Atwasat

الهجوم الإرهابي يضع الكويت على خط المواجهة

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 05 يوليو 2015, 11:02 مساء
WTV_Frequency

بإرسال انتحاري سعودي إلى الكويت وتجنيد عدد من أبناء البلد لمساعدته في تفجير مسجد شيعي فإنَّ خلية تابعة لـ«داعش» تلعب على وتر أكثر الخلافات الداخلية في هذا البلد، ولطالما كانت العلاقات طيبة بين سنَّة الكويت ونسبتهم 70% من سكانها البالغ عددهم 1.4 مليون نسمة، وشيعتها الذين يشكِّلون الـ30%. لكن الخلاف الديني بين السعودية السُّـنِّـيَّـة وإيران الشيعية نكأ بعض الجراح، فالكويت وفيها أكثر مجتمعات الخليج انفتاحًا منقسمة الآن بين مجموعات تنتمي لمجتمعات حضرية والمنتمين لقبائل بدوية، وفيها أيضًا إسلاميون وليبراليون وأغنياء وفقراء.

ويقول منتقدون إنَّ هناك تجاهلًا رسميًّا لمشكلة أكثر من 130 ألفًا من البدون.

وبحسب «رويترز» يبدو تنظيم «داعش» ماهرًا في استغلال نقاط الضعف برسائله العنيفة المتشدِّدة وهو تكتيك يمكنه استخدامه في دول عربية خليجية أخرى، حيث يبرز عدم المساواة رغم فحش الثراء.

لكن بينما يقول كثيرٌ من الكويتيين إنَّ أملهم أن ترد الحكومة على هذا التحدي بالتعامل مع المشاكل الداخلية والحفاظ على التقاليد المنفتحة فإنَّهم يخشون أن تتبع بدلاً عن ذلك نهجًا سلطويًّا كذلك المطبق في جارتها الكبيرة السعودية.

وقال محمد الدلال، وهو برلماني سابق من الحركة الإسلامية الدستورية ذات الصلة بالإخوان المسلمين: «إنَّ هناك الآن كثيرًا من الخوف بعد هذا الحدث من أن تتخذ الحكومة إجراءات أخرى لتشديد الأمن وفرض قيود أكبر على الحريات».

ووضع هجوم الجمعة، الذي قتل 27 شخصًا وأصاب ما يزيد على مئتين، الكويت على خط المواجهة في أزمة جهادية تفاقمت إلى الشمال في العراق في ظل صراع الهيمنة الإقليمي بين السعودية وإيران.

والكويت واحة نادرة للجدل المفتوح في منطقة الخليج بوجود برلمان منتخب يمكن لأعضائه تحدي الحكومة التي تعينها الأسرة الحاكمة، وفيها كذلك تقاليد منفتحة تسمح للمنتقدين بالجهر بمعارضتهم سواء للدولة أو للقوى الدينية.

قبليون وسلفيون
وفي السنوات الماضية، وبدفع على ما يبدو من حلفاء خليجيين، أصبحت الكويت أقل تسامحًا فسجنت مواطنين بسبب تغريدات منتقدة لـ«آل الصباح» على «تويتر» وبدَّلت قوانين الانتخاب بطرق يقول منتقدون إنَّها تصعِّب على المعارضة الفوز بأغلبية في أي انتخابات، وما يخشاه البعض هو أن تصبح الحكومة الآن آخر عضو من مجلس التعاون الخليجي تقر اتفاقًا أمنيًّا قد يقيد الحقوق ويضم المجلس في عضويته أيضًا السعودية وقطر والبحرين والإمارات وسلطنة عمان.

يقطع الطريق السريع غرب مدينة الكويت ضواحي فقيرة ومناطق مفتوحة واسعة تتقاطع فيها الأشجار مع الأعمدة الكهربائية. هناك تمر أولاً على منطقة للبدون تسمى الصليبية وأخيرًا على منطقة قبلية تسمى الجهراء.

هناك البيوت أصغر حجمًا وأسوأ حالاً مما هي في داخل الكويت، حيث تعيش أسرٌ تعود لتجار أثرياء سواء من السُّـنَّـة أو الشيعة ومهنيين محترفين يكسبون قوت يومهم وكثير من البدون من أصل بدوي من داخل الكويت لم يسجلوا أسماءهم لدى السلطات حين قسمت الحدود قبل 50 عامًا، وأخيرًا انضم إليهم مهاجرون غير مسجَّلين من العراق سعوا للتمتع بالثراء في الكويت.

واثنان على الأقل من المشتبه بهم الذين احتجزتهم الكويت بعد هجوم الجمعة ينتميان لهذا المجتمع المحروم تمامًا مثل والد محمد إموازي عراقي المولد. ومحمد إموازي هو الشخص المعروف في الغرب بأنَّه «سياف داعش» أو جون الجهادي.

ووصف الدلال الأزمة بأنَّها قنبلة موقوتة قائلاًك «إنَّ (داعش) سيجد كثيرًا من الغاضبين بسبب بعض القضايا الاجتماعية»، وأعرب عن اعتقاده بأنَّ البدون في مقدمة الغاضبين، ويعيش البدو وضعًا أفضل من البدون، لكنهم عانوا الإقصاء على يد سكان الحضر الذين لطالما اعتبروهم جهلة وفي المقابل يصنف البدو مناطق الحضر المنفتحة بأنَّها غير متدينة.

ووسط هذه المجموعات، صعدت السلفية في الكويت بعدما قدِمت من السعودية بحفاظها على التقاليد البدوية وبمنهجها في المساواة وبعدم التسامح مع الشيعة.

ودان فهيد الهيلم الناطق باسم الحركة السلفية تفجير الجمعة، لكنه سرعان ما انتقل لانتقاد مع وصفه بالإرهاب الذي يرتكبه الغرب وإيران الشيعية ضد العرب السُّـنَّـة، حيث وصفه بالتهديد الأساسي الذي تتعرَّض له الكويت.

وحدة وطنية
في الثمانينات من القرن الماضي شجَّعت الحكومة السلفيين كمكوِّن موازٍ للإخوان المسلمين وتوسَّعت الحركة بعدها لتصبح قوة فازت بكثير من المقاعد في آخر انتخابات برلمانية، وقادرة على تحريك الشباب في الشوارع، ورغم تنظيم الإخوان المسلمين فعاليات لجمع تبرعات للمعارضة المسلحة في سورية وتوفير المال الذي يعتقد الغرب أنَّه يذهب للمتشدِّدين فإن السلفيين وعلاقاتهم بمجموعات جهادية هم أكثر ما يقلق الليبراليين في الكويت ويقلق الشيعة أيضًا.

وقال علي البغلي، وهو وزير نفط سابق ليبرالي النهج وهو يتحدَّث في مجلس خاص (ديوانية)، إنَّ معظم المتطرِّفين السلفيين وُجدوا في الكويت منذ زمن بعيد. ويضيف أنَّ الحكومة صمَّت عنهم الآذان ولم تسمع حتى وقعت هذه الواقعة.

وبينما دُفن الضحايا الشيعة يوم السبت نُـكِّست أعلام الكويت فوق القصر الأميري المطل على الخليج وارتفع صوت التعازي من مسجد الدولة الكبير للسُّـنَّـة ووجه الجميع: الشيعة في الجنازة والجالسون رجالاً ونساء لاحتساء الشاي في مجلس ليبرالي والإسلاميون في منطقة خارج مدينة الكويت الإشادة لأمير البلاد لزيارته موقع التفجير بعد ساعة من وقوعه، وبعد دعوات عاطفية للوحدة والولاء توقَّع قليلون فقط تغييرات جذرية في سياسات الدولة، كما لا يزال قلة فقط يوافقون على التغيير.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فرنسا تقدم تعازيها لإيران بوفاة «رئيسي»
فرنسا تقدم تعازيها لإيران بوفاة «رئيسي»
«المرصد السوري»: 6 قتلى في ضربات إسرائيلية على حمص
«المرصد السوري»: 6 قتلى في ضربات إسرائيلية على حمص
حلف شمال الأطلسي يقدّم «تعازيه للشعب الإيراني» في وفاة رئيسي
حلف شمال الأطلسي يقدّم «تعازيه للشعب الإيراني» في وفاة رئيسي
الكرملين: بوتين تحدث هاتفيًّا مع الرئيس الإيراني المكلف محمد مخبر لتقديم التعازي
الكرملين: بوتين تحدث هاتفيًّا مع الرئيس الإيراني المكلف محمد مخبر...
«إرنا» الإيرانية: الثلاثاء بدء مراسم تشييع الرئيس إبراهيم رئيسي والوفد المرافق
«إرنا» الإيرانية: الثلاثاء بدء مراسم تشييع الرئيس إبراهيم رئيسي ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم