سجلت أسعار النفط والنحاس مكاسب بنسبة تزيد على 17% و10% على التوالي منذ بداية العام 2024، وسط طلب قوي على البنزين والديزل ووقود الطائرات، مما رفع أسهم شركات التكرير.

كما سجلت أسعار الذهب مستوى قياسيا جديدا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2024، وارتفعت 13% إلى 2332 دولارا للأونصة.

ويعكس الانتعاش الأخير في أسواق النفط كيف انضم الطلب العالمي الآخذ في الصعود إلى عوامل أخرى لزيادة تكاليف السلع الأساسية، حسبما أوردت جريدة «وول ستريت جورنال» اليوم الثلاثاء.

النفط فوق 90 دولارا للبرميل
وساعدت الحرب الروسية في أوكرانيا وانعدام الاستقرار في الشرق الأوسط في دفع أسعار المنتجات البترولية، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت فوق 90 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

وقال كبير محللي السلع الأولية لدى «SEB» بيارن شيلدروب، في مذكرة الأسبوع الماضي، إن الإمدادات تقلصت في الآونة الأخيرة بسبب تباطؤ نمو الإنتاج الأميركي، وتخفيضات الإنتاج من قِبل منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها.

ارتفاع أسهم شركات تكرير النفط
وتدعم ارتفاع أسعار السلع الأساسية أسهم منتجي النفط، التي سجلت ثاني أفضل القطاعات أداء على مؤشر «إس آند بي 500» هذا العام، مرتفعة 16% تقريبا.

كما أدى الطلب القوي على البنزين والديزل ووقود الطائرات إلى ارتفاع أسهم شركات التكرير، بما في ذلك «فاليرو إنيرجي» و«ماراثون بتروليوم» و«فيليبس 66»، إلى مستويات قياسية.

ارتفاع أسعار سلع خامات التصنيع
يأتي ذلك بالتزامن مع صعود أسعار المواد الخام المستخدمة في قطاعات الصناعة والنقل، مما يعكس توجه المستثمرين للرهان على توسع طويل الأجل. لكن مراقبين أعربوا عن مخاوف إضافية بشأن التضخم.

وقفزت مؤشرات السلع حول العالم، حيث سجل مؤشر «إس آند بي GSCI» ارتفاعا بـ12% هذا العام، ليتخطى مؤشر «إس آند بي 500» الذي سجل ارتفاعا بـ9.1%، حسب جريدة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

وأرجع محللون هذا الارتفاع إلى توقعات بأن النمو الاقتصادي سيؤدي إلى زيادة الطلب من الولايات المتحدة والصين، إذ أظهر تقريران، صدرا الأسبوع الماضي، كيف أدى التعافي في قطاعي الصناعات التحويلية في كلا البلدين إلى إثارة موجة جديدة من الشراء.

وبينما أدى تمديد الارتفاع في أسعار السلع الأساسية إلى تعزيز أسهم شركات الطاقة والمواد، فإنه هدد برفع سعر البنزين قبل موسم القيادة الصيفي.

- أسعار النفط ترتفع بعد تضاؤل فرصة وقف إطلاق النار في غزة
- «أويل برايس»: 3 أسباب وراء ارتفاع أسعار الذهب

مخاوف بشأن التضخم
ويتوقع عديد المراقبين استمرار هذا الارتفاع فترة من الوقت. وقد غذى النمو الحقيقي في الدخل إعادة تسارع الطلب العالمي على السلع، وهو ما يعني دفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع.

هذا من شأنه تعقيد المعركة التي تخوضها البنوك المركزية، لخفض التضخم، في الوقت الذي زادت فيه شكوك المستثمرين بشأن خفض أسعار الفائدة في بعض الاقتصادات بحلول نهاية العام.

في هذا الصدد، قال رئيس أبحاث السلع العالمية والمشتقات في «بنك أوف أميركا»، فرانسيسكو بلانش: «ستكون السلع الأولية أحد العوامل التي يمكن أن تتداخل مع تخفيضات بنك الاحتياطي الفدرالي».