كشف التقرير الفصلي لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو»، أن تضخم أسعار المواد الغذائية استمر في الارتفاع عند مستويات عليا في معظم دول شمال أفريقيا، لكن ليبيا كانت الاستثناء الوحيد بسبب استمرار الدعم على السلع الاستهلاكية.
وأفادت «فاو» بأن وجود إعانات الدعم الليبي للسلع الاستهلاكية وعدد من المواد الغذائية الأساسية حال دون ارتفاع كبير في الأسعار خلال الفصل الأخير من العام الماضي، مقارنة مع دول تونس ومصر والجزائر والمغرب وموريتانيا.
وقدرت المنظمة الاحتياجات الإنسانية في ليبيا خلال العام 2023 بنحو 300 ألف شخص، أي أقل من 4% من السكان، وذلك انخفاضا من 800 ألف شخص (10% من السكان) في العام 2022.
إجمالي إنتاج الحبوب في شمال أفريقيا خلال 2022
فحسب «فاو»، بلغ إجمالي إنتاج الحبوب في شمال أفريقيا للعام 2022 نحو 33 مليون طن، أي أقل بنسبة 10% من متوسط السنوات الخمس السابقة للمنطقة. في حين كان محصول القمح هو الأكثر تضررا، حيث انخفض إلى 16.6 مليون طن، أي أقل بنسبة 20% من المتوسط.
- مواطنون في الجفرة يشتكون من ارتفاع أسعار السلع الغذائية قبل رمضان
- ارتفاع أسعار اللحوم والبيض في سرت
وقدرت منظمة «فاو» أن متطلبات استيراد الحبوب إجماليا في المنطقة ستبلغ 51 مليون طن في 2022-23، بزيادة قدرها 2% عن المتوسط من أجل التعويض عن انخفاض الإنتاج. وسيذهب جزء من هذه الواردات أيضا إلى احتياطيات الدول، للاستعداد بشكل أفضل لأي اضطرابات في الإمدادات مستقبلا.
ارتفاع أسعار المواد الغذائية
وكان لانخفاض إنتاج الحبوب تأثير طبيعي على أسعار المواد الغذائية في المنطقة، مع استمرار تضخم أسعار المواد الغذائية في الارتفاع عند مستويات عالية في معظم المنطقة. ففي المغرب، ارتفع معدل التضخم السنوي للغذاء إلى أكثر من 10% بحلول يونيو 2022، قبل أن يصل إلى مستوى قياسي 15.5% في ديسمبر من العام نفسه. وجاء معدل التضخم في المرتبة الثانية بعد مصر 48% بحلول يناير 2023.
ويرجع سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الآونة الأخيرة إلى تعطيل أزمتي أوكرانيا وقبلها «كورونا» الإنتاج العالمي وسلاسل التوريد. ويشير تقرير منظمة الأغذية والزراعة إلى أن التحسن الكبير في محاصيل الحبوب والقمح في العام 2023 لا يزال ممكنا في حالة تحسن الأحوال الجوية طوال بقية العام.
تعليقات