تشهد أسواق الذهب الصينية إقبالا شديدا من قِبل المستثمرين والمشترين على شراء المعدن الأصفر بمعدلات وُصفت بـ«الاستثنائية»، مع الإعراض عن شراء الأسهم والعقارات، في الوقت الذي سجلت فيه أسعار الذهب أسعارا قياسية على المستوى العالمي.
ويشير تقرير نشرته جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية، اليوم الأحد، إلى إقبال شديد من قِبل المشترين في الصين، من مختلف الطبقات الاجتماعية، على شراء الذهب، لاسيما ما يعرف بـ«الحبة» البالغ سعرها 80 دولارا، التي تزن واحدا على ثلاثين من الأوقية. وتعد تلك وسيلة ميسورة التكلفة لشراء الذهب، وسبيلا إلى الاستثمار المضمون.
ولفت التقرير إلى توجه بكين لشراء الذهب من أجل تنويع أموالها الاحتياطية، وتقليل اعتمادها على الدولار الأميركي، مع خفضها حيازاتها من سندات الخزانة الأميركية لأكثر من عقد من الزمن. ففي مارس الماضي، بلغت قيمة الديون الأميركية لدى الصين نحو 775 مليار دولار، منخفضة من نحو 1.1 تريليون دولار في العام 2021.
وأظهرت بيانات جمعية الذهب الصينية ارتفاع استهلاك المعدن الأصفر في البلاد 6% خلال الربع الأول من العام، في أعقاب زيادة 9% خلال العام الماضي.
- أسعار الذهب تلامس مستوى تاريخيا جديدا
- أسعار الذهب تستقر عند مستوى قياسي
الذهب.. استثمار آمن
ويعد المعدن الأصفر بمنزلة استثمار آمن، ولا سيما في أوقات الانهيار الاقتصادي أو تنامي المخاطر الجيوسياسية. وقد شهدت أسعاره العالمية قفزة إبان انطلاق الحرب الروسية في أوكرانيا، ومع اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وسجلت أسعار الذهب في السوق العالمية مستوى قياسيا فوق 2400 دولار للأوقية الواحدة، لأسباب عدة، بينها فورة الشراء من الصين.
وقد تدفق المستهلكون الصينيون على شراء الذهب مع تعثر ثقتهم في الاستثمارات التقليدية مثل العقارات أو الأسهم. في الوقت نفسه، أضاف البنك المركزي في البلاد بشكل مطرد إلى احتياطياته من الذهب، بينما قلص ممتلكاته من الديون الأميركية.
تأثير صيني على أسواق الذهب العالمية
لطالما تمتعت الصين بنفوذ كبير على أسواق الذهب العالمية. لكن تأثيرها بات أكثر وضوحا خلال موجة الصعود الأخيرة منذ أواخر العام 2022 التي شهدت زيادة 50% في الأسعار.
بينما واصل الذهب الصعود على الرغم من توافر بعض العوامل التقليدية التي تقلل من جاذبية المعدن الأصفر بالنسبة إلى المستثمرين مثل أسعار الفائدة المرتفعة، وقوة الدولار الأميركي.
وارتفعت أسعار الذهب خلال الشهر الماضي على الرغم من إشارات تؤكد عزم الاحتياطي الفدرالي الأميركي الإبقاء على أسعار الفائدة المرتفعة فترة أطول، وارتفاع الدولار الأميركي أمام كل العملات الرئيسية في العالم خلال الربع الأول من العام.
في هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لمنصة «ميتالز ديلي» البريطانية المتخصصة في متابعة أسواق المعادن النفيسة، روس نورمان: «بلا شك تعمل الصين على دفع أسعار الذهب للارتفاع».
تعليقات