميم وجهات النظر حول فرنسا في أفريقيا، خاصة أن «الساحل منطقة مقلقة للغاية ومتدهورة: وهي النقطة الساخنة العالمية لـ(الجهاد الإسلامي المتشدد) على مستوى العالم في الوقت الحالي، وليس الشرق الأوسط. ومن الواضح أن روسيا قد رأت فرصة».

ويتابع التقرير أن الدعاية الروسية المعادية للفرنسيين والغرب تلقى صدى لدى القادة الأفارقة، وغاضبة من الزلات الفرنسية في منطقة الساحل، والمتعبة من ضغط القادة الغربيين عليهم بشأن القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأردف: «ربما تكون أمريكا قد تعرضت لضربة لسمعتها فيما يتعلق بصحة ديمقراطيتها في السنوات الأخيرة، ولكن ليس فقط بسبب ترامب، ولكن بسبب الجمود في كونغرس والسياسات الفوضوية وبالطبع رفض ترامب لنتائج الانتخابات».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
النهر الصناعي: صيانة تسريب على خط آبار في غدامس
النهر الصناعي: صيانة تسريب على خط آبار في غدامس
حماد: نكثف الجهود للعثور على الدرسي ومعرفة ملابسات اختفائه
حماد: نكثف الجهود للعثور على الدرسي ومعرفة ملابسات اختفائه
وزير إيطالي سابق: لا يمكن اعتبار ليبيا ملاذا آمنا للمهاجرين
وزير إيطالي سابق: لا يمكن اعتبار ليبيا ملاذا آمنا للمهاجرين
«الكهرباء»: عودة التيار تدريجيا إلى بنغازي بعد شحن محطة الجلاء
«الكهرباء»: عودة التيار تدريجيا إلى بنغازي بعد شحن محطة الجلاء
حالة الطقس في ليبيا (السبت 18 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (السبت 18 مايو 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم