بينت صحيفة "ذي إيكونيميست" البريطانية، في مقال نشر بتاريخ 16 أبريل 2014، أن مدينة بنغازي المدينة الثانية في ليبيا تعيش منذ ثلاث سنوات على الانتفاضة تجاذبات على جميع الأصعدة، ولكن ليس كلها جذبًا إلى الوراء.

وأبرزت الصحيفة جوانب قاتمة واضحة للعيان في المدينة، لا سيَّما منها الفراغ الأمني، فغالبًا ما يتردد صوت إطلاق النار والانفجارات، وفي مطلع هذا الشهر، وقع قصف محل لتصفيف الشعر ومقهى، وكانت هناك موجة من الاغتيالات، شملت أخيرًا، ليس فقط أفرادًا من قوات الأمن، الذين غالبًا ما يتم استهدافهم، ولكن أيضًا العمال المصريين، كما تم اغتيال مهندس فرنسي وشاعر محلي محبوب اشتهر بقراءة نصوصه الشعرية علنًا أيام الثورة، ولاحظ مراسل الصحيفة أن الفراغ الأمني أدى إلى صعود الجماعات الإسلامية المتطرفة، التي ترفع العلم الجهادي الأسود على المساجد وفي الشوارع وفي بعض المناطق الوعرة في المدينة ويرسمونه على الجدران، وغالبًا ما تحلق طائرات دون طيار أميركية فوق المدينة.

ازدهار بنغازي
وذكرت الصحيفة أنه ما زال لسكان بنغازي حكايات جميلة يروونها، فالاقتصاد بدأ يعود إلى نشاطه المعهود، والأعمال التجارية والمباني في المدينة، التي كانت مهملة طيلة 42 سنة تحت حكم معمر القذافي، هذا ويعج مركز تجاري جديد بالأسر التي تبتاع الملابس ومستحضرات التجميل من المحلات التجارية التي تحمل العلامات الأوروبية، ويحتسي الأهالي "الكابتشينو" في المقاهي العصرية، ويستضيف الشارع المعروف باسم فينيسيا، العشرات من تجار التجزئة المتحمسين لبيع الماركات العالمية.

وذكر رجل أعمال أصيل بنغازي وهو يبستم "بنغازي تزدهر"، تضاعفت أعداد المسافرين الذين يصلون إلى مطارها، وكثير من هؤلاء الذين يسافرون إليها، من الليبيين في الخارج، الذين ساعدهم نفوذهم المالي على إحياء الأعمال الخاصة، والبعض الآخر هم من المستثمرين الأجانب المحتملين، الذين يتطلعون إلى الفرص المتاحة في المنطقة الليبية الشرقية الغنية بالنفط.

وهناك خطط بصدد إنشاء منطقة تجارة حرة على مشارف المدينة، والمتفائلون المحليون يعتقدون أن بنغازي يمكن أن تكون، ليس فقط العاصمة الاقتصادية لليبيا، بل أيضًا مركز للتجارة بين أوروبا وبقية أفريقيا. لكن يبقى كل ذلك متوقفًا على الأمن، فإذا بقيت المدينة مكانًا خطرًا، ستكون هذه الآمال الجميلة، بالتأكيد مجر أحلام.