احتج مئات المزارعين اليونانيين الثلاثاء في أثينا للمطالبة بمساعدات مالية في تصعيد جديد لحركة احتجاجية بدأت قبل أربعة أسابيع فيما تقول الحكومة إنها لا تملك المزيد من الأموال للمساعدة.

وشارك نحو 1500 مزارع في التظاهرة، رافعين أعلامًا يونانية على متن عشرات الجرارات التي استقلوها من مختلف المناطق للوصول إلى العاصمة أثينا، حسبما أفادت الشرطة. وتوقف نحو 130 جرارًا وعشرات الشاحنات الصغيرة أمام البرلمان في ميدان سينتاغما، بحسب «فرانس برس».

وقال مانوليس كركاداتسوس الذي يرأس جمعية زراعية في جزيرة كريت «نحن هنا لنعبر عن تضامننا مع زملائنا في أوروبا». وبدأ المزارعون في اليونان حركتهم الاحتجاجية الشهر الماضي، وانضموا بذلك إلى حركة احتجاجية أوسع تنتشر فيها جرارات لإغلاق طرق أو إبطاء حركة المرور في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا من بين دول أخرى.

واعتبر رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أن هذه التظاهرة مفيدة لإقناع الاتحاد الأوروبي بتغيير سياساته الزراعية. وقال لقناة «ستار تي في» التلفزيونية اليونانية الإثنين «إنها وسيلة ضغط بالنسبة لي أيضًا يمكن أن أستخدمها حين أذهب إلى بروكسل للتفاوض».

 بطء وتيرة إعادة الإعمار
ويعود جزء من السخط في اليونان إلى الغضب من بطء وتيرة إعادة الإعمار بعد الفيضانات المدمرة في سبتمبر في ثيساليا حيث يمتد سهل رئيسي في مجال الإنتاج الزراعي في اليونان على بعد حوالي 400 كيلومتر شمال أثينا.

ويحتج المزارعون على المنافسة التي يعتبرونها غير عادلة من دول خارج الاتحاد الأوروبي لا تخضع للقواعد نفسها، وعلى البيروقراطية والمعايير التي يعتبرونها مفرطة، كما يشتكون من انخفاض أسعار منتجاتهم بدفع من السياسة الزراعية الأوروبية المشتركة ونقص الدعم المقدم للقطاع.

-  احتجاجا على ضرائب الوقود.. جرارات المزارعين تغلق طريق مطار فرانكفورت
-  آلاف المزارعين الألمان يحتجون بوسط برلين على خفض الدعم الحكومي
-  ألمانيا.. مزارعون يغلقون الطرقات ويمنعون الوصول إلى عدّة موانئ

واعتبر كركاداتسوس أن السياسة الزراعية الأوروبية «عقدة» حول عنق المزارعين الذين يجب أن يحق لهم الحصول على وقود رخيص بموجب  اللوائح المطبقة على مالكي السفن اليونانيين.

من جهته، قال المزارع يورغوس تشاريسانيس الآتي من شمال اليونان قرب سالونيكي «مشاكلنا هي نفسها المشاكل (التي يواجهها المزارعون) في دول أخرى في أوروبا، لكن في اليونان نحن من أصحاب الحيازات الصغيرة وتكاليف الإنتاج هائلة، خصوصًا في ما يتعلق بالأسمدة والوقود». وشدد ميتسوتاكيس الإثنين على أن الحكومة «ليس لديها المزيد لتقدمه».

خفض فواتير الطاقة للمزارعين 
واقترحت الحكومة خفض فواتير الطاقة للمزارعين على مدى السنوات العشر المقبلة، فضلًا عن خفض ضريبة القيمة المضافة على الأسمدة والأعلاف الحيوانية من 13% إلى 6%. ووعد ميتسوتاكيس الأسبوع الماضي بتقديم مساعدات مالية بحلول نهاية الشهر للمتضررين من الكوارث الطبيعية.

وبعدما قدمت الحكومة مساعدات للمزارعين راوحت بين ألفين وأربعة آلاف يورو العام الماضي، وعدت الحكومة بتقديم مزيد من المساعدات تراوح قيمتها بين خمسة آلاف وعشرة آلاف يورو هذا العام. لكن ذلك لم يرضِ المزارعين.

وقال الاتحاد الزراعي في اليونان الأربعاء إنه «غير راضٍ عن الإجراءات الاستثنائية التي أعلنتها الحكومة».