حصدت الألغام الأرضية والذخائر العنقودية أرواح أكثر من 400 ليبي، بينما تجاوز عدد المصابين ثلاثة آلاف شخص، على مدار 15 عاما، وفق مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية التابع للأمم المتحدة.
وأشار المرصد إلى وجود أكثر من 20 مليون لغم أو مخلفات متفجرة في ليبيا حسب المسح الأخير الذي نفذ في يناير الماضي، ولم يشمل جميع مناطق ليبيا، حسب تقرير جريدة «دويتشه فيله» الألمانية، أمس الأحد.
ورجح المرصد أن تتجاوز الحصيلة الحقيقية للضحايا العدد المذكور فيما تمثل قضية إزالة الألغام والذخائر غير المتفجرة تحديا كبيرا أمام الليبيين.
النساء يدخلن مجال إزالة الألغام
وأشارت «دويتشه فيله» إلى دخول ليبيات شابات مجال إزالة الألغام، بعدما حصلن في نوفمبر الماضي على دورة تدريبية مكثفة في العاصمة طرابلس لمدة شهرين.
وقالت إحدى المشاركات وتدعى أمل مصطفى، خريجة كلية الفنون، إن التدريب امتد إلى عدة مراحل، مضيفة أن المتدربات اللاتي يرتدين الخوذات الثقيلة وأجهزة الكشف عن المعادن جرى تعليمهن على كيفية تحديد أخطر المناطق التي يحتمل أن تحتوي على ألغام وأيضا كيفية إزالة هذه الألغام.
وقالت أمل، 29 عاما، إن عائلتها كانت قلقة حيال انخراطها في إزالة الألغام، لكنها شجعتها على المضي قدما في التدريب.
مواجهة الموت
فيما ترى أسيل الفرجاني، 28 عاما، أن عملها في نزع الألغام يعد «مواجهة مباشرة مع الموت»، مضيفة أنه لا مجال للخطأ «إذ لا تمنحك الألغام فرصة ثانية».
- منظمة بريطانية تعد خرائط بالألغام ومخلفات الحرب في طرابلس
- مع 298 ضحية خلال 3 أشهر.. تحذير أممي من استمرار خطر الألغام في ليبيا
- «هيومن رايتس» تدعو «الجنائية الدولية» للتحقيق في زرع «فاغنر» ألغاما بطرابلس
- «رايتس ووتش»: 130 شخصا قتلوا جراء الألغام في ليبيا خلال 11 شهرا
وأضافت في حديثها إلى «دويتشه فيله»، «يقولون إن عملي خطير وهذا صحيح، حيث إنه خطير بنسبة 1000%»، كما اتفقت مع هذا الرأي هدى خالد، 33 عاما، التي تعمل في مجال إزالة الألغام وهي عراقية تعيش في ليبيا، مضيفة أنها قد عاصرت بعينيها جحيم الألغام في بلادها.
تغيير الصورة النمطية لليبيات
ولكن مع المخاطر يأتي أيضا الشعور بالفخر كما تشعر فرح الغزالي، 30 عاما، التي لا تخفي سعادتها حيال قدرتها على «تحدي الصورة النمطية» للمرأة في ليبيا.
وقالت إن بإمكان المرأة القيام بمثل هذه المهام وبذل قصاري جهدها تماما كالرجل، مؤكدة «أعمل على تحسين قدراتي عن طريق الحصول على مزيد التدريب لتعزيز خبرتي، وأشعر بالسعادة لأني عملي يساعد الناس».
تعليقات