Atwasat

ليبيا تتأرجح بين حفتر ومراكز القوى

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 02 يوليو 2014, 12:50 مساء
WTV_Frequency

«اللواء حفتر يشبه الرجل الذي اضطر إلى قيادة سيارة، لكنه سيضطر أيضًا إلى تركها قبل أن تصل إلى محطتها الأخيرة. حرَّك المياه الراكدة، وتمكَّن من إيقاظ كثير من القطاعات لتتنبه إلى خطر المتشددين في ليبيا، لكن هذا لا يعني أنه سيظل ممسكًا بقيادة العملية إلى نهاية المطاف».

هكذا أوردت «الشرق الأوسط»، اليوم الأربعاء، على لسان الشيخ جميعي، أحد قادة القبائل قرب مدينة بنغازي، والذي يضيف أن نفوذ الإسلاميين في البرلمان المنتظر وإن كان يتراجع، مما يمكن أن يغير قواعد اللعبة في عموم البلاد. فإن هذا يجعل أبواب المستقبل «مشرعة» على كثير الاحتمالات.

ويتفق الأستاذ في جامعة طرابلس الدكتور موسى قريفة، مع الشيخ جميعي، مشيرًا إلى أن «ليبيا الآن فيها معادلة البرلمان الجديد، ومعادلة عملية الكرامة».

ووفقًا لروايات قادة عسكريين كانوا يعملون في الجيش الليبي السابق، تتحدد مراكز القوى الفاعلة على الأرض في ليبيا في خمسة قطاعات رئيسة، بعضها أخذ يتآكل ويتراجع وبعضها الآخر بدأ بالظهور على السطح. ومن مراكز القوى مجموعات الجهاديين الموالين لتنظيم القاعدة، وفي القلب من هذه المجموعات «أنصار الشريعة»، التي تضم تونسيين ومصريين وجزائريين وترفع الرايات السوداء، وصنَّفتها الولايات المتحدة كـ«منظمة إرهابية».

وتنقل «الشرق الأوسط» عن ضابط سابق في الاستخبارات الليبية قوله: «توجد خيوطٌ قوية بين هذه المجموعات وجماعة الإخوان المسلمين وقادة من البرلمان السابق وقادة في الحكومة أيضًا، من بينهم متهمون بقتل اللواء عبدالفتاح يونس الذي كان يقود (الثوار) ضد قوات القذافي في 2011. ومتهمون أيضًا بتدبير تفجير القنصلية الأميركية في بنغازي في 2012».

ويضيف أنه «معلوم أن عناصر وزعماء الكتائب والميليشيات في هذا القطاع، الذي يعد الأخطر، تتلقى رواتب شهرية ومكافآت رُبع سنوية من خزانة الدولة»، لكن في حال جرى إقصاء نفوذ الإسلاميين عن البرلمان والحكومة والأموال، فإن المعادلة ستتغير.

أما المجموعة الثانية «مجموعات الدروع»، فهي تشكيلات شبه عسكرية تهيمن على القيادة فيها شخصيات من مدينة مصراتة التجارية والثرية، والواقعة على البحر المتوسط على بعد نحو مئتي كيلومتر إلى الشرق من طرابلس. ومنذ مقتل القذافي وتشكيل البرلمان والحكومة، تتحرك مجموعات الدروع هذه كأذرع ضاربة لصالح الشق الإخواني داخل منظومة الحكام الجدد، سواء السلطة التشريعية أو التنفيذية.

ويقول العقيد سعيد الذي عمل سنوات في الجيش الليبي السابق -حسبما نقلت «الشرق الأوسط»- إن عناصر الدروع وقادتها يحصلون على نصيب الأسد من مخصصات الدولة للدفاع والحماية.

ولوحظ أن مصراتة لم تمثل في أي من التجمعات القبلية والجهوية التي انعقدت أخيرًا في داخل البلاد وخارجها، ويخشى كثيرٌ من الأطراف الليبية أن تتحول مصراتة بما تملكه من هيمنة إخوانية وعتاد عسكري وخصوصية في العمل الداخلي والعلاقات الخارجية، إلى حجر عثرة أمام توحيد الليبيين في الفترة المقبلة.

والمجموعة الثالثة -حسب «الشرق الأوسط»- هم قادة القبائل الكبرى التي عقدت ثلاثة مؤتمرات خلال الشهرين الأخيرين، اثنان في تونس ومصر، وواحد -وهو الأهم- في بلدة العزيزية الواقعة على بعد نحو خمسين كيلومترًا جنوب غرب العاصمة طرابلس.

وبدا أن مثل هذه التجمعات القبلية الرافضة لاستحواذ المتشددين الإسلاميين على مقدرات الليبيين، يصب في مصلحة حفتر، لكن، العقيد سعيد، يقول إن هذا غير دقيق، لأن القبائل التي ظلت منبوذة ومهمشة بسبب اتهامها بأنها كانت موالية لنظام القذافي، تؤيد «عملية الكرامة» من جانب، إلا أنها تنظر لشخصية حفتر بـ«عين الريبة»، و«تسعى للاستفادة مما حققه على أرض الواقع، من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة، ليس بالضرورة أن يكون حفتر موجودًا على رأسها».

وتتمثل المجموعة الرابعة الفاعلة بالمعادلة في «الشارع الليبي» نفسه، أي الرأي العام الذي «أظهر العين الحمراء للإسلاميين في انتخابات البرلمان هذه الأيام». ويقول الدكتور قريفة: «نجاح الليبيين يتوقف على نبض الشارع والقضاء. الشارع هنا يحكم، وتوجد ثقة بالقضاء بعد الحكم الأخير (المقصود به حكم المحكمة العليا بعدم صحة انتخاب البرلمان المنتهية ولايته للملياردير الإسلامي أحمد معيتيق رئيس حكومة).

ويضيف: «حتى الكتائب لا تخشى كتائب أخرى، ولكنها تخشى مواجهة الشارع. وهذه أعتقد أنها معادلة جيدة، لأن الشارع أصبح صوته مرتفعًا جدًّا».

أما المجموعة الخامسة، فهي قطاع حفتر نفسه، الذي قد تتغير اللعبة السياسية أمامه وحينها لن يكون المتحكم الوحيد في الأمر.

لكن على الرغم من كل شيء، ما زال حفتر يلهم قطاعات من الليبيين، خاصة الشباب، في مقاومة المتطرفين، منذ انطلاق عمليته الشهر قبل الماضي، ويبدو أنه مصمم على قيادة العملية حتى النهاية، بعد أن تمكَّن من تحقيق انتصارات على الأرض لم تكن متوقعة، وأدخل الرعب في قلوب قادة الكتائب والميليشيات، ليس في الشرق وحده، بل في كثير من المناطق الأخرى، خاصة بعد انضمام مجموعات من جنوب غرب طرابلس إلى «عملية الكرامة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مصرف الجمهورية يبدأ قبول إيداع ورقة الخمسين دينارا غداً
مصرف الجمهورية يبدأ قبول إيداع ورقة الخمسين دينارا غداً
«وسط الخبر» يناقش: روسيا تعزز وجودها في ليبيا.. فما هو القادم؟
«وسط الخبر» يناقش: روسيا تعزز وجودها في ليبيا.. فما هو القادم؟
إردوغان والكبير يبحثان زيادة التعاون في المجال المصرفي
إردوغان والكبير يبحثان زيادة التعاون في المجال المصرفي
ورقة الخمسين دينارًا تربك الأسواق.. والمواطنون يشتكون
ورقة الخمسين دينارًا تربك الأسواق.. والمواطنون يشتكون
شاهد في «هذا المساء»: ماذا وراء زيارة الدبيبة إلى إثيوبيا؟
شاهد في «هذا المساء»: ماذا وراء زيارة الدبيبة إلى إثيوبيا؟
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم