حازت تطورات الأوضاع السياسية والميدانية على اهتمام الصحافة العربية الصادرة اليوم الخميس، خصوصًا أحداث القره بوللي وتقدم الجيش في بنغازي وتقهقر تنظيم «داعش» في سرت.

أحداث القره بوللي
أبرزت صحيفة العرب اللندينة أحداث القره بوللي، والاحتجاجات الغاضبة التي أطلقها محتجون في البلدة ضد تشكيلات مسلحة قادمة من خارج المنطقة.

وبدأت شرارة الاحتجاجات الثلاثاء الماضي شجار أحد المسلحين مع صاحب محل بقالة. ونقلت الصحيفة عن النائب بمجلس النواب عن المنطقة علي الصول قوله، إن تجبر الميليشيات في الآونة الأخيرة بلغ مداه الأقصى؛ حيث أقدم أحد عناصرها على ضرب عدد من النساء.

وكشف الصول السبب الذي أدى إلى انفجار غضب المواطنين في وجه الميليشيات حيث قال «إن قائد هذه الميليشيات دخل أحد دكاكين المواد الغذائية، وأخذ بعض البضائع رافضًا دفع قيمتها فدخل في شجار مع صاحب المحل، الأمر الذي تطور لاحقًا إلى حرب حقيقة، استعملت فيها مختلف الأسلحة المتوفرة لدى السكان المحليين».

وجاءت هذه الحادثة لتفجر الصمت الذي ساد طويلاً بسبب الخوف من انتقام هذه الميليشيات التي سبق وأن نفذت جريمة في حق سكان منطقة غرغور، على الرغم من صيحات الفزع التي يطلقها أحيانًا عدد من الناشطين أو الحقوقيين المقيمين خارج المدينة. وجاءت هذه الحادثة كما حادثة سجن الرويمي التي راح ضحيتها 17 سجينًا من النظام السابق، بعد أن أقدمت الميليشيات على قتلهم والتنكيل بجثثهم.

وتعليقًا على هذه الجريمة البشعة، دعا المجلس الرئاسي في بيان أصدره في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء إلى ضبط النفس وتحكيم العقل وانسحاب التشكيلات المسلحة إلى خارج المدينة. وأثار هذا البيان بحسب الصحيفة «سخط عدد كبير من الليبيين الذين اعتبروه لا يرقى إلى مستوى الجريمة التي ارتكبتها الميليشيات ورأوا فيه مهادنة لها».

معركة بنغازي
أما صحيفة «البيان» الإماراتية فاهتمت بقدم الجيش في معارك ضد تنظيم «داعش» في بنغازي، إذ لا تزال يحقق انتصارات على المستوى الميداني في معركته ضد «داعش»؛ حيث تقدم الجيش في منطقة قاريونس غرب بنغازي، في وقت أعلن جنرال أميركي صرح بأنه لا يعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك استراتيجية كبرى محددة في ليبيا.

وسيطر الجيش على منطقة الوحدات السكنية في بنغازي بعد فرار مسلحي «داعش» منها، فيما أكدت قوات «البنيان المرصوص» تقدمها مسافة كلم واحد باتجاه معاقل التنظيم في مجمع واغادوغو داخل سرت، وارتفع عدد قتلاها إلى 36، في حين قتلت عددًا من مسلحي التنظيم.

ونقلت مصادر في ليبيا عن مصادر طبية أن عدد قتلى قوات «البنيان المرصوص» في معارك سرت ارتفع إلى 36 إضافة إلى أكثر من 140 جريحًا. وقال الناطق باسم هذه القوات رضا عيسى إنها أمنت حي 700 إلى الجنوب من وسط سرت، كما سيطرت على أراض إلى الغرب من وسط المدينة.

في غضون ذلك صرح جنرال أميركي بأنه لا يعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة تمتلك استراتيجية كبرى محددة في ليبيا. وتعمل فرق صغيرة من قوات العمليات الخاصة الأميركية على الأرض لجمع معلومات، بينما شنت طائرات أميركية ضربتين جويتين على الأرض. لكن إدارة الرئيس باراك أوباما تفضل أن تقود القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني القتال ضد تنظيم داعش.

وقال الجنرال توماس والدهوسر الذي عين قائدًا للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا إنه لا يرى ضرورة لتغيير مستوى الالتزام العسكري الأميركي. وقال في جلسة استماع له في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ لتثبيت تعيينه: «لا علم لي بأي استراتيجية كبرى في الوقت الراهن». وأضاف أن الحجم الحالي غير المحدد للقوات الأميركية في شمال أفريقيا كاف حاليًّا.

تقهقر «داعش» في سرت
في غضون ذلك اهتمت صحيفة الأهرام المصرية بما حققته قوات عملية «البنيان المرصوص» الليلة قبل الماضية داخل مدينة سرت، معقل تنظيم «داعش» في ليبيا، وسيطرت على مواقع استراتيجية جديدة داخل المدينة، وفقًا لما قاله الناطق الإعلامي للعملية أحمد رواتي.

وتمكنت القوة التابعة لحكومة الوفاق من السيطرة على محطة الإذاعة والتلفزيون في المدينة ومحطة الكهرباء، وحصلت على سيطرة كاملة على إحدى المناطق الرئيسية في المدينة التي يطلق عليها اسم «شارع ٧٠٠٠» الذي اعتاد أن يستخدم فيه قناصة «داعش» مبانيه الشاهقة لمطاردة جنود قوة «البنيان المرصوص».

وقال رواتي إن عدد الضحايا الذين سقطوا أمس في صفوف قوة1 البنيان المرصوص يبدو أنه كبير، «لقد فقدنا اليوم ٤٨ جنديًا، بالإضافة إلى إصابة ١٣٥ جنديًا، وبلغ العدد الإجمالي لضحايانا منذ بدء العملية في مايو الماضي بلغ ٢٢٢ جنديًا، إلى جانب إصابة نحو ٨٠٠».

لكن الضحايا في صفوف عناصر داعش لم يتم الكشف عنه؛ حيث إنه لم يعلنوا على الإطلاق عن تلك المعلومات، غير أن رواتي أعرب عن اعتقاده بأن عدد الضحايا ربما يتجاوز ٧٠٠، لكن لم يتم التأكد من أي شيء نظرًا لأنهم لا يعلنون عن ضحاياهم.