Atwasat

ماكرون إلى كاليدونيا الجديدة.. ماذا ينتظره هناك؟

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 22 مايو 2024, 09:57 صباحا
WTV_Frequency

توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إلى كاليدونيا الجديدة، مع مرور أكثر من أسبوع على بدء أعمال عنف لم يشهدها الأرخبيل الفرنسي الواقع في جنوب المحيط الهادئ منذ 40 عاما وحيث أصبح الوضع «أكثر هدوءا» بحسب السلطات.

وأعلن عن الزيارة الثلاثاء فقط خلال اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي في وقت تكثر الدعوات إلى تأجيل تعديل دستوري لمن يحق له الاقتراع في الانتخابات، أثار أعمال شغب استمرت أسبوعا في هذا الأرخبيل الذي استعمرته فرنسا في القرن التاسع عشر، وفق وكالة «فرانس برس».

وأقلعت طائرة إيمانول ماكرون مساء الثلاثاء بحسب القصر الرئاسي الفرنسي بهدف تشكيل «بعثة» على ما أوضحت الناطقة باسم الحكومة بريسكا تيفنو من دون أن تحدد تشكيلتها أو أهدافها. في منطقة العاصمة نوميا كانت ليلة الثلاثاء الأربعاء «أكثر هدوءا من الليلة السابقة على الرغم من اندلاع حريقين» على ما جاء في بيان للمفوضية السامية للجمهورية.

قوات إضافية إلى كاليدونيا الجديدة
وأعلن المفوض السامي الفرنسي في الأرخبيل لوي لوفران إرسال قوات إضافية للجم أعمال العنف التي تهز المنطقة احتجاجا على مشروع تعديل دستوري يعارضه المنادون بالاستقلال. وأعلنت أجهزته عبر منصة اكس توقيف 22 شخصا الثلاثاء ونشر تعزيزات دائمة في ثلاثة أحياء في منطقة نوميا.

وفي حي راق في نوميا لم تطله أعمال الشغب، يتناوب جان البالغ 57 عاما مع جيرانه لحراسة حاجز يهدف إلى منع عمليات توغل محتملة. ورأى أن مجيء الرئيس الفرنسي «نبأ سار. الوضع معطل تماما نأمل بأن يسمح ذلك بتهدئة الخواطر وبإيجاد مخرج» من الأزمة.

وبعد تسعة أيام على بدء أخطر أعمال العنف التي يشهدها الأرخبيل منذ قرابة الأربعين عاما، يبقى الوضع هشا ولا تزال أحياء كاملة تشهد أعمال شغب ولا يمكن الوصول إليها بسهولة.

صباح اليوم الأربعاء، كانت حرائق ما زالت مندلعة في بعض أحياء منطقة نوميا البالغ عدد سكانها 170 ألفا من بينها منطقة دوكوس الصناعية على ما شاهد أحد صحفيي وكالة «فرانس برس».

تقدير الأضرار الشاملة

وقالت إدارة مدينة نوميا لوكالة فرانس برس إنه «من المبكر جدا» تقدير الأضرار الشاملة لأن ثمة أحياء لا يمكن للأجهزة الرسمية الدخول إليها بعد. وأفادت بأن مدرستين و300 سيارة في وكالة بيع سيارات احترقت خلال الليل.

ومنذ بدء أعمال العنف، قتل ستة أشخاص بينهم دركيان نقل جثمانهما إلى البر الرئيسي ال‘ثنين. وأصيب منذ بدء أعمال الشعب في 13 مايو 84 عنصرا من القوى الأمنية على ما أفاد وزير الداخلية جيرالد دارمانان الثلاثاء. وأوقفت القوى الأمنية 276 شخصا وأبقي 248 في الحبس على ذمة التحقيق على ما أوضح.

وفيما يهيمن خطر حصول نقص في المواد الغذائية والأدوية في منطقة نوميا الكبرى، أكد لوفران أن 21 متجرا كبيرا أعاد فتح أبوابه «وسيجرى إمدادها بالمؤن تدريجا».

ولا تزال الإجراءات الاستثنائية المتخذة في إطار فرض حالة الطوارئ، معمول بها وبينها حظر التجول ليلا ومنع التجمعات ونقل الأسلحة وبيع الكحول ومنع تطبيق تيك توك. ولجأ المدافعون عن الحريات إلى مجلس الدولة وهو أعلى سلطة إدارية في فرنسا الذي منح الحكومة الثلاثاء 24 ساعة إضافية لتبرير حظر هذا التطبيق وتقديم أدلة على الدور الذي تقول السلطات إنه يضطلع به في إطار أعمال الشغب.

وفي دليل على صعوبة السيطرة على الوضع الأمني، أعلن مطار الأرخبيل الفرنسي الدولي أنه سيبقى مغلقا أمام الرحلات التجارية حتى صباح السبت. وأخرج نحو مئة سائح من كاليدونيا الجديدة على ما أفادت المفوضية السامية الأربعاء. وخصصت أستراليا ونيوزيلندا رحلات لإعادة مئات من رعاياهما العالقين في الأرخبيل الفرنسي.

استمرار التعبئة في كاليدونيا الجديدة
ولحقت أضرار بحوالي 400 شركة ومتجر في منطقة نوميا والمدن المجاورة لها منذ بدء أعمال الشغب. وعند الحواجز المنصوبة، تبقى التعبئة قوية رغم الانتشار الكثيف للقوى الأمنية.

من جهتها، دعت الشخصيات الرئيسية غير المنادية بالاستقلال في الأرخبيل في مؤتمر صحفي عقدته في نوميا الثلاثاء إلى مواصلة النظر في التعديل الدستوري الذي يثير جدلا ويفترض أن يقر قبل نهاية يونيو. وأكد النائب عن كاليدونيا الجديدة نيكولا متزيدورف أن سحب مشروع التعديل «سيكون خطأ فادحا» وسيدعم موقف «المخربين ومثيري الشغب».

إلا أن الدعوات كثرت من كل الأطياف السياسية وحتى من رئيسة بلدية نوميا غير المنادية بالاستقلال للمطالبة بتأجيل هذا التعديل الذي من شأنه تهميش أصوات السكان الأصليين الكاناك على ما يؤكد المنادون بالاستقلال.

وتشكل كاليدونيا الجديدة منطقة استراتيجية لفرنسا في جنوب المحيط الهادئ لأنها تسعى إلى تعزيز نفوذها في منطقة آسيا المحيط الهادئ وبسبب غناها بالموارد الطبيعية لا سيما النيكل وهو مادة أساسية في صنع الآليات العسكرية.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدين تطورات الملف النووي الإيراني
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدين تطورات الملف النووي الإيراني
بايدن وترامب يتفقان على قواعد المناظرة الأولى ضمن حملة انتخابات الرئاسة الأميركية
بايدن وترامب يتفقان على قواعد المناظرة الأولى ضمن حملة انتخابات ...
زيلينسكي: سنقدم مقترحات سلام إلى روسيا بمجرد موافقة المجتمع الدولي
زيلينسكي: سنقدم مقترحات سلام إلى روسيا بمجرد موافقة المجتمع ...
تظاهرات ضد اليمين المتطرّف وتوترات في اليسار قبل الانتخابات التشريعية الفرنسية
تظاهرات ضد اليمين المتطرّف وتوترات في اليسار قبل الانتخابات ...
ماكرون: السلام لا يمكن أن يتحقق باستسلام أوكرانيا
ماكرون: السلام لا يمكن أن يتحقق باستسلام أوكرانيا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم