خلصت دراسة أجرتها مجلة طبية أميركية إلى غموض أسباب نقص «فيتامين دي» بين سكان المنطقة الجنوبية من ليبيا، خصوصا النساء في سن الإنجاب بوادي عتبة. 

وتعد أشعة الشمس مصدرا أساسيا لفيتامين «د»، الذي ينتشر نقصه على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وهو السبب في مشاكل صحية مختلفة لها أعباء مالية وعقلية وجسدية خطيرة. وفي ليبيا، كشفت عديد الدراسات ارتفاع معدل هذا النقص.

لكن الوضع الدقيق لنقص الفيتامين في المنطقة الجنوبية من ليبيا لا يزال غير واضح وفق المجلة الطبية «كيوريوس» في دراسة نشرت نتائجها أمس الأحد، والتي بينت أن نقصه يرتبط بأمراض المناعة الذاتية وأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان.

- الدوامة مستمرة.. الجنوب الليبي يسجل 10 إصابات جديدة بـ«لدغات العقارب» 
- وفد من الجنوب الليبي يطلع البعثة الأممية على مطالبهم التنموية والسياسية
- مركز مكافحة الأمراض يرسل شحنة مستلزمات طبية إلى بنت بية

وأوضحت المجلة أن الهدف من هذه الدراسة هو التحقق من وتيرة نقص الكالسيوم وحالة الكالسيوم بين الإناث في سن الإنجاب بوادي عتبة التي تتكون من تسع قرى تقع في جنوب غرب ليبيا حوالي (180 كلم جنوب سبها ثالث أكبر مدينة في ليبيا) بمجموع سكانها البالغ حوالي 22 ألف نسمة.

622 عينة نسائية الجنوب الليبي
وحسب الدراسة، جرى جمع 622 عينة من ليبيات تتراوح أعمارهن بين 20 و40 عاما في قسم الطب بمستشفى تساوة الريفي والعيادات الخاصة خلال السنوات الخمس الماضية (بين يناير 2017 وديسمبر 2021) وذلك بسبب مواجهتهن مشكلات صحية مختلفة.

وخلصت نتائج الدراسة إلى وجود الفيتامين «د» لدى 489 أنثى دون المستوى الأمثل مقابل 133 شخصا فقط في المستويات الطبيعية. وفيما يتعلق بمستويات الكالسيوم كان لدى 31% أقل من المعدل الطبيعي، و68% كان معدله طبيعي، و1% فقط أظهر مستويات عالية.

واستنتج الباحثون أن نقص الفيتامين «د» أصبح حالة منتشرة في المنطقة الجنوبية من ليبيا. لذلك، أوصوا بإجراء تغييرات في نمط الحياة، بما في ذلك تمديد وقت التعرض لأشعة الشمس ليكون على سبيل المثال بين الساعة 10 صباحا و3 مساء يوميا لمدة 5-15 دقيقة.

فيتامين «د» والكالسيوم في الجسم
ولا توصي الدراسة السيدات المسلمات بخلع حجابهن، لكن تنصحهن بمحاولة إيجاد سبل لتعريض أيديهن وأذرعهن وأرجلهن ووجوههن لأشعة الشمس. إضافة إلى تناول الأطعمة والمشروبات المحتوية على هذا النوع من الفيتامين وأخذ جرعات تكميلية منه.

يشار إلى فيتامين «د» ضروري للحفاظ على مستوى الكالسيوم وبنية العظام في الجسم، فمن المعروف أن نقص الفيتامين د يسبب الكساح عند الأطفال وتليّن العظام عند البالغين.

ونبهت دراسة حديثة إلى أن رفع مستويات فيتامين «د» منع تفاقم عديد الأمراض المزمنة والالتهابية، مثل داء السكري من النوع الثاني ومرض الزهايمر، وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. كما أدى إلى خفض معدل الوفيات بنسبة 11% في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، كما لوحظ زيادة في متوسط العمر المتوقع لمدة عامين.

ومن بين العوامل التي تسهم في نقص هذا الفيتامين السمنة والسلوك الغذائي في ليبيا إذ معظم الأطعمة والمشروبات الموجودة في السوق ليست من الأطعمة المدعومة بهذا الفيتامين، كما أفاد الباحثون بأن مكمل «أوميغا 3» وزيت كبد سمك له قدرة وقائية.