Atwasat

العيد في طبرق ..فرحة وسط الأزمات

طبرق – بوابة الوسط: فراس بن علي الجمعة 08 يوليو 2016, 01:48 صباحا
WTV_Frequency

احتفل أهالي طبرق كغيرهم من أبناء ليبيا بعيد الفطر المبارك، حيث خصص مكتب الأوقاف والشؤون الإسلامية بطبرق عدة ساحات بمدينة طبرق لأداء صلاة العيد وخطبتها منها ميدان الشهداء وساحة المطار القديم وساحة مصنع الأعلاف، وهناك من فضل حضور صلاة وخطبة العيد داخل المساجد بطبرق.

وتختلف العادات والتقاليد في العيد من مكان إلى آخر في ليبيا، فأغلب سكان طبرق يجتمعون في بيوتهم عقب صلاة العيد ويتناولون «العصيدة أو العيش المقطع سواء بالقديد أو بالحليب أو باللبن»، وهناك بعض العائلات والتي تنتمي للغرب الليبي تفضل أكل «طبيخة الفاصوليا» صباح يوم العيد، وتتجه بعض العائلات عقب وجبة صلاة العيد المعروفة إلى المناطق القريبة من مدينة طبرق للإبتعاد عن مشاكل وهموم وإزدحام المدينة في رحلات ترفيهية أو لزيارة أقاربها، وتعتبر مدينة طبرق من المدن المتمسكة بعاداتها وتقاليدها في أقليم برقة، ويفخرون بها ويحافظون عليها ويقوموا بتوريثها للأبناء والأحفاد.

وفي الأسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك يتجه أهالي مدينة دار السلام طبرق إلى الأسواق العامة ومحلات الملابس وخاصة الأطفال والنساء لشراء ملابس فرحا بحلول عيد الفطر المبارك، وأتجه مراسل «الوسط» في طبرق لنقل أراء وجهات نظر المواطنين والباعة المتجولين في الأسعار تزامنا مع نقص السيولة بالمصارف العاملة ببلدية طبرق.

وفي وسط مدينة طبرق يقع شارع المصرف التجاري الوطني وشارع مصرف الجمهورية وهما أكبر شوارع المدينة حيث يتواجد عدد كبير من المحلات والباعة و يزدحم بالمتسوقين، ويروي محمد عبدالستار ( 39 سنة ) رب أسرة ويعمل بقطاع التربية والتعليم لـ«بوابة الوسط» معاناته «لدي من الأولاد خمسة ما بين ذكور وإناث وزوجتي لا تعمل وكل أبنائي أطفال وكلهم يريدون ملابس العيد والأمر هذا ضيق عليا كثيرا ً فقمت بالإستلاف من أحد الأصدقاء لشراء بعض قطع الملابس لأطفالي والتي لا تعتبر ملابس كاملة وكلها فقط قطع مثل البنطلون أو القميص أو الحذاء وتقوم زوجتي غسل ملابس الأعوام الماضية حتى تبقى في أعينهم جديدة». ويستطرد «هذا حال أغلب المواطنين في مدينة طبرق الكل يعاني عدد الأطفال وما يترتب عليه من تكالف كبيرة والراتب الشهري لا يحقق أبدا ً الإستكفاء، وما زاد الطين بله هو نقص السيولة في مصارف طبرق بل إنعدامها وأصبحت الجميع يبحث عن حرف ومهن أخرى يكون إجارها باليومية كما يقولون حتى يستطيع الجميع إطعام أبنائه».

ويقول المواطن فتحي خميس الناجي ( 49 سنة ) موظف بقطاع الصحة زوجتي لا تعمل ولدي عدد من الأولاد مما أضطرني للعمل طوال اليوم على سياراتي والتي لا أملك سواها كـ«تاكسي»، وأمر الملابس هذا العام مبالغ فيه فالأسعار مرتفعة جدا ً بالرغم من عدم وجود سيولة، والناس مقبلة على شراء ملابس العيد وتراهم بالأسواق بكثرة، وتستمع إليهم عبر إذاعة طبرق المحلية تقول أن هولاء لا يجيدون قوت يومهم فصراحة أصبحنا في حيرة من أمرنا.بالمقابل قال محمد المهدي وهو أحد أصحاب محلات الملابس لـ«الوسط» أن إرتفاع سعر الدولار هو أساس المشكلة نحن كتجار نقوم بشراء الدولار من السوق السوداء بأربعة دينار فما فوق كيف نستطيع أن نبيع بأسعار زهيده، فمثلما خصص مصرف ليبيا المركزي سواء في البيضاء أو طرابلس حوالات خاصة لتجار المواد الغذائية والأدوية ومستلزماتها فيحق لنا المطالبة في ذلك، نحن نعتمد على شراء الملابس سواء من تجار كبار في طرابلس أو نذهب إلى دولة تركيا لشراء الملابس من هناك وهذا الأمر مكلف جدا ً لأن عملية الشحن تكون مكلفة جدا ً وخاصة الجوي أو البحري ربما أرخص بقليل لكنه يحتاج لمدة طويلة حتى يصل إلى ميناء طبرق وفي بعض الأحيان يتعطل الأمر بسبب الإجراءات الجمركية.

ويتخذ بعض الشباب من من حديقة البلدية بطبرق مكانا لبناء بعض الخيم لبيع بعض المقتنيات وملابس الأطفال وألعاب الأطفال والألعاب النارية وأصبحت هذه الظاهرة من طقوس شهر رمضان والأعياد والمناسبات الرسمية وذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويقول محمد أبريك السملوسي خريج كلية الهندسة عام 2012 م ( 27 سنة ) ولم يتحصل على تعيين حتى هذه اللحظة فيتأخذ من خيمة يقيمها وسط حديقة البلدية ببيع ألعاب الأطفال والتحف للإعتماد على نفسه ومساعدة أسرتة وبناء مستقبلية، وهو الآخر يشكوا من غلاء الأسعار وإرتفاعها مقارنة مع الأعوام الماضية وفي ظل إستمرار أزمة السيولة المالية ونقصها بالمصارف. ويترقب أهالي طبرق بداية الأسبوع المقبل وصول جزء من السيولة المالية لبعض المصارف بطبرق والتي لم تفتح أبوابها منذ فترة، حتى يستطيع الناس شراء حاجيات وملابس العيد ويكونوا فرحين بالعيد أسوة بنظراهم من الأغنياء وأصحاب الأعمال الحرة.

العيد في طبرق ..فرحة وسط الأزمات
العيد في طبرق ..فرحة وسط الأزمات
العيد في طبرق ..فرحة وسط الأزمات

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باتيلي يخرج عن صمته... ملخصًا الحل في ليبيا .. فماذا قال؟
باتيلي يخرج عن صمته... ملخصًا الحل في ليبيا .. فماذا قال؟
اتفاق المياه الجوفية.. كيف يحقق نهضة زراعية في ليبيا والجزائر وتونس؟
اتفاق المياه الجوفية.. كيف يحقق نهضة زراعية في ليبيا والجزائر ...
من دون باب التنمية.. «النواب» يقر ميزانية حكومة حماد بقيمة 90 مليار دينار
من دون باب التنمية.. «النواب» يقر ميزانية حكومة حماد بقيمة 90 ...
روما تعلن عن اجتماع «مهم» مع وزراء داخلية ليبيا وتونس والجزائر
روما تعلن عن اجتماع «مهم» مع وزراء داخلية ليبيا وتونس والجزائر
«هنا ليبيا» يتابع: أهمية انتخابات المجالس البلدية.. ومقاطعة الدواجن والبيض
«هنا ليبيا» يتابع: أهمية انتخابات المجالس البلدية.. ومقاطعة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم