دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السلطات الليبية لضمان إجراء «تحقيق سريع ومستقل وشفاف» في واقعة العثور على جثث متفحمة لـ15 مهاجرًا في صبراتة الجمعة، وتقديم جميع الجناة إلى العدالة، ووصفت الواقعة بأنها عملية «قتل شنيعة».

وقالت البعثة، في تغريدات على حسابها الرسمي بموقع «تويتر»، إن الهجوم «تذكير صارخ بضعف الحماية» التي يعاني منها المهاجرون وطالبو اللجوء في ليبيا، و«الانتهاكات الواسعة» لحقوق الإنسان التي ترتكبها شبكات تهريب قوية وإجرامية «تحتاج إلى وقف سريع ومقاضاة».

وأوضحت أنه «ورد أن عملية القتل نتجت عن اشتباكات مسلحة بين المتاجرين بالبشر المتنافسين».

جثث متفحمة ومشاهد مروعة على شواطئ صبراتة
ويوم الجمعة، انتشل متطوعون من جمعية الهلال الأحمر فرع صبراتة 15 جثة متفحمة كانت على متن وبجوار قارب، إثر تلقيها بلاغًا بالخصوص من قبل السلطات المحلية في المدينة، على ما أعلن فرع الجمعية عبر صفحته على «فيسبوك».

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الليبية فيديو وصورًا لجثث متفحمة قالوا إنها على شاطئ صبراتة، وأخرى لقارب لحظة احتراقه، حيث ظهر الدخان وهو يتصاعد منه، كما نشروا صورًا أخرى لبقاياه بعد احتراقه، وللجثث وهي مرمية على الشاطئ ومحترقة بنسبة كبيرة.

- «أهالي صبراتة» يطالبون بملاحقة مرتكبي حادث «جثث المهاجرين المتفحمة»
- «مجزرة مزدة» تجدد آلام المهاجرين وتثير تساؤلات حول الإفلات من العقاب
- الأمم المتحدة تحقق في تقارير عن مقابر جماعية لمهاجرين في بني وليد

فيما أشارت إحدى الروايات إلى أن الجثث لمهاجرين غير شرعيين قتلوا بالرصاص بسبب خلاف بين تاجرين اثنين من مهربي البشر، ما أدى إلى قيام أحدهما بإطلاق النار عليهم، ثم أضرم النار في القارب الذي كانوا على متنه ليحترقوا جميعًا.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني في صبراتة - لم تسمه - القول: إن الجثث لمهاجرين حوصروا وسط نزاع بين مجموعتين متخاصمتين من مهربي البشر في المدينة.

مذبحة للمهاجرين في «مزدة»
هذه لم تكن الواقعة الأولى ضد المهاجرين، ففي مايو 2020، قتل 30 مهاجرا غير شرعي وأصيب 11 في عملية «انتقامية» بمنطقة مزدة، بحسب وزارة الداخلية بحكومة الوفاق الوطني.

وأوضحت الوزارة حينها أن الجريمة جاءت «كرد فعل انتقامي على مقتل المواطن (ي م ع ب ا)، مواليد 1990 ومقيم بمنطقة مزدة، والمشتبه في ضلوعه بالاتجار بالبشر، من قبل مهاجرين غير شرعيين أثناء قيامه بعملية تهريبهم»، لافتة إلى أن «أهالي المجني عليه، كرد فعل انتقامي على مقتله، قاموا بقتل 26 شخصًا من الجنسية البنغالية وأربعة أشخاص أفارقة، وإصابة 11 شخصًا مهاجرًا إصابات متفاوتة نقلوا على أثرها لمستشفى الزنتان لتلقي العلاج».

مقابر جماعية لمهاجرين في بني وليد
وفي مارس الماضي، قال التقرير المرحلي والتكميلي للبعثة المستقلة لتقصي الحقائق في ليبيا، إن محققين تابعين للأمم المتحدة يحققون في تقارير أفادت بوجود «مقابر جماعية» يعتقد أنها تضم جثامين مهاجرين في ليبيا خاصة في بني وليد، وتضمن أيضًا «توثيقًا لحالات اغتصاب وقتل وتعذيب».

ونقلت البعثة عن مهاجرين قولهم إن هناك «مقابر جماعية» في مدينة بني وليد، وشهد أحدهم بأنه دفن ثلاثة في إحداها بنفسه.

ولم يذكر التقرير عدد الجثامين التي قد تحتويها تلك المقابر، لكن عضو البعثة تشالوكا بياني قال إن خبيرًا جنائيًا عُيِّن حديثًا سيحاول إجراء مزيد التحقيقات.