Atwasat

التغير المناخي يدفع مزارعي المغرب العربي لاستخدام المسيرات في مراقبة المحاصيل

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 03 ديسمبر 2023, 01:19 مساء
WTV_Frequency

دفعت تداعيات أزمة التغير المناخي المستثمرين في مجال الزراعة بدول المغرب العربي إلى استخدام التقنيات الحديثة، أبرزها الطائرات المسيرة بدون طيار، في مراقبة المحاصيل وكميات الأسمدة والمياه المطلوبة.

وذكر المعهد الأميركي للموارد العالمية (وورلد ريسورسز إنستيتيوت) أن التغير المناخي أهم تحدٍ تواجهه الزراعة في دول المغرب العربي (تونس والمغرب وليبيا والجزائر)، إذ تصنّف هذه البلدان ضمن الـ33 الأولى في العالم المعرّضة لشح المياه.

وتحلّق الطائرات المسيرة فوق حقل برتقال في محافظة نابل بشرق تونس، لإجراء مسح للأشجار، وتحديد كميات الماء والأسمدة اللازمة لها، اعتمادا على تقنيات حديثة تكتسب دورا متزايدا في الزراعة في المغرب العربي المهدد بالتغير المناخي.

وتعمل الطائرات المسيرة على جمع معلومات من الصور التي تلتقطها، ومن المستشعرات المنتشرة بين أشجار الحمضيات، ومن صور الأقمار الصناعية، ليجرى تحليلها وإعداد تقرير يقدّم للمزارع، ليكون بمثابة دليل توجيهي للوضع في حقله.

زيادة الاعتماد على التقنيات الحديثة
وفي تونس، انطلقت شركة «روبوكير» الناشئة والمتخصصة في هذه التكنولوجيا منذ العام 2020.

وتقول مؤسستها إيمان الهبيري لوكالة «فرانس برس»: «نراقب مسار الطائرة عبر شاشة كمبيوتر في الحقل، بعدما أصبح اللجوء للتكنولوجيات الحديثة في مجال الزراعة أمرا حتميا».

تضيف الهبيري: «من خلال الاعتماد على التكنولوجيا يمكن أن نصل إلى تقليل نسبة استهلاك كميات المياه 30%، وكذلك تخفيض 20% من مصاريف الأدوية والأسمدة، مقابل زيادة الإنتاجية 30%».

ويطرح خبراء الشركة الكثير من الأسئلة على أصحاب الحقل الذي يمتد على مساحة 15 هكتارا، للحصول على معلومات أساسية بشأن نوعية التربة وطرق الريّ وأنواع الأمراض التي تصيب الأشجار وكمية المبيدات، لمقارنتها بما يتحصلون عليه من صور الأقمار الصناعية. ولاحقا، يقدمون للمزارع توصيات بشأن ما يجب القيام به على المديين القريب والبعيد، لحماية المحصول وزيادة إنتاجيته.  

اليابان تعلن خلال «كوب 28» اتخاذ إجراءات للحد من الانبعاثات
«كوب28» يتبنى قرارا لتعويض الدول الأكثر تضررا من تغير المناخ

خفض التكاليف ورفع الإنتاجية
من جهته، أوضح مسؤول حقول البرتقال في نابل، ياسين القرقوري، أنه يجرى الاستعانة بـ«روبوكير»، لخفض المصاريف. وقال: «80% من المصاريف تشمل شراء الأدوية والأسمدة بالعملة الصعبة، وهذا يؤثر على الميزانية. نريد الحد من ذلك».

ويعزو القرقوري سبب ارتفاع المصاريف إلى عدم انتظام المناخ، لأن البلاد أصبحت تشهد «درجات حرارة مرتفعة خلال مايو وأمطارا خلال أغسطس، ما يسهم في تنامي الأمراض الجديدة، وهذا يتطلب في كل مرة تغيير طرق المعالجة. في السابق كانت هناك طريقة واحدة، لكن تغير الوضع».

ويطمح القرقوري أن يستبق تراجع الموارد المائية في بلاده من خلال التكنولوجيا التي «تقدم لنا معلومات حول كم يلزم من ماء لكل شجرة دون زيادة أو نقصان».

سنوات جفاف متتالية في المغرب العربي
وتشهد تونس ثامن عام من الجفاف، والرابع تواليا، بينما تراجعت نسبة امتلاء السدود التي تمثل المصدر الأساسي لمياه الشرب والري إلى مستوى 22%، فضلا عن أن 20 سدا، غالبيتها بجنوب البلاد، خرجت عن الخدمة.

لا يختلف الوضع كثيرا في باقي دول المغرب العربي. ففي المغرب، حيث تمثل الزراعة 13% من الناتج المحلي الإجمالي و14% من الصادرات و33% من الوظائف، تمر البلاد بموجة جفاف لم تشهد مثيلا لها منذ عقود.

ويقتصر استخدام التكنولوجيات الرقمية في القطاع الزراعي بالمملكة حاليًا على كبار المزارعين، حيث يستخدم ما يقرب من 3% من المنتجين الحلول الرقمية في أنشطة مختلفة بسلاسل الإنتاج.

والهدف هو تعميم هذه الخدمات على نحو مليوني مزارع بحلول العام 2030، بحسب مديرة المركز الرقمي بوزارة الزراعة المغربية لبنى المنصوري.

ترخيص استعمال المسيرات
وفي الجزائر، تعد وزارة الزراعة عن طريق استخدام الطائرات المسيّرة وصور الأقمار الصناعية خريطة وطنية للمواقع والقدرات الإنتاجية التي ستسمح بالاستغلال الأمثل للمنتجات الزراعية من خلال تقييم خصائصها، ومدى ملاءمتها للإنتاج.

غير أنه غالبا ما تصطدم مساعي تعزيز حضور أوسع للتكنولوجيا في عمليات الإنتاج بعوائق إدارية وقانونية تحول دون تسهيل نشاط الشركات الناشئة في هذا المجال.

لكن المسؤولين في «روبوكير» التونسية يأملون في أن تساعد، هي وغيرها من الشركات، في تكثيف الحملات التوعوية للمزارعين بضرورة توظيف التكنولوجيا، حيث يعتمد 10% فقط من المزارعين في تونس على تقنيات كهذه.

ويمنع استخدام الطائرات المسيرة في المغرب والجزائر بدون تراخيص، التي يتطلّب الحصول عليها الانتظار مدة زمنية قد تطول من دون أن يضمن ذلك نيل هذه الموافقة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
المحكمة العليا في لندن تقضي بـ«عدم قانونية» خطة مناخية حكومية
المحكمة العليا في لندن تقضي بـ«عدم قانونية» خطة مناخية حكومية
«توتال إنرجي» تخضع لتحقيق فرنسي بعد هجوم «إرهابي» في موزمبيق
«توتال إنرجي» تخضع لتحقيق فرنسي بعد هجوم «إرهابي» في موزمبيق
«فيتش» تعدل نظرتها المستقبلية لمصر إلى «إيجابية»
«فيتش» تعدل نظرتها المستقبلية لمصر إلى «إيجابية»
الدولار يتراجع عالميًا متأثرًا بضعف عوائد السندات الأميركية
الدولار يتراجع عالميًا متأثرًا بضعف عوائد السندات الأميركية
طرح موقف سيارات في أمستردام للبيع بنصف مليون يورو
طرح موقف سيارات في أمستردام للبيع بنصف مليون يورو
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم