Atwasat

ورقة بحثية: روسيا تكثف تواجدها في ليبيا وأفريقيا للتغلب على العقوبات الغربية

القاهرة - بوابة الوسط السبت 26 مارس 2022, 06:14 مساء
WTV_Frequency

سلطت ورقة بحثية غربية الضوء على محاولات روسيا للسيطرة على القارة الأفريقية بما في ذلك ليبيا ودول الساحل، وهو الأمر الذي «قد يكون مفيدًا لموسكو بالتزامن مع العقوبات الغربية المفروضة عليها نتيجة حربها ضد أوكرانيا».

وجاء في الورقة البحثية الصادرة عن معهد «توني بلير للتغيير العالمي» أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى إلى تأكيد وجهة نظره حول مصالح روسيا خارج حدود البلاد، مشيرة إلى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2 مارس الجاري بشأن إدانة الحرب الروسية، إذ شهدت موقفًا قويًّا من 17 دولة صوتت ضد، أو امتنعت عن إدانة تصرفات روسيا في أوكرانيا؛ «فيما يظهر أن الدعم الأفريقي لكل من المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة ليس أمرًا مسلمًا به».

قارة الفرص.. لماذا تهتم موسكو بأفريقيا؟
وقبل انعقاد القمة الروسية-الأفريقية للعام 2019 في سوتشي، أقر بوتين بمصالح بلاده في أفريقيا التي سماها «قارة الفرص»، لكنه شدد على رغبة روسيا في تجنب المشاركة في تقسيم جديد لثروة القارة.

وظهر تفسيران مختلفان شائعان لشرح اهتمام روسيا المتزايد بأفريقيا، وفق الورقة البحثية. فالتفسير الأول يقول إن روسيا عازمة على إحياء روابط الحقبة السوفياتية القديمة مع القارة لاستخراج الموارد مقابل المساعدة الأمنية «وهي استراتيجية مفيدة للطرفين، لكنها انتهازية وستكون قصيرة الأمد وذات طابع عملي ، ولكنها قد تنتج مزيد الحلفاء على المسرح الدولي».

ويشير التفسير البديل إلى أن بوتين يعتبر أفريقيا ما يسمى بالحدود الثانية ، بعد أوروبا الشرقية، لتطويق أوروبا الغربية. ويرى مؤيدو هذه الحجة أن روسيا تسعى لتحقيق هذا الهدف من خلال: «تعزيز عدم الاستقرار، وتعطيل الانتخابات، وتصدير الأسلحة، وربما تأجيج سياسات الهجرة».

وثائقي حول دور الروس في ليبيا يخرج «طباخ بوتين» عن صمته
روسيا تستعجل تعيين مبعوث أممي في ليبيا وفق «حلول مقبولة»
لودريان: تدخل روسيا في ليبيا لا يمنع فرنسا من التواصل معها
محادثات روسية - أفريقية بشأن الملف الليبي

ويرى المعهد أن بوتين لديه «طموحات إمبريالية في القارة السمراء، وهو ما بدا في الاتساق الاستراتيجي لروسيا خلال السنوات العشر الماضية وتردد الغرب المتزايد في الالتزام بالمساعدة العسكرية الخارجية خلال الفترة ذاتها».

لا تستغل روسيا نقاط الضعف في القارة فحسب، بل تستغل أيضًا تدني الثقة في الإصلاحات الديمقراطية الليبرالية في بعض البلدان الأفريقية، إذ يتم توجيه القادة للتعامل مع التهديدات الأمنية الحادة والمتصاعدة، بحسب الورقة.

ما هي أدوات روسيا في القارة السمراء؟
ويرى المعهد أن روسيا اكتسبت شهرة في أفريقيا لاستخدامها «أدوات غير رسمية وغير متكافئة وخارجة عن القانون. وتشمل هذه الأدوات المتعاقدين العسكريين الخاصين، وتكنولوجيا المعلومات المضللة وتضمين استراتيجيي الكرملين».

واعتبر أن أساليب التأثير هذه منخفضة التكلفة نسبيًّا وتتجنب أي حاجة للحفاظ على الشراكات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية التقليدية مع الدول الأفريقية مع منح الكرملين الإنكار المعقول إزاء هذه الأدوات.

وتابع: «إنه سيناريو يربح فيه الجميع بالنسبة لروسيا ، لكن هناك بالفعل إشارات تحذير كثيرة تشير إلى أن مثل هذه التكتيكات لها آثار اجتماعية وسياسية مدمرة، بينما تنتهك القانون الدولي؛ وفيما تسعى روسيا إلى تحقيق أهداف استراتيجية ضيقة في أفريقيا تعيق استقرار القارة وتقدمها على المدى الطويل، تعتمد سياسة الولايات المتحدة وأوروبا والصين في المنطقة على بناء دول قوية ومستقرة وآمنة ومزدهرة».

وتشدد الورقة البحثية على أن توسع النفوذ الروسي في إفريقيا يهدد أيضًا استقرار أوروبا، كما يؤدي إلى تغذية سوق الأسلحة المتنامية باستمرار ، الأمر الذي قد يكون مفيدًا لروسيا في التغلب على عقوبات الغرب.

نفوذ موسكو يمتد للموانئ في الشرق الأوسط 
وحسب المعهد، فإن روسيا أكدت نفوذها في منطقتين رئيسيتين للصراع في القارة هما ليبيا (بشكل غير منضبط) ومنطقة الساحل، وكذلك في موانئ الشرق الأوسط ، بما في ذلك ميناء طرطوس السوري، ما يمنح موسكو موقفًا أقوى يمكن من خلاله تعطيل التحركات البحرية لحلف الناتو خلال أوقات الأزمات.

وأشارت إلى سعي موسكو إلى «تأمين الوصول إلى الموانئ في أفريقيا على طول البحر الأحمر عبر بورتسودان مع احتمالات تأمين الوصول إلى ميناء طبرق، ما يجعلها في وضع يمكنها من تعطيل المرور البحري والملاحي على طول وسط وشرق البحر الأبيض المتوسط ، وإنشاء مطارات ساحلية التي من شأنه أن يجعل العبور العالمي للطائرات الروسية، بما في ذلك الطائرات المضادة للغواصات، ممكنًا. مع تأثير أكبر في ليبيا ومنطقة الساحل، كما اكتسبت روسيا أيضًا إمكانية الوصول إلى طريقين رئيسيين للهجرة والاتجار بالبشر في إفريقيا».

ودعا المعهد دول الغرب إلى إظهار التزامها الكامل تجاه القادة الأفارقة الآن «حيث تبحث القارة عن شركاء يمكن الاعتماد عليهم يمكنهم مساعدتها في الوصول إلى إمكاناتها وتلبية احتياجاتها».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انتشال رفات بشرية من موقع شركة عاملة في درنة
انتشال رفات بشرية من موقع شركة عاملة في درنة
عبر مشروعات مشتركة.. اهتمام إيطالي بالمعادن الاستراتيچية في ليبيا
عبر مشروعات مشتركة.. اهتمام إيطالي بالمعادن الاستراتيچية في ليبيا
«اقتصاد بلس» يناقش: هل يُجرى إنشاء مصفاة روسية شرق ليبيا؟
«اقتصاد بلس» يناقش: هل يُجرى إنشاء مصفاة روسية شرق ليبيا؟
الشهوبي يبحث توسيع عودة الرحلات الدولية إلى ليبيا
الشهوبي يبحث توسيع عودة الرحلات الدولية إلى ليبيا
شاهد في «وسط الخبر»: الدبيبة يعيد ملف الخصخصة للواجهة
شاهد في «وسط الخبر»: الدبيبة يعيد ملف الخصخصة للواجهة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم