يهدد التحاق سبع دول أفريقية بسوق إنتاج الغاز، مرتبة ليبيا من حيث توفير الأحجام الموجهة للتصدير والاحتياطي التي ظلت محافظة عليها منذ سبعينيات القرن الماضي.

وتكشف مؤسسة «غلوبال إنرجي مونيتور» الدولية، في تقرير لها نُشِر الشهر الجاري، هيمنة نيجيريا وليبيا ومصر والجزائر تاريخيًا على أكثر احتياطيات وإنتاج الغاز المؤكدة؛ إذ شكَّلت الدول الأربع 78% من احتياطيات الغاز في أفريقيا في العام 2021، نقلًا عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

الدول الوافدة إلى سوق الغاز الأفريقية
لكن مع ذلك فقد أظهرت بيانات «غلوبال إنرجي مونيتور» الواردة في برنامج تعقب النفط والغاز العالمي أن هذه المكانة قد تتغير لصالح دول أفريقية أخرى، مؤكدة أن 84% من الاحتياطيات الجديدة في مرحلة ما قبل الإنتاج تقع في الدول الوافدة حديثًا إلى سوق الغاز الأفريقية. ومن هذه الدول المذكورة موزمبيق والسنغال وتنزانيا وموريتانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا والمغرب.

وبينما ليبيا والجزائر ونيجيريا ومصر ستواصل الاستمرار في لعب دور كبير في إنتاج الغاز في أفريقيا، سوف يطالب الوافدون الجدد بالسوق بزيادة الحصة السوقية. ومع ذلك، فإن العديد من المشاريع لا تزال قيد التطوير؛ حيث ترتبط حقول استخراج الغاز ارتباطًا صريحًا بالاستثمار في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال.

- في كلمته بملتقى النفط والغاز.. الدبيبة يدعو الشركات العالمية لإعادة نشاطها في ليبيا
- الدبيبة: التأخير في تنفيذ اتفاقية الغاز يحول ليبيا من دولة مصدرة إلى مستوردة
- الدبيبة: اتفاقية الغاز جاءت بعد مفاوضات ماراثونية راعت مصلحة ليبيا

ويؤكد التقرير الدولي أن ليبيا باحتياطي يقدر بـ02% في قارة أفريقيا إلى جانب الجزائر يعدان الأكثر ثباتًا من حيث احتياطيات وإنتاج الغاز.

احتياطيات الغاز في أفريقيا
ويبلغ إجمالي الاحتياطيات الجديدة في أفريقيا أكثر من 5137.5 مليار متر مكعب، مع انبعاثات محتملة تعادل حوالي 11.9 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، مع مواجهة الإنتاج من العديد من هذه الحقول معارضة بسبب التأثيرات المحتملة في النظم البيئية والمجتمعات المحلية.

ومن المتوقع أن تدفع موزمبيق وموريتانيا وتنزانيا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا أحجام تطوير الغاز على المدى القريب؛ إذ ستمثل أكثر من نصف إنتاج الغاز في أفريقيا بحلول العام 2038. في حين يرجح أن تقود الجزائر ونيجيريا معظم أحجام صادرات الغاز في أفريقيا في المدة من 2022 إلى 2025، مع أحجام صادرات إضافية من غينيا الاستوائية ومصر وموزمبيق والسنغال وموريتانيا. وبحسب التقرير في حال السماح لخطط الصناعة لهذه الموجة من مشروعات حقول الغاز الجديدة بالمضي قدمًا، فمن المتوقع أن يرتفع إنتاج الغاز في أفريقيا بمقدار الثلث بحلول العام 2030.

دوافع تهافت الشركات الغربية إلى الاستكشافات في أفريقيا
ومن الدوافع الرئيسية لتهافت الشركات المتعددة الجنسيات والدول الأوروبية إلى الاستكشاف بأفريقيا هو بحث الاتحاد الأوروبي عن مصادر متنوعة للغاز خارج روسيا على ضوء تداعيات الحرب الأوكرانية. وذكرت «غلوبال إنرجي مونيتور» أن الشركات التي يقع مقرها الرئيسي في أوروبا تمتلك غالبية احتياطيات حقول الغاز الجديدة في أفريقيا لكن باستثناء شركة «سوناطراك» الجزائرية المملوكة للدولة، وشركة النفط الوطنية في موزمبيق «إمبريسا ناشيونال دي هيدروكربونيتوس»، هي الشركات الأفريقية الوحيدة من بين الشركات الـ10الأولى من حيث الحجم الاحتياطي لحقول الغاز الجديدة في القارة.

كما تعد شركتا النفط «بي بي» البريطانية و«توتال إنرجي» الفرنسية أكبر مطورتين لاحتياطيات الغاز الجديدة في أفريقيا. ففي العام 2021، جاء 25% من إنتاج «توتال إنرجي» من الهيدروكربونات من أفريقيا.