قال وزير الخارجية المصري الأسبق نبيل فهمي إن المجتمع الدولي لن يكون في المستقبل القريب ساعيُا لدعم المسار (السياسي) الليبي، ولن يكون أمام الليبيين غير التفاهم بين بعضهم البعض، ووضع المصلحة الوطنية في المقام الأول. إذا أرادوا تجنب المزيد من التفكك والانقسام وسفك الدماء وإهدار الخيرات.

وفي مقالة نشرها على موقع «إندبندنت عربية»، أمس الإثنين، دلّل فهمي على ذلك بالإشارة إلى ارتفاع حدة التوتر بين روسيا والمجتمع الغربي حول الحرب على أوكرانيا، الأمر الذي سوف يصعب من تعاونهما في الساحة الليبية.

وأضاف وزير الخارجية المصري الأسبق أن المناخ الدولي يجعل الدول الأوروبية المتنافسة في ليبيا تعطيها «أولوية متأخرة»، متوقعًا أن تتأخر كافة الجهود بما في ذلك جهود الأمم المتحدة، مشيرًا إلى معارضة روسيا أي محاولة من الأمين العام الأمم المتحدة لتعيين مبعوث لليبيا أو حتى تثبيت وضع ستيفاني وليامز الأميركية الجنسية والقائمة بأعمال هذه الوظيفة حاليًا.

فهمي: ليبيا تمر بحالة سياسية وأمنية فريدة
وتحدث فهمي عن أن ليبيا تمر بحالة سياسية وأمنية فريدة «من مركزية شديدة إلى انفكاك كامل، ومن غياب كامل للعمل السياسي إلى تعدد التيارات، ومن سلطة أمنية واحدة ومرتبطة بالجهاز الرئاسي إلى تعدد السلطات الأمنية والميليشيات، ومن تعامل دولي وإقليمي مع ليبيا عن بُعد إلى تعدد قوى متنافرة على الأرض، كرد فعل أو مستغلة التفكك الليبي».

وتساءل «هل هناك بوادر للتغيير، للخروج من هذه المعادلة، واتخاذ خطوات نحو بدء مسار سياسي في ليبيا، يخلق مؤسسات فاعلة ويمهد لعقد الانتخابات الرئاسية والانتهاء من الترتيبات السياسية، حتى تستقر أوضاع الشعب الليبي الشقيق؟».

ليعود ويجيب قائلًا: «هناك مؤشرات إيجابية للاطمئنان أن ليبيا شرعت في طريق الاستقرار، حتى مع ظهور بعض المؤشرات التي تعكس تدرجًا في تنامي الواقعية السياسية الليبية في بعض المجالات والقطاعات، والتي قد تكون مؤشرًا لولادة عسيرة لعملية سياسية ليبية».

اختتام اجتماعات المسار الدستوري في القاهرة
واستضافت العاصمة المصرية القاهرة، على مدار ستة أيام، اجتماعات لجنة المسار الدستوري المكونة من أعضاء بمجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، والتي اختتمت أمس الإثنين.

وقالت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا، ستيفاني وليامز، في البيان الختامي: «إنه على مدار أسبوع جرت المشاورات بين أعضاء اللجنة في أجواء توافقية، مع مناقشة عدد من القضايا بما فيها الاتفاق على اللائحة الداخلية المنظمة لعمل اللجنة»، مشيرة إلى الاتفاق على استمرار اللقاءات عقب عيد الفطر لاستكمال المشاورات.

- اختتام اجتماعات لجنة المسار الدستوري في القاهرة
- بليحق: مؤشرات حول حصر النقاط الخلافية بين «النواب» و«الدولة» خلال اجتماع القاهرة
- مجلس النواب: استئناف اجتماعات المسار الدستوري عقب عيد الفطر

وخلال الاجتماعات، قدم فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة إيضاخات فنية حول جملة من القضايا الدستورية المهمة، مستشهدين بتجارب عدد من الدول في المنطقة والعالم في هذا السياق، وفق البيان.

وأضاف أن الاجتماعات تأتي في إطار المساعي الأممية لتلبية طموح الشعب الليبي في إنهاء المراحل الانتقالية المتعاقبة، عبر انتخابات تستند إلى إطار دستوري سليم، وبمدد زمنية محددة.