Atwasat

«ستارلينك» في ليبيا.. كيف سيُحدث إيلون ماسك ثورة الإنترنت بليبيا؟

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 06 مارس 2023, 08:14 مساء
WTV_Frequency

سلَّط تقرير حديث الضوء على دخول مشروع «ستارلينك» إلى ليبيا، مع توقعات بإحداث طفرة هائلة في الاتصال بالإنترنت بالبلد، حيث يوفر النظام القائم على الأقمار الصناعية، الذي أنشأته شركة «سبيس أكس» التي يملكها الملياردير الأميركي إيلون ماسك، سرعات وتغطية ووقت استجابة محسّن للأشخاص الذين يعيشون في جميع أنحاء البلاد.

ماذا يعني نظام «ستارلينك»؟
ويعتبر مشروع «ستارلينك» الفضائي بمثابة نظام إنترنت فائق السرعة تبناه إيلون ماسك، ويعتمد على الأقمار الصناعية لتوفير الوصول إلى خدمة الإنترنت في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية حول العالم.

وإرهاصات المشروع بدأت في سبتمبر 2022، عندما شاهد سكان المنطقة الغربية في ليبيا صورًا لأجسام مضيئة تسير في مسار واحد وسرعة منتظمة في سماء البلاد، وظنوا وقتها أنها رشقة صواريخ أطلقت من راجمة، لكنّ المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء قال إن هذه الأجسام عبارة عن أقمار صناعية لمشروع «ستارلينك».

وأشار تقرير نشره موقع «citylife»، اليوم الإثنين، إلى أن المشروع سيُحدث ثورة في وصول ليبيا إلى خدمات الإنترنت عالية الجودة، خاصة أنَّ حوالي 35% فقط من الليبيين حاليًا لديهم إمكانية الوصول إلى شبكات النطاق العريض، والتي يمكن أن تكون غير موثوقة بسبب عدم استقرار المصدر أو القيود التكنولوجية.

في المقابل، يمكن لـ«ستارلينك» حل هذه المشكلة، لأنه يوفر اتصالاً عالي السرعة عبر مساحة كبيرة دون الاعتماد على أي نقطة مفردة، مثل كابل تحت البحر أو محور شبكة محلية يتعرض لاضطراب من أحداث الطقس أو النزاعات العسكرية التي تحدث بشكل متكرر في المنطقة، وهو ما يعني أن المستخدمين ينبغي أن يتمتعوا بخدمة مستويات متسقة بغض النظر عن موقعهم داخل ليبيا.

- انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في بني وليد
- «ليبيا للاتصالات» تعلن تعرضها لهجمات إلكترونية وتطمئن عملاءها على بياناتهم
- الشركة القابضة للاتصالات: عطل يؤثر على حركة الإنترنت في ليبيا

ويقدم النظام أيضًا معدلات زمن انتقال منخفضة، مقارنة بالخيارات الأخرى المتاحة؛ مما يعني أن المستخدمين لن يواجهوا تأخيرات أثناء بث المحتوى عبر الإنترنت، أو اللعب بشكل تفاعلي مع الأصدقاء في أي مكان آخر في العالم، أو الوصول إلى تطبيقات الأعمال عبر دول مختلفة بشكل آمن وسريع.

وبالنظر إلى أن البيانات مرسلة عبر الأقمار الصناعية بدلاً من الكابلات الأرضية، فإن فرص التداخل من المصادر الخارجية أقل، مما يضمن تمتع المستخدم بخدمات غير منقطعة في جميع الأوقات، كما أن الأبراج الخلوية تحتاج إلى صيانة مكلفة للحفاظ بانتظام على قوة الإشارة، لكن تقنية «ستارلينك» تعتني بنفسها، وتوفر اتصالاً موثوقًا به بغض النظر عن موقع المنطقة، مما يضمن حصول كل مواطن ليبي على أقصى استفادة من هذا الحل المبتكر، بحسب تقرير «citylife».

ومع زيادة الأمان الذي توفره تقنيات التشفير المستخدمة في عمليات الإرسال بين نقاط النهاية، سيكون هناك حماية أكبر ضد مجرمي الإنترنت الذين يخترقون الاتصالات وبث معلومات حساسة بشكل غير قانوني؛ وهو ما يوفر حماية للبيانات عند استخدام هذه الأنظمة الجديدة، مما يتيح لها استكشاف الفرص وفتح العديد من الاحتمالات الأخرى للأجيال القادمة دون القلق بشأن نقص الموارد لدعم النمو والتنمية لاقتصاد الدولة ودخول عصر المنافسة على المستوى العالمي.

فوائد نظام «ستارلينك» في ليبيا
من المقرر أن تستفيد ليبيا من زمن الانتقال المنخفض لبرنامج «ستارلينك»، حيث يعد نظام الإنترنت القائم على الأقمار الصناعية بتحسين الوصول والموثوقية لجميع المستخدمين.

وأشار التقرير إلى معاناة قطاع الاتصالات في ليبيا السنوات الأخيرة؛ بسبب الاستثمار المحدود في البنية التحتية، وهو ما أدى إلى سرعات اتصال بطيئة ومستويات عالية من التأخير أو زمن الوصول، وهي مشكلة تؤثر بشدة على المناطق النائية. ومع اعتماد العديد من المستخدمين بشكل كبير على الخدمات عبر الإنترنت وسط جائحة كورونا، فإن هذا النقص في الوصول له تأثير كبير على حياتهم الرقمية، وكذلك على سبل عيشهم.

لذلك يلفت التقرير الانتباه إلى أن كل هذه العقبات ستتغير مع خدمة «ستارلينك» الجديدة، والتي توفر نطاقًا عريضًا بزمن انتقال منخفض للغاية عبر كوكبة من الأقمار الصناعية التي تدور في مدارات بسرعات تصل إلى (1 جيجابت في الثانية)، وهو ما يعني تقليل التخزين المؤقت عند بث مقاطع الفيديو أو أوقات الاستجابة شبه الفورية عند ممارسة الألعاب عبر الإنترنت، وهو أمر سيرحب به محبو ألعاب الفيديو في جميع أنحاء ليبيا الذين اضطروا سابقًا إلى استخدام اتصالات دون المستوى المطلوب بسبب نقص الخيارات المتاحة في بعض أجزاء البلاد.

وتوفر التقنية الجديدة توصيل المستخدمين مباشرة بالخوادم العالمية دون الحاجة إلى توجيههم عبر بلدان أخرى؛ مما يعني عدم وجود تأخيرات متساوية بدرجة أكبر من الموثوقية، حتى أثناء الانقطاعات في أماكن أخرى على الخطوط الأرضية أو أنظمة الهاتف المحمول، مما يجعلها مثالية لتطبيقات التخطيط لاستمرارية الأعمال، وكذلك الاستخدام اليومي.

لكن، رغم ذلك، يشير التقرير إلى المخاوف بشأن خطط التسعير التي يتم توفيرها محليًا، فإن وعد «ستارلينك» يمثل فرصة حقيقية لليبيين الذين يعيشون خارج المدن الكبرى، حيث لا يزال من الصعب الحصول على خدمات إنترنت عالية الجودة، وفي حال نجحت فقد تمهد الطريق لمشاريع مماثلة في جميع أنحاء أفريقيا بتوفير حلول اتصال حيوية في الأماكن التي عانت في السابق ومرتبطة بشبكات الاتصالات التقليدية.

التأثير المحتمل لـ«ستارلينك» على التعليم في ليبيا
وأوضح التقرير أن ثمة تأثير إيجابي كبير لـ«ستارلينك» في ليبيا التي تواجه حاليًا عجزًا خطيرًا في البنية التحتية والخدمات بسبب الصراع المستمر، حيث تهدف التقنية الجديدة إلى توفير اتصال موثوق بالإنترنت عالي السرعة بتكلفة منخفضة وهو أمر يفتقر إليه الكثير من الليبيين اليوم، وهو ما يساعد على المدى البعيد نظام التعليم، من خلال إتاحة فرص أكبر أمام الطلاب للبحث والتعاون، بينما سيستفيد المعلمون أيضًا من قنوات الاتصال المحسّنة بينهم وبين عائلات طلابهم.

علاوة على ذلك، فإن زيادة سعة النطاق العريض ستمكّن المدارس من استخدام مواد التعلم عبر الإنترنت بشكل أكثر فاعلية من السابق، مما يسمح للطلاب في المناطق الريفية أو غير القادرين على الذهاب إلى المدرسة بانتظام بسبب النزوح أو عوامل أخرى، مشاركة أكبر في دراستهم حتى لو لم يكونوا موجودين فعليًا في الفصول الدراسية، بالإضافة إلى السماح للمؤسسات التعليمية مثل الجامعات بطرق أكثر فاعلية لمشاركة مواد المحاضرات بين مواقع متعددة عبر مدن مختلفة في جميع أنحاء ليبيا دون المعاناة من سرعات الاتصال البطيئة التي يمكن أن تعوق الإنتاجية عند نقل الملفات الكبيرة عبر الشبكات الحالية.

وأشار التقرير إلى عنصر إيجابي آخر، وهو أن تبنّي التقنيات الرقمية على نطاق واسع داخل البيئات التعليمية الليبية سيؤدي إلى فتح إمكانيات جديدة حول جمع البيانات، مما قد يؤدي إلى تحسينات في تصميم المناهج الدراسية، استنادًا إلى الأدلة التي جرى جمعها من خلال أشكال مختلفة من برامج تتبع التقييم المستخدمة بالفعل في أماكن أخرى حول العالم، وبالتالي تحسين نتائج التعليم داخل ليبيا، على الرغم من استمرار المخاوف بشأن القدرة على تحمل التكاليف على المدى الطويل نظرًا للقيود الاقتصادية الحالية الناجمة عن استمرار الصراع.

 الذكاء الاصطناعي.. وتقييم الآثار الأمنية
ويقول التقرير إن الحكومة الليبية والقطاع الخاص يتجهون بشكل متزايد إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي، على غرار التقنيات التي يوفرها نظام «ستارلينك»، لدفع النمو الاقتصادي، لكنه يشير إلى ضرورة معالجة التداعيات الأمنية لشبكة الأقمار الصناعية عالية السرعة قبل اعتماد التكنولوجيا.

على وجه التحديد، يقترح التقرير ضرورة تقييم آثار التقنية الجديدة ةعلى المستوى الأمني بدقة أولاً، من خلال فهم كيفية نقل البيانات من أجزاء مختلفة من طرابلس في ظل هذا النظام الجديد، وما إذا كان المستخدمون سيظلون مجهولين عند الاتصال عبر الإنترنت عبر أقمار ستارلينك الصناعية، وهما نقطتان تتطلبان تحقيقًا مفصلاً قبل اتخاذ أي قرار بشأن التنفيذ على نطاق واسع ضمن العاصمة الليبية.

كما يلفت التقرير الانتباه إلى الحاجة لمراعاة الضمانات الضرورية المتعلقة بتدابير الوقاية من الجرائم الإلكترونية ضد الأنشطة الضارة التي يتم تمكينها عبر شبكات الأقمار الصناعية عالية السرعة، بما في ذلك محاولات القرصنة من القوى الخارجية التي تبحث عن نقاط الضعف أو نقاط غير محصنة داخل شبكات الكمبيوتر غير الآمنة أو الأنظمة المتصلة باستخدام هذه التكنولوجيا، بالإضافة إلى فحص كيفية ضمان السلطات الليبية الامتثال للوائح الفيدرالية عند مراقبة الاتصالات عبر هذه الأنظمة، بالإضافة إلى تحديد سيناريوهات المخاطر المحتملة المرتبطة بالتقدم التكنولوجي السريع دون تنفيذ آليات الحوكمة المناسبة مسبقًا.

ويستخلص التقرير في النهاية أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تحمل وعودًا كبيرة لتحفيز التنمية في جميع القطاعات في جميع أنحاء المجتمع الليبي، لا سيما بالنظر إلى قيود البنية التحتية الحالية، لكن الأمر يحتاج بذل المزيد من المجهود، فيما يتعلق بتقييم مخاطر الأمن السيبراني المرتبط بها أثناء العمل في ظل مستوى عالٍ، وهو الأمر الجاري مناقشته حاليًا خلف الأبواب المغلقة بين أصحاب المصلحة الرئيسيين في الصناعة الذين لديهم خبرة مباشرة فيما يتعلق بهذه الأمور المطروحة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«هنا ليبيا»: استثمار نفطى صيني في طبرق.. وتواصل إعمار درنة
«هنا ليبيا»: استثمار نفطى صيني في طبرق.. وتواصل إعمار درنة
«استئناف العملية السياسية» محور محادثات تكالة والسفير الفرنسي
«استئناف العملية السياسية» محور محادثات تكالة والسفير الفرنسي
عقيلة يطالب البرلمان العربي بتوجيه رسالة لمجلس الأمن بشأن غزة (فيديو)
عقيلة يطالب البرلمان العربي بتوجيه رسالة لمجلس الأمن بشأن غزة ...
اتحاد نقابات العمال يدعو إلى وقفة أمام «القيادة العامة» في 1 مايو
اتحاد نقابات العمال يدعو إلى وقفة أمام «القيادة العامة» في 1 مايو
هذا المساء: إثيوبيا بعد السودان.. هل أصبح الدبيبة لاعبا إقليميا بالوكالة؟
هذا المساء: إثيوبيا بعد السودان.. هل أصبح الدبيبة لاعبا إقليميا ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم