Atwasat

انتهاء "شهر العسل" الاقتصادي بين ألمانيا والصين

برلين - رويترز الأحد 30 مارس 2014, 08:45 مساء
WTV_Frequency

تبدو الأهداف السامية التي تتطلع إليها كل من الصين وألمانيا أكبر دولتين في العالم من حيث حجم الصادرات من أجل زيادة حركة التجارة بينهما مستحيلة التحقيق، وذلك رغم زيارة شي جين بينغ لبرلين التي كانت أول رحلة يقوم بها رئيس صيني إلى ألمانيا منذ ثماني سنوات.

بل إن الشركات الألمانية بدأت تعيد النظر في توجهها الجريء نحو الصين.

وفي عام 2012 عندما زار رئيس الوزراء الصيني حينذاك وين جيا باو ألمانيا أعلن هدف زيادة التجارة الثنائية إلى 280 مليار دولار بحلول عام 2015 وبدا أن هذا الهدف طموح وإن كان واقعيًا في ذلك الوقت في ضوء نمو التجارة 54 % إلى 180 مليار دولار في العامين السابقين.

كانت العلاقات على مستوى الأعمال مزدهرة، وتمثلت في أرقى صورها في الصفقة التي أبرمتها شركة ساني الصينية للبناء لشراء شركة بوتسمايستر قبل شهور من وصول رئيس الوزراء وين. وكانت ألمانيا تتصدى لأزمة الديون في منطقة اليورو وتحرص على توثيق العلاقات الاقتصادية والسياسية مع بكين.

بعد مرور عامين توقف النمو السريع في حركة التجارة الثنائية، بل وتراجعت قيمته باليورو واتجهت الشركات الألمانية لتنويع نشاطها بدخول أسواق ناشئة أخرى في أفريقيا جنوبي الصحراء وأميركا اللاتينية بسبب الأجور الصينية المتصاعدة

غير أنه بعد مرور عامين توقف النمو السريع في حركة التجارة الثنائية، بل وتراجعت قيمته باليورو واتجهت الشركات الألمانية لتنويع نشاطها بدخول أسواق ناشئة أخرى في أفريقيا جنوبي الصحراء وأميركا اللاتينية بسبب الأجور الصينية المتصاعدة وتباطؤ النمو والضغط الرسمي للتوسع في مناطق تعاني اضطرابات في غرب الصين.

وظهرت فجأة إلى جانب الصين دول مثل غانا وكولومبيا كأهداف لها الأولوية لدى الشركات الألمانية.

وقال ستيفان ماير العضو التنفيذي في مجلس إدارة اتحاد الصناعات الألمانية ببرلين: "كنا نركز على آسيا. أما الآن فبدأت شركات كثيرة تتساءل عن السير في اتجاه آخر. فهذه الشركات التي استثمرت بشدة في الصين بدأت تنظر إلى وجودها بنظرة أكثر تدقيقًا".

العلاقات الاقتصادية التي تربط ألمانيا بالصين أكبر بكثير من تلك التي تربط نظرائها في أوروبا ببكين

والعلاقات الاقتصادية التي تربط ألمانيا بالصين أكبر بكثير من تلك التي تربط نظرائها في أوروبا ببكين. فقد تحركت الشركات الألمانية وعلى رأسها الشركات الكبرى لصناعة السيارات لدخول الصين بوتيرة أسرع وأجرأ من كثير من منافساتها.

وكانت شركة فولكسفاغن أول شركة أجنبية لصناعة السيارات تبدأ نشاطها في الصين قبل أكثر من 30 عامًا. وفي العام الماضي استحوذت الصين على خُمس مبيعات بي.إم. دبليو بالمقارنة مع حصتها البالغة 13 % في السوق الألمانية.

ويتجاوز حجم التجارة السنوي بين الصين وألمانيا تجارة الصين مع فرنسا وبريطانيا وإيطاليا مجتمعة.

لكن التوقعات الكبيرة لحجم التبادل التجاري، عندما كان للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دور مهيمن في أزمن الديون في منطقة اليورو، تراجعت ليحل محلها إحساس أكثر واقعية بما يمكن إنجازه على مستوى العلاقات الثنائية.

وتنتج الشركات الألمانية الآلات والمعدات عالية الجودة التي تحتاجها الشركات الصينية لإنتاج سلعها. كما أن الاستثمار الألماني المباشر في الصين عاود ارتفاعه بعد تراجعه عام 2012 وفقًا لبيانات البنك المركزي الألماني (البوندسبنك).

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة
انخفاض مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
الهند تقلل من التهديدات الأميركية بعد الاتفاق مع إيران على تطوير ميناء
الهند تقلل من التهديدات الأميركية بعد الاتفاق مع إيران على تطوير ...
«داو جونز» يخترق 40 ألف نقطة لأول مرة في تاريخ الأسهم الأميركية
«داو جونز» يخترق 40 ألف نقطة لأول مرة في تاريخ الأسهم الأميركية
أميركا تحظر واردات 26 شركة نسيج صينية
أميركا تحظر واردات 26 شركة نسيج صينية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم