أعرب الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو، عن أسفه لـ«تشتت» المبادرات حول الملف الليبي، فضلا عن «الافتقار الملحوظ» للتنسيق، إلى جانب المحاولات المتشبثة لـ«تهميش أفريقيا»، في الملف.

وفي كلمته خلال اجتماع قادة المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا في العاصمة برازافيل، عبر نغيسو عن أسفه لـ«تخاذل المجتمع الدولي» حيال الدعوات المتواصلة، التي وجهها سابقا الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي، «من أجل حل دائم للأزمة الليبية»، بعدما أدت بآثارها المتعددة إلى زعزعة استقرار جميع دول الساحل، وفق ما نقلت، السبت، وكالة أنباء أفريقيا الوسطى.

وعقد مقارنة بين التطورات في تشاد والوضع في ليبيا، حيث ندد بـ«تمركز الجماعات الجهادية والمسلحة في جميع الجهات في ليبيا» مع دعوته الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى إيجاد حل عاجل للازمة في هذا البلد

وأعرب نغيسو وهو الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا عن «خيبة أمله إزاء الموقف الصامت الذي أبداه المجتمع الدولي في مواجهة هذه الدعوات».

رئيس الكونغو يعتبر حل الأزمة الليبية «حالة مستعجلة»
وفي هذا السياق المتسم بوجود الجماعات الإرهابية في جنوب ليبيا، وتشاد المجاورة ودول الساحل، يصر ساسو نغيسو على أن «حل الأزمة الليبية يبدو أكثر من أي وقت مضى حالة مستعجلة»، وزيادة على ذلك، رحب ببعض المبادرات الدولية والإقليمية التي من شأنها أن تجلب السلام والاستقرار لحل الأزمة الليبية.

- رئيسا الكونغو وتوغو يرحبان بخطوات السلطة الليبية لإنهاء الصراع

واستشهد نغيسو رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا على وجه الخصوص بالقرارات التي اتخذها ملتقى الحوار السياسي، واتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف في 23 أكتوبر 2020.

وبالنسبة لرئيس الكونغو، يتعين تنفيذ التدابير المعلن عنها بجدية من قبل مجلس الأمن الدولي؛ بهدف تسهيل مغادرة المرتزقة والجماعات المسلحة الأخرى الأراضي الليبية التي لا يزال وجودها مصدر عدم استقرار دائم في البلاد.

كما أيد النداء الذي أطلقه مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، خلال اجتماعه الأخير يوم 18 مايو بشأن ليبيا، من أجل الانسحاب الفوري وغير المشروط لجميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب، خلال ثلاثة أشهر على النحو المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.

تشجيع السلطات في تشاد على تنظيم «حوار وطني جامع» 
وفي ختام الاجتماع، أعلن قادة دول المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا في بيان مشترك، عن تشجيعهم «السلطات الانتقالية في تشاد على تنظيم حوار وطني جامع في أقرب الآجال».

وقال الرئيس الكونغولي إن من الواجب والمسؤولية «الالتزام بخدمة مرحلة انتقالية هادئة في تشاد»، فيما أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد أن المرحلة الانتقالية التشادية بحاجة إلى «دعم من الجميع، وستنجح أولا و قبل كل شيء من خلال تفكير وذكاء واستجابة السياسيين والنخب العسكرية التشادية».

وحضر الاجتماع كلا من رؤساء الكونغو برازافيل دنيس ساسو نغيسو، والكونغو الديمقراطية فليكس تشيسكيدي، وأنغولا جواو لورنسو، وأفريقيا الوسطى فوستين آرشانج تواديرا، ومثل غينيا الإستوائية وبوروندي على التوالي نائبا رئيسي البلدين، أما تشاد والغابون فمثلتا من طرف رئيسي وزرائهما.

و منذ 20 ابريل الماضي أوكلت السلطة في تشاد إلى مجلس عسكري انتقالي يرأسه محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس الراحل إدريس ديبي، الذي قتل في معركة ضد متمردين تسللوا من الحدود الليبية.