Atwasat

«كوب 28» يتبنى أول اتفاق بشأن الوقود الأحفوري.. ماذا يقول محللون؟

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 13 ديسمبر 2023, 01:12 مساء
WTV_Frequency

تباينت آراء محللين بشأن تبني دول العالم اليوم الأربعاء بالتوافق أول اتفاق وصف بـ«التاريخي» بشأن المناخ في مؤتمر «كوب 28» يدعو إلى «التحول» باتجاه التخلي تدريجا عن الوقود الأحفوري بما يشمل الفحم والنفط والغاز التي تعد مسؤولة عن الاحترار العالمي.

وأقر النص المنبثق من مفاوضات مطولة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار في إطار مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) المنعقد في دبي، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين حوالى مئتي دولة حاضرة في الجلسة الختامية للمؤتمر، وفق وكالة «فرانس برس».

التحول بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري
ويدعو النص الذي تفاوض المندوبون الإماراتيون على كل كلمة فيه، إلى «التحول بعيدا عن استخدام الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة، بطريقة عادلة ومنظمة ومنصفة، من خلال تسريع العمل في هذا العقد الحاسم من أجل تحقيق الحياد الكربوني في العام 2050 تماشيا مع ما يوصي به العلم»، حسب وكالة «فرانس برس».

وهذه الدعوة إلى تسريع العمل خلال العقد الحالي كانت مطلب الاتحاد الأوروبي والكثير من الدول الأخرى. ولم ترد في الاتفاق عبارة «الاستغناء التدريجي» (phase-out) عن النفط والغاز والفحم، وهو ما طالبت به أكثر من مئة دولة والآلاف من نشطاء المناخ. ورأى مصدر مقرب من الرئاسة الإماراتية أن هذه الصياغة «جرت معايرتها» بدقة لمحاولة التوفيق بين وجهات النظر المتعارضة، مع تعمد ترك القليل من الغموض حتى يجد كل طرف فيه ما يطالب به. وقال «لا أعتقد أن أي طرف مسرور تماما أو حزين تماما»، بالمقترح.

وقال ألدن ماير من مركز الأبحاث E3G لوكالة «فرانس برس»: «إذا كان مؤتمر غلاسكو للمناخ العام 2021 قد أحدث أول تصدع مع الدعوة إلى خفض الاعتماد على الفحم، فنحن الآن أمام شق كبير مع توسيع ذلك ليشمل النفط والغاز... حاول السعوديون بشدة الحؤول دون ذلك، لكن اتجاه التاريخ واضح».

وقال محمد أدو، من مركز أبحاث تحول الطاقة في أفريقيا «لن يعود الجنِي إلى القمقم أبدا»، فيما قالت مديرة شبكة العمل المناخي الكندية كارولين برويلات، إن ما هو مطروح «لا يمثل الوعد التاريخي بالاستغناء التدريجي بل بالتحول باتجاه التخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، وهذا يوجه رسالة مهمة. وإذا اعتُمد فستكون المرة الأولى التي ترد فيها مثل هذه العبارة، التي لا تشمل الفحم فحسب، بل النفط والغاز أيضا». ولكنها أعربت عن أسفها لإدراج ما أسمته «عوامل تشتيت خطرة مثل احتجاز الكربون وتخزينه، والطاقة النووية».

الإمارات: اتفاق «تاريخي» بشأن المناخ
وعند افتتاح الجلسة العامة، تبنى المندوبون الاتفاق الذي أعدته الإمارات وقوبل ذلك بتصفيق حار من الحاضرين. وقال رئيس المؤتمر الإماراتي سلطان الجابر إنه قرار «تاريخي لتسريع العمل المناخي». وتابع «يجب أن نكون فخورين بهذا الإنجاز التاريخي والإمارات العربية المتحدة، بلدي، فخورة بالدور الذي أدته للتوصل» إلى الاتفاق.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أن عصر الوقود الأحفوري «يجب أن ينتهي»، فيما وقال المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري إن اتفاق دبي «يدعو إلى التفاؤل» في عالم يعاني من النزاعات، وفق «فرانس برس». وعلى الفور، أشادت فرنسا «بانتصار التعددية والدبلوماسية المناخية»، على لسان الوزيرة أنييس بانييه-روناشيه الموجودة في دبي، التي رحبت كذلك بإدراج الطاقة النووية في اتفاق دبي.

وقال المفوض الأوروبي للمناخ ووبكي هويكسترا قبل الجلسة «للمرة الأولى منذ 30 عاما، يمكننا أن نقترب الآن من بداية نهاية الوقود الأحفوري. إننا نتخذ خطوة مهمة، مهمة جدا» لنبقي الاحترار عند 1.5 درجة مئوية.

ممثل الصين وصل مبتسما ورافعا إبهامه
وعبرت جزر ساموا عن مخاوف الدول الجزرية الصغيرة. ورأى تحالف الدول الجزرية وهو في طليعة المطالبين باتخاذ إجراءات قوية للتخلي التدريجي عن الوقود الأحفوري، أن الاتفاق يمثل «تحسنا» لكنه «لا يوفر التوازن اللازم لتعزيز التحرك العالمي لتصحيح المسار بشأن تغير المناخ». لكن مبعوث المناخ الصيني، شيه تشن هوا، وصل مبتسما ورافعا إبهاميه.

ولاعتماد هذا الاتفاق الذي وصف بأنه «تاريخي» تعين أن يحظى بموافقة جميع الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، إذ كان يمكن لاعتراض بلد واحد أن يحول دون ذلك.

لا استغناء تام
ورأى الصندوق العالمي للطبيعة في المسودة الجديدة «تحسنا» فيما يتعلق بالوقود الأحفوري، على الرغم من عدم التطرق إلى «الاستغناء التام» عن الوقود الأحفوري. وقال ستيفن كورنيليوس من الصندوق إن «اعتماد هذا النص سيمثل لحظة مهمة».

عمل سلطان الجابر على مدار الساعة لإنقاذ مؤتمر الأطراف الذي قال إنه يمثل «نقطة تحول» وسيتمكن من الحفاظ على الهدف الأكثر طموحا لاتفاقية باريس، التي تم اعتمادها قبل ثماني سنوات، وهو الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية.

وأثارت المسودة الأولى المقترحة للاتفاق الإثنين احتجاجات لأنها لم تدعُ إلى «الاستغناء» عن مصادر الطاقة الملوثة التي يعد حرقها منذ القرن التاسع عشر مسؤولا إلى حد كبير عن الارتفاع الحالي في درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.2 درجة مئوية. وحتى تاريخه، لم يُسجل سوى هدف «خفض» استخدام الفحم في مؤتمر الأطراف السادس والعشرين في غلاسكو. ولم يجر التطرق مطلقا إلى النفط أو الغاز، حسب «فرانس برس».

- مؤتمر المناخ يتبنى أول اتفاق تاريخي يدعو إلى «التحوّل» باتجاه التخلي عن الوقود الأحفوري
- باريس ترحب بـ«انتصار للتعددية والدبلوماسية المناخية» بعد تبني اتفاق للمناخ
- جزر ساموا تعبّر عن مخاوف الدول الجزرية الصغيرة بشأن اتفاق دبي للمناخ

وفي الاتفاق الذي أعدته الإمارات اعتراف بدور «مصادر الطاقة الانتقالية»، في إشارة إلى الغاز، في ضمان «أمن الطاقة« في الدول النامية حيث ما زال نحو 800 مليون شخص محرومين من الكهرباء.

ويتضمن كذلك الدعوة إلى مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات ومضاعفة وتيرة تحسين كفاءة الطاقة مرتين بحلول العام 2030، وتسريع التكنولوجيات ذات انبعاثات «صفر كربون» أو «المنخفضة الكربون»، بما في ذلك الطاقة النووية والهيدروجين المنخفض الكربون وتقنيات احتجاز الكربون وتخزينه وهي ما زالت غير ناضجة ولكن تحبذها الدول الغنية بالنفط حتى تتمكن من الاستمرار في إنتاجه. ورفضت السعودية والكويت والعراق أي اتفاق يمس بالنفط والغاز. لكنها لم تعمل على تعطيل إقرار الاتفاق.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
أسعار النفط تواصل ارتفاعها بعد مؤشرات على زيادة الطلب في أميركا
الهند تقلل من التهديدات الأميركية بعد الاتفاق مع إيران على تطوير ميناء
الهند تقلل من التهديدات الأميركية بعد الاتفاق مع إيران على تطوير ...
«داو جونز» يخترق 40 ألف نقطة لأول مرة في تاريخ الأسهم الأميركية
«داو جونز» يخترق 40 ألف نقطة لأول مرة في تاريخ الأسهم الأميركية
أميركا تحظر واردات 26 شركة نسيج صينية
أميركا تحظر واردات 26 شركة نسيج صينية
بوتين يؤكد الرغبة بزيادة التعاون مع الصين في مجال الطاقة
بوتين يؤكد الرغبة بزيادة التعاون مع الصين في مجال الطاقة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم